- بقلم:- سامي ابراهيم فودة
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
قد يغفل الكثير عن الدور المحفوف بالمخاطر لجنود الجيش البرتقالي المجهولين عمال النظافة (صُنّاع الجمال والطهارة) أصحاب السواعد الفولاذية والأيادي الخشنة السخية بالعطاء الذي لا ينضب بسخائه من هم على خط المواجهة في مواجهة خطورة تداعيات شبح فايروس كورونا والذين يعملوا ساعات متواصلة في المستشفيات والعيادات والحجر الصحي والبلديات بكل تفاني وإخلاص من أجل توفير بيئة نظيفة خالية من الأمراض وهؤلاء الابطال المجهولين العيون ساهرة على نظافة البيئة لا يقلون أهمية في دورهم وتأدية واجبهم تجاه وطنهم عن غيرهم فهم يشكلون بعد الجيش الابيض الطبي خط الدفاع الثاني في الحرب على وباء كوفيد-19.كورونا..
كنا قد أشرنا في مقال سابق بعنوان" لمسة وفاء للجيش الأبيض الطبي الفلسطيني" بأن لكل معركة رجال مخلصين وإلى جانب ابطالنا المقاتلين الجيش الأبيض الطبي في هذه المعركة هم جنود الجيش البرتقالي "عمال النظافة" والغير مرئيين عن أعين الجمهور الغافل الكثير عن عطائهم والذين يخاطروا بأنفسهم ويضحوا بالغالي والنفيس بنفس راضية في ظل تفشي فايروس كورونا من أجل حماية أرواح وصحة شعبهم من مخاطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن البيئة الملوثة وتراكم القمامة في الشوارع..
وأقولها بكل صدق وإخلاص وأمانة أن هؤلاء الجنود المقاتلين عمال النظافة الذين يقفون كحائط صد في الشوارع والميادين لا يلوذا من حرارة لهيب الصيف وسخونته والتي تسجل يومياً على جباهم وتلفح وجوههم ولا من زخات المطر التي تتساقط فوق رؤوسهم ولا من زمهرير فصل الشتاء الذي ينخر عظامهم ولا من قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لوطنهم, فان أثرهم في كل مكان تجده وأضح في حياة الناس ..
وقبل أن أختتم مقالي لماذا ينظروا أصحاب العقول المضمحلة والنفوس المريضة إلى شريحة "عمال النظافة" نظرة دونيّة فيها من التحقير والإهانة ويتقززون منهم وكأنهم حثالات لا سمح الله وليس من المجتمع, هل مجتمعاتنا تفتقر إلى الوعي والثقافة جعلتهم يفقدون بصيرتهم ولا يميزوا بين الغث والسمين ولا يقدروا كينونتهم ومهنتهم والحكومات الغارقة حتى اذنيها بالفساد ونهب البلاد لا تفكر في أنصافهم والإعلاميين المغيبين عنهم خذلوهم ولا يسلطوا الضوء علي ثمار عطائهم وكدهم وكفاحهم إلا يستحقوا هؤلاء الابطال الجنود المجهولين ولكنهم أساسيون في مجتمعاتنا وفي مواجهة مخاطر الأمراض والاوبئة من التكريم والتبجيل والتشريف والاعتراف بأهمية وجود عامل النظافة ويحسنوا معاملتهم، أقل شيء بابتسامة رفع القبعه احتراماً لهم على دورهم في الحياة الاجتماعية الاهتمام والرعاية والدعم بهم من حيث تحسين أجورهم وظروفهم المعيشة والرعاية الصحية وتأمين شيخوختهم..
تحية إكبار وإجلال إلى لهؤلاء الفرسان أصحاب الأيادي الخشنة الذين يعطوا ببذخ من أجل مجتمع حضاري نظيف خالي من الأمراض والأوبئة، والتي رآها خير البرية رسول الله مخشنة وممزقة من العمل فقال "هذه يد يحبها الله ورسوله" والله من وراء القصد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت