- اشرف صالح
يقولون أن الرجل المناسب في المكان المناسب , فمنذ تكليف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء/ جبريل الرجوب بملف إنهاء الإنقسام , وأنا أراه مناسباً حتى هذه اللحظة , إن لم يجد جديد (...) فالحضور القوي والسريع لجبريل الرجوب على ساحة حركة حماس علمني ككاتب درساً مهماً , وهو أن هناك فرق بين المصالحة وبين إنهاء الإنقسام , فالمصالحة تعني أنه ليس هناك أي عداوة بين فتح وحماس , وبالفعل لا يوجد عداوة بدليل إستضافة جبريل الرجوب في قناة الأقصى , وإستضافة قيادات حماس في تلفزيون فلسطين , وتبادل الإبتسامات والكلمات الجميلة , والأهم من ذلك أن حماس تعترف رسمياً بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , وتعترف رسمياً بحل الدولتين , وتعترف رسمياً بالمقاومة السلمية , إذا هذه هي المصالحة , ولكن تبقى مهمة إنهاء الإنقسام مقيدة بملف الإنتخابات والذي هو بالأصل مقيد بموافقة الإحتلال , فهل يستطيع جبريل الرجوب أن يفك هذه القيود للشعب الفلسطيني والذي صبر 14 عام على الإنقسام ؟
لا أريد أن أستبق الأحداث وأقول أن الإنقسام سيبقى قائماً لما بعد إجراء الإنتخابات ومعرفة من سيفوز وسيتلم من الباب الى المحراب , رغم أنني أرجح ذلك , ولكن هذا لم يتضح إلا بعد الإعلان الرسمي المرتقب للجميع الفصائل والذي من المقرر أن يبدأ في الثالث من إكتوبر المقبل , فلا زالت الأمور غامضة والبوصلة متجهة نحو إنتخابات مقيدة بموافقة الإحتلال , وأتمنى أن تتضح الرؤية في الثالث من إكتوبر .
الى الأخ اللواء جبريل الرجوب والمكلف بملف إنهاء الإنقسام , أود أن أقول لك كلمة مهمة للغاية , وذلك من باب الحرص على الشعب الذي صبر وصبر كصبر أيوب , فصبر هذا الشعب يستحق منا جميعاً سماع هذه الكلمات المهمه , يا أخي جبريل إن إنهاء الإنقسام يعني عملياً وفعلياً توحيد المؤسسات الفلسطينية ودمج موظفين الدولة على قاعدة الإنتماء للقانون والمؤسسات وليس الإنتماء الحزبي , وهذا الدمج يجب أن يحدث قبل كل شيئ , لأن توحيد المؤسسات ودمج الموظفين سواء تحت ظل حكومة وحدة وطنية أو تحت ظل حكومة كفاءات , سيكون بحد ذاته إنهاء للإنقسام , لأن المؤسسة الفلسطينية الموحدة والموظف الفلسطيني الموحد هو الذي سيخدم المواطن الفلسطيني بشكل مباشر , وهذا هو بيت القصيد , أما بالنسبة للقضايا الجوهرية مثل منظمة التحرير والإنتخابات والثوابت والإستراتيجية النضالية , فهي متفق عليها مسبقاً , وفي حال لم تحدث فعلى الأقل سيكون الشعب موحد تحت ظل مؤسسة واحدة كأي دولة محترمة , فالشعب الفلسطيني الصابر كصبر أيوب ينتظر وبكل لهفة أن يعيش تحت سقف حكومة واحدة ومؤسسة واحدة وقانون واحد , وأتمنى أن يتحقق ذلك على يد أخي وأخ حركة حماس اللواء جبرل الرجوب .
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت