- بقلم. فايز أبو غبن
مستشار إعلامي وباحث في الشؤون العربية
المجتمع الأمريكي بطبيعته العامة معروف عنه أنه لا يهتم بقضايا العالم الخارجي ولا يُعنى بصراعات أخرى لا تؤثر على حياته اليومية إنما يهتم فقط بقضاياه الداخلية وشؤونه المعيشية.
البعض يعتقد أن ثمار اتفاقات التطبيع التي توقع حالياً بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وبعض دول الخليج برعاية الولايات المتحدة الأمريكية إنما هي محاولة من خلال الأمريكان لاضافة انجازات لرصيد ترامب الانتخابي, إذ يريد الرئيس الأمريكي من خلالها أن يكسب ولو بعض النجاحات، التي قد ترجح كفته لدى الناخبين قبل الانتخابات التي ينافسه فيها جو بايدن الخصم الديمقراطي القوي. وخاصة أن موعد الانتخابات الأمريكية اقترب كثيراً
أعتقد أن نتائج هذه الاتفاقات التي يراعها ترامب ما بين بعض دول الخليج واسرائيل ليس بالضرورة أن تكون رافعة له ولحزبه في الانتخابات القادمة كما يظن ويعتقد هو غيره .
فالتجربة التاريخية أثبتت أن الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" وعلى الرغم أنه كان راعى أشهر وأول اتفاقية سلام في تاريخ الشرق الأوسط الحديث اتفاق "كامب ديفيد" بين مصر واسرائيل كما وفي عهده أيضا اعترفت بلاده بالصين الشعبية وأقامت معها علاقات دبلوماسية.
رغم كل هذه الانجازات الضخمة التي سجلت له إلا أنه خسر في الانتخابات الأمريكية أمام منافسه رونالد ريغان عام 1980م ولم تشفع لكارتر انجازات الاتفاقات الخارجية التي قام بها طوال فترته الرئاسية الأولى والتي اعتقد أنها ستكون رصيد انتخابي كبير له أمام صندوق الانتخابات إلا أنها تهاوت أمام مزاجية ومصلحة الناخب الأمريكي الذي قام بانتخاب خصمه رونالد ريغان .
وأخيراً تبقى اسرائيل المستفيد الأكبر والأوحد من كل هذه الاتفاقات كونها تقوم وبشكل متزايد بمساعدتها بالخروج من عزلتها الإقليمية والدولية دون دفع أي ثمن أو استحقاق مقابل ذلك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت