جددت وزيرة خارجية جمهورية جنوب إفريقيا ناليدي باندور التأكيد على ثبات موقف بلادها من القضية الفلسطينية والاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهذه القضية العادلة، حتى انتهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجرته الوزيرة باندور، يوم الجمعة، مع وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي.
وقالت باندور إن الشعب والقيادة الفلسطينية يجب أن يتأكدوا من قوة وثبات وإخلاص موقف جنوب إفريقيا في دعمها للقضية الفلسطينية، وتأكيدها أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد القادر أن يتحدث باسمه وأن يفاوض عن نفسه.
وأكدت أن أية مبادرة تنتقص من الدور الفلسطيني والاعتراف بالحق الفلسطيني والمشاركة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح مهما تميزت من أفكار أو استجلبت من مشاركين، مشددة على أن بلادها لن تكون مع أية مبادرة تكون دولة فلسطين خارجها، أو ترفضها دولة فلسطين.
من جانبه، قدم المالكي شرحا حول حجم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في هذه الأوقات، بدءا بالاحتلال الإسرائيلي المتواصل والذي يعمل على تطبيق سياسة الإحلال والاستبدال الكولونيالي العنصري على أرض دولة فلسطين، والعقوبات الأميركية المفروضة على الشعب والقيادة الفلسطينية من أجل إخضاعها للقبول بمخطط الضم ضمن تطبيق خطة صفقة القرن، مرورا بالأزمة المالية التي تولدت نتيجة لحجب دولة الاحتلال أموال المقاصة لتفجير الوضع اقتصاديا في أرض دولة فلسطين، والآن خضوع بعض الدول العربية لإملاءات إدارة ترمب لتوظيفها في حملتها الانتخابية من أجل ضمان إعادة انتخابه للبيت الأبيض، وبالتالي قبول تلك الدول أن تكون أداة لخدمة نتنياهو في تطبيق صفقة القرن وتحديدا ما له علاقة بمدينة القدس المحتلة والأماكن المقدسة فيها، وخيانة الموقف العربي في خروجها عن التزاماتها حيال مبادرة السلام العربية والامتناع عن التطبيع مع دولة الاحتلال حتى انسحاب الأخيرة من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وأضاف المالكي: أن عودة جائحة "كورونا" وأعداد المصابين الكبيرة، إضافة إلى أعداد الوفيات، كل ذلك يستدعي أن تتقدم الدول الصديقة بتحركات من شأنها إظهار الدعم والمساندة، وإشعار الشعب الفلسطيني وقيادته بقوة وثبات ذلك الدعم، وحماية حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف من أية محاولات لضربها والتخلص منها.
وتم الاتفاق، خلال الاتصال الهاتفي، على مشاركة دولة فلسطين في نشاط جانبي ستعمل جنوب إفريقيا على عقده على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول التمسك بمبادئ المساواة وعدم التمييز، وتوفير الحقوق المتساوية للشعب الفلسطيني.
كما تم التوافق على مجموعة من الفعاليات والمبادرات التي سيتم البدء باختبار إمكانياتها خلال الأيام المقبلة مع الجهات ذات العلاقة، التي من شأنها أن تساهم في تثبيت مركزية القضية الفلسطينية، والتأكيد على عدالتها، وتجميع الدول والمؤسسات حولها لحمايتها ودعمها في وجه كل التحديات المحيطة بها.
ووضع المالكي الوزيرة باندور في صورة الاختراق الكبير الذي تم مؤخرا عبر اجتماع الأمناء العامين للفصائل، والعمل على تشكيل قيادة موحدة من أجل مواجهة تحديات الاحتلال، والتحضير للانتخابات. وقد رحبت الوزيرة باندور بهذا الإنجاز، موجهة التهنئة للرئيس محمود عباس على إتمام هذه الخطوة نحو استكمال المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وأكدت جاهزية بلادها لتقديم خدماتها إذا ما تمت الحاجة لها.
كما جرى التطرق إلى الانتكاسة في وضع جائحة "كورونا" بفلسطين، وأعداد المصابين الكبيرة، حيث أشارت الوزيرة باندور إلى أن بلادها قدمت الدعم لدولة فلسطين وتمكنت من خفض أعداد المصابين، وهي على استعداد لتقديم المزيد من الدعم.
وأكدت أن المسؤولين في وزارتها سيبدأون اتصالاتهم من أجل العمل على تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في هذه المحادثة، واستكمال كل ما هو مطلوب لإنجازه.
كما تم الاتفاق على استمرار الاتصالات بين الوزيرين للتأكد من تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه.
وقدم الوزير المالكي شكره للوزيرة باندور على المبادرة بالاتصال، وعلى الالتزام الكامل بدعم القضية الفلسطينية والحفاظ على مكتسباتها.