أثبتت الافتراءات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ضد الدبلوماسيين الصينيين في الولايات المتحدة مرة أخرى أنه محرض على المواجهة لخدمة مصالحه الذاتية وكاذب مهنيا.
فمن خلال نشر الأكاذيب الصارخة لإثارة الرأي العام الأمريكي ضد الصين وإذكاء التوترات بين البلدين، أصبح بومبيو ورفاقه الصقور في واشنطن يمثلون عبئا ويهددون السلام والاستقرار العالميين.
ويشتهر بومبيو منذ سنوات بـ"دفع نظريات المؤامرة" كما يقول الكاتب في صحيفة ((نيويورك تايمز)) توماس فريدمان. وقد أفسدت أكاذيبه العديدة مصداقيته في الداخل والخارج.
تأتي اتهامات بومبيو الأخيرة الباطلة ضد قنصلية الصين العامة في نيويورك مباشرة من كتاب قواعد اللعبة المناوئ للصين لمحاربي الصين في واشنطن، الذين ظلوا لسنوات يوصمون الصين بشكل صارخ عن عمد ويؤججون الكراهية ضد الدولة الآسيوية لتحقيق مكاسب سياسية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها بومبيو اتهامات مثيرة لا أساس لها ضد دبلوماسيين صينيين. ففي يوليو الماضي، حاول بومبيو ووزارة خارجيته تبرير أمر واشنطن المفاجئ بإغلاق قنصلية الصين العامة في هيوستن مدعيا بأن الاستفزاز السياسي المكشوف كان لحماية "الملكية الفكرية الأمريكية والمعلومات الخاصة الأمريكية" دون تقديم أي دليل ملموس.
ونقلا عن السيناتور الأمريكي أنغوس كينغ، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ذكرت شبكة ((سي أن أن)) في ذلك الوقت أن كينغ لم يكن على علم بأي "معلومات استخبارية حديثة عن أنشطة صينية معينة، سواء فيما يتعلق بانتخاباتنا، أو المواجهة الكاملة بين بلدينا" والتي ربما كانت الدافع وراء القرار.
وجاءت الاتهامات الأخيرة لبومبيو ضد الصين في وقت تجاهد فيه الإدارة الأمريكية لجعل الصين كبش فداء بعد فشل الولايات المتحدة في احتواء جائحة كوفيد-19 في الداخل. وبصفته أكبر دبلوماسي أمريكي، تعرض بومبيو لانتقادات واسعة النطاق لسعيه لتقويض الوحدة العالمية بدلا من تحفيزها في المعركة ضد الجائحة.
ومع تشكيك الكثيرين في مؤهلاته كوزير خارجية أمريكي، كثف بومبيو مؤخرا من قذائفه البلاغية ضد الصين لتحويل النقد العام.
ومن خلال تصوير الصين على أنها عدو للأمريكيين، يحاول بومبيو، جنبا إلى جنب مع سياسيين أمريكيين فاسدين آخرين، إخفاء حقيقة أنهم هم الأسباب الأساسية للمشاكل التي تعاني منها البلاد.
كما أنه من خلال سعيه المستمر لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، يضع بومبيو طموحاته السياسية وتحيزاته الأيديولوجية فوق المصالح الوطنية للولايات المتحدة، ناهيك عن السلام والاستقرار الدوليين.
وعلى النقيض من معظم أسلافه، الذين اعتبروا علاقات صينية-أمريكية بناءة في غاية الأهمية للجانبين والعالم ككل، أثبت بومبيو بوضاعة أنه من أتباع استراتيجية صفر نتائج وعقلية الحرب الباردة.
وبعيدا عن إدعائه الكاذب بأن الانخراط الأمريكي مع الصين قد فشل، كان رائدا في اتخاذ إجراءات ملموسة لقطع العلاقات مع الصين، بما في ذلك القمع السياسي باستهداف وسائل الإعلام الصينية، وفرض قيود على الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة، وتوسيم معاهد كونفوشيوس، التي تركز على التبادلات بين الأفراد، كـ"مهمة خارجية".
وبخطابه السخيف والمؤجج للمشاعر ضد البعثات الدبلوماسية والقنصلية الصينية في الولايات المتحدة، يبدو أن بومبيو يمهد الطريق لإحداث المزيد من التدهور في العلاقات الدبلوماسية مع الصين.
لقد أظهر التاريخ أن إقامة علاقات بناءة بين الصين والولايات المتحدة هو مكسب للطرفين وللازدهار العالمي، ولا يمكن لأي منهما تحمل تكاليف مواجهة شاملة.
وفي الوقت الحالي، يقوم بومبيو بجولة في بعض الدول الأوروبية، ومن المتوقع أن يختلق المزيد من الأكاذيب حول الصين. ومع ذلك، مهما ما فعله أو سيفعله لتشويه سمعة الصين، فلن يغير من قدره في تذكره كأسوأ وزير خارجية للولايات المتحدة على الإطلاق.■