- عطا الله شاهين
- حين رأيتُ ذات المرأة في حُلميْن متوازيين
من سدّة العتمة خرجتُ شاهدت من مسافة صفرٍ امرأة واقفة في العتمة.. أخافتني بلباسها الغريب.. تراجعتُ صوب سدة العتمة صرختْ بصوتٍ مدوٍّ ألا تعرفني؟ رددتُ عليها لا أعتقد.. قالت: أنا تلك التي منحتها حبكَ ذات زمن واختفتْ في العتمة ....
من سدّة العتمة دخلتُ رأيتُ امرأة غريبة نائمة أريكتي الممزقة لم تشعر لحظتها بوجودي قلت: من هذه المرأة التي تبتسم وهي نائمة ..
إنها تشبه تلك التي للتو اختفت بعد صراخها عليّ.. ضجة غريبة تحت نافذتي أيقظتني فركتُ عيني ونهضت من فراشي الدافئ ولم أر المرأة قلت: ما هذان الحُلْمان اللذان رأيت فيهما ذات المرأة.. عدت للنوم ونسيت الحلمين..
- حين يكون وعيي عالقاً ما بين الوجود والعدم..
أراني منذ زمن بوععي الذي بات عالقا ما بين الوجود والعدم، ففي داخلي أشعر بأنني سائر نحو العدم، وأتساءل باستمرار ما هذا الشعور باللافائدة، جراء عيشي في زمن غريب كل شيء بات بلا معنى، وبلا توق للحياة..
أعيش في زمن كوارث وحروب لا تنتهي على كوكب بات الاحتباس الحراري يغير من مناخه، وباتت احياة عليه مقلقة ؟ فأنا لست سوى الحالم في مهمة الوجود، رغم المعاناة، التي تسببها الكوارث الطبيعية ..
فأحيانا أراني لست بعيدا في تفكيري عن فلسفة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر في فهمي بالشعور بالقلق تجاه مصيري، فالقلق المسيطر عليّ هو الذي يكشف معنى العدم، أي الموت، فلماذا أنا موجود بعد، فأنا أتأرجح ما بين الوجود والعدم ..
أقف في اللامكان، أي أن وجودي بات يتأرجح بين العدم، ووجودي المؤقت في هذه الحياة القاسية هل كل ما أراه بوعيي في كما يرى الفيزيائي لورنس كراوس الكون من العدم أي أن الكون جاء من العدم؟
ولهذا هل سأراني مع كل ما يشكله الكون من جاذبية وطاقة حين أنكمش وأبيت صفرا في العدم ما أصعب لحظات وقوفي بين نقطتي الوجود والعدم، فشيء بداخلي وبوعيي العالق يدفعني للبقاء في الوجود، رغم المعاناة، التي أعانيها مثل باقي الشعوب من قهر وحزن، وهناك وشيء بوعيي يدفعني بقوة نحو السير ببطء صوب العدم، لأن الوجود بات غير مغر للحياة،
الا أنني لم أتزحزح بوعيي من مكاني منذ ولادتي، وها أنا عالق ما بين الوجود والعدم ، ولكن لا مؤشرات تشير إلى أين سائر، هل سأبقى بوععي عالقا ما بين الوجود والعدم، أم أنني سأختار العدم لأستريح من عذابات الحياة التي تلاحقني منذ دخولي حيز الوجود..
- حُلْمان متوازيان
أخرج من سدّة العتمة أشاهد امرأة تقف على صدر الريح يخيّل لي بأنها تعرفني كانت تعانق الريح بهدوء رأيتها تشير إلى جهة الأفق الملوّن وكأنها أرادت أن تريني حياة أخرى ..
أدخل من سدّة العتمة أرى امرأة كأنني أراها كلّ يوم تشخر على مخدة من ريشِ النعام تحسّ بدخولي، لكنها تتجاهلني أقول لربما الهرَم هو السّبب أفيق بعد زمنٍ مندهشا من حلميْن متزازييْن أفرك عيني ولا أرى أحدا بجانبي..
أقول يا لهذين الحلميْن، اللذين توازيا في عتمةٍ مختلفة..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت