أوصى مشاركون في مؤتمر فلسطين التكنولوجي الزراعي الافتراضي، بضرورة دعم الرياديين وتعزيز ثقة المستثمرين والحكومة بدعم مشاريع التكنولوجيا الزراعية، والاستثمار في الشركات الناشئة للرياديين.
ودعا المشاركون في المؤتمر الذي أطلقه اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية بيتا، بالشراكة مع ممثلية اليابان لدى فلسطين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبالتعاون مع وزارتي الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عبر تقنية زووم، إلى تقديم الدعم المالي لقطاع التكنولوجيا الزراعية لتعزيز استخدام التكنولوجيا الزراعية وتسهيل عمل المزارعين وتقليل التكاليف والاستثمار بالأفكار الريادية بهذا المجال، وتشجيع جيل الشباب على الاهتمام بالزراعة الحديثة.
كما أوصى المشاركون في المؤتمر بعقد هذا المؤتمر بشكل سنوي بهدف استكمال العمل على كافة الملفات المرتبطة بالتكنولوجيا الزراعية.
قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة إن الرؤية المستقبلية للنهوض بالقطاع الزراعي الفلسطيني، مبنية على استخدام تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والتي تستند إلى التكنولوجيا الرقمية التي أصبحت محركا أساسيا وركيزة لتطوير القطاع الزراعي.
وشدد على ضرورة التركيز في المرحلة المقبلة على التوسع في نشر وتوطين التكنولوجيا الزراعية الرقمية لتشمل تطوير وتحسين استخدام الخدمات الزراعية الالكترونية متمثلة بتطوير الخدمات المقدمة للمزارعين والتجار والشركات الزراعية عبر رقمنة خدمات الارشاد الزراعي، ورقمنة الخدمات التسويقية.
بدوره، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر: إننا نسعى إلى مواكبة سوق العمل من خلال تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتباره نافذة للأسواق الخارجية، مضيفا أن هذا المؤتمر سيساهم بتحسين الاقتصاد الفلسطيني عبر خدمة المشاريع الزراعية والتكنولوجية ومساعدة المبدعين والرواد في دعم أفكارهم المبتكرة، كما أن هذا المؤتمر يأتي ضمن استراتيجية الحكومة من خلال العنقود الزراعي والعنقود التكنولوجي".
من جهته، قال وزير الزراعة إبراهيم عطاري: "إن القطاع الزراعي يشكل قوة عمالة كبيرة جدا في المجتمع الفلسطيني، وهناك نحو 180 ألف أسرة تعمل في قطاع الزراعة في الضفة الغربية وقطاع غزة"، مشيرا إلى أن الحديث عن الزراعة هو حديث عن التنمية، لأن المزارعين هم عنوان الأرض والهوية، مشددا على أهمية موضوع التكنولوجيا الزراعية، خاصة أنه يتطرق إلى خطة العناقيد الزراعية التي أطلقتها الحكومة.
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية- بيتا إبراهيم جفال إن أحد أهم استراتيجيات بيتا الرقمنة وادماج قطاع التكنولوجيا والاتصالات في مختلف القطاعات الاقتصادية الفلسطينية، خاصة أن التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية أصبح خيارا استراتيجيا لاقتصادات المنطقة التي تسعى لتطوير قطاعاتها الاقتصادية المختلفة ومن هنا تبلورت فكرة رقمنة القطاعات الاقتصادية الفلسطينية بسبب الاثار الايجابية المتسارعة التي تحملها.
من جانبه، قال سفير الشؤون الفلسطينية، ممثل اليابان لدى فلسطين ماسايوكي ماغوشي أن قِطاع الزراعة يُعتبر رَكيزةً استراتيجيةً للاقتصاد الفلسطيني، إلا أنه يعملُ أقل بكثير من إمكاناته في الآونة الأخيرة، ما أثَّر سَلْبَا على الاقتصاد الفلسطيني.
وأضاف أنه يمكن التغلب على التّحديات التي تُواجهه من خلال توظيف قطاع (ICT) ، الذي يلعب دورا مهما في تَحْسين سُبُلِ الحياة للمزارعين من خلال تسهيل الوصول إلى الموارد الطبيعية وتطوير التقنيات الزراعية الحديثة واستراتيجيات الإنتاج الفَعَّالة والأسواق والخَدَمات المالية وغيرها.
من ناحيتها، قالت الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إيفون هيلي: "نحن فخورون بشراكتنا مع اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية-بيتا في مشروع التكنولوجيا الزراعية، لأنه من المهم إيجاد حلول لقطاع الزراعة الذي يعتبر جزءا لا يتجرأ من الهوية الفلسطينية، كما أن الزراعة تعتبر العمود الفقري للمجتمع والاقتصاد الفلسطيني"، مبينة أن التكنولوجيا أداة للبحث عن حلول للحد من الفقر والبطالة، لا سيما بين الشباب الفلسطيني، ومكافحة تغير المناخ، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما تخلل جلسة خاصة عن أهمية قطاع الزراعة وضرورة دمجه مع القطاع التكنولوجي لما له من تأثير كبير على تنمية وازدهار القطاع الزراعي الفلسطيني، وتحدث في الجلسة، عميد كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية هبة الفارس، والمدير التنفيذي لشركة سبارك للاستشارات والتدريب مهند هيجاوي، ومدير عام التخطيط والسياسات في وزارة الزراعة حسن الأشقر.
كما شارك في المؤتمر الذي يهدف إلى دعم الرياديين في مجالي التكنولوجيا والزراعة، لخلق آفاق واسعة لهم في سوق العمل الفلسطينية، في الجلسة الثانية: 5 رياديين فازوا في المسابقة الرقمية التي أطلقتها بيتا نهاية العام الماضي في قطاع التكنولوجيا الزراعية وتمكنوا من إطلاق مشاريع مميزة أثبتت إمكانية نجاحها واستمرارها في السوق، وأطلقوا رسميا شركاتهم الناشئة بدعم من بيتا والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات بيكتي.