عاد إلى إسرائيل هذا الأسبوع اليهود المتدينون الذين خاب أملهم في الوصول إلى أوكرانيا للقيام بزيارتهم الدينية السنوية فيما اتهم كثيرون منهم حكومتهم بالتخلي عنهم.
واشتكى الزوار من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من الحكومة الإسرائيلية عندما وُجدوا في ظروف "غير إنسانية" في منطقة محايدة على الحدود البيلاروسية الأوكرانية، ما اضطرهم للاعتماد على السلطات البيلاروسية والصليب الأحمر.
ويتوجه عشرات الآلاف من اليهود الحسيديم (حركة روحانية اجتماعية يهودية) إلى أومان في وسط أوكرانيا في مطلع السنة اليهودية الذي صادف ما بين 18الى 20 ايلول/سبتمبر هذا العام لزيارة قبر مؤسس حركة بريسلوف الحسيدية الحاخام نحمان.
وبسبب تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجدـ أغلقت أوكرانيا حدودها أمام الأجانب وحذرت مرارًا وتكرارًا من أنه لن يسمح للزوار بدخول أراضيها.
لكن هؤلاء الزوار الذين توجه معظمهم من إسرائيل ومن فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، اعتقدوا أن بامكانهم الالتفاف على المنع الاوكراني عن طريق المرور عبر بيلاروس المجاورة، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين على الحدود.
وقال يسرائيل مايزليك لفرانس برس "انفطر قلبي الف مرة" واصفاً كيف علق مع مئات اليهود الحسيدييم الآخرين في تلك المنطقة، وقد تدلت على جانبي وجهه سوالف مجعدة وغططت الكمامة الصحية الواقية جزءاً من لحيته البيضاء.
وقال بعد دقائق قليلة من وصوله الاثنين إلى تل أبيب على متن طائرة من مينسك عاصمة بيلاروس، "خمسة أيام بدون أكل أو شرب، بدون مراحيض .. هذا ليس إنسانياً".
وقال حاييم ويتشاندلر (40 عاما) لفرانس برس إنه اتصل من تلك المنطقة بالسلطات "لمناشدة الحكومة الاسرائيلية لمساعدتنا"، وتحدث حينها عن "كارثة انسانية. هناك أشخاص مرضى وجوعى تحت المطر وفي البرد".
وبعد عودته قال ويتشاندلر في مطار تل أبيب "أمضيت أسبوعين في ظروف غير إنسانية خطيرة ... لم نتلق أي شيء من إسرائيل" لكن "بيلاروس هبت لمساعدتنا".
- "منسيون" -
قدم الصليب الأحمر ثم السلطات البيلاروسية الخيام والأغذية والأدوية إلى مئات الرجال والنساء والأطفال العالقين على الحدود.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قالت في آب/أغسطس أنها ستعمل على التوصل إلى ترتيبات مع اوكرانيا للسماح لعدد معين من الزوار بدخول البلاد، قبل أن تحث مواطنيها على التخلي عن الفكرة بسبب الوباء.
وقال ويتشاندلر الذي كان برفقة ابنه الذي يبلغ 13 عامًا ويعتمر قلنسوة على رأسه ويتدلى سالفا الملتفان على جانبي وجهه، إن "نتنياهو كذب وضغط على أوكرانيا لمنعنا من الدخول".
وأبرز الخمسيني يسرائيل مايزليك حزامه الذي صار واسعا عليه بسبب قلة الطعام.
وقال "ذهبنا للصلاة من أجل كل شعب إسرائيل ولكن دولة إسرائيل لم تفعل لنا شيئًا"، ولم يتردد في التحدث عن "كراهيته" لجانب من بلده الذي "حطم قلبه".
واضاف "نسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو أننا جزء من الشعب الإسرائيلي".
اما دور ديفيد فلم يعبر عن غضب، وتساءل "ضد من أغضب؟ إذا كان الله وحاخامنا ومعلمنا (الحاخام ناحمان) لا يريدان أن أصل إلى أومان، فلماذا أغضب؟"
وفي نظره، لا يوجد ما يلوم نتانياهو عليه، معتبرا أنه مجرد "دمية في يد الله".
وقال إن "الطاقات الإيجابية الموجودة في تلك البقعة جعلتنا ننسى الجوع والبرد، كانت تجربة روحية، بالتأكيد أقوى ما مررت به في حياتي".
واختتم بابتسامة، واعدًا أنه بمجرد فتح الحدود مع أوكرانيا، سيزور قبر الحاخام.