- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
خبرٌ مفاجىء، أيقظني في الصباح الباكر من هذا اليوم الأحد 27/9/2020، برحيل الكاتب والإعلامي والصديق الدكتور بسام رجا عن دنيا الوجود الفانية. وكأن شهر أيلول/سبتمبر من كلِ عام، يرسم دوماً علامات على طريق (التراجيديا) الفلسطينية، المأساة، التي أخذت طابعها الدرامي في تصوير مساراتٍ صعبة وقاسية، مستمرة منذ ماقبل النكبة وحتى الآن.
الدكتور بسام رجا الصديق في الوطن، والمهنة، والهم اليومي العام... فأخذته الحياة، حياة الفلسطيني، وأخذه الموت، لكنه الموت الحي، لمن سار على درب الوطن، طريق فلسطين، التي عشنا ومازلنا نحياها في قلوبنا وأفئدتنا، نحمل الحلم المشروع بالعودة اليها طال الزمن أم قصر.
الدكتور بسام رجا، رحل ومازال المتسع في الوقت قائماً، فقد رحل في مقتبل العمر، وفي أوج العطاء، والذي كان ينتظره الكثير من العمل في الميدان الإبداعي، في ميدان عمله، ومشاريعه الأدبية التي لم تتوقف، بل وكان بعضها على الأدراج بانتظار الدفع نحو طباعتها.
الدكتور بسام رجا، ابن (بلدة إجزم) قضاء حيفا، البلدة التي لم تغادره في وجدانه وأحاسيسه، فبقيت متوارثة في العودة اليها عند ابناءه. وقبله بفترة قصيرة، رحل الإعلامي نافذ أبو حسنة، الفلسطيني السوري، من القطاع البطل الصامد، تعرّفت عليه منذ سنواتٍ طويلة عندما كان يعمل في إذاعة القدس من دمشق، وكنت بالمقابل أقود عملاً اعلامياً فلسطينياً لدى احدى فصائل وقوى منظمة التحرير الفلسطينية، فكان التعاون بيننا سيد الموقف في التعاطي الإعلامي اليومي، في مرحلة كانت مكتظة ومتزاحمة بالأحداث الفلسطينية والعربية والإقليمية، قبل، وبعد حرب الخليج الثالثة، والغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
خسارتنا للإعلامي والأديب الفلسطيني الدكتور بسام رجا، ومن قبله بفترة قصيرة الإعلامي نافذ أبو حسنة كبيرة، ومزدوجة، خسارة اعلامي، وخسارة أديب، فضلاً عن كونها خسارة حالة واعدة كانت مازالت مستمرة في عطائها، وبالأفق مفتوحٍ امامها. رحمه الله، ونحن على عهد فلسطين نواصل الطريق.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت