ذكرى رحيل المناضل والأسير المحرر سامي أبو ركبة "أبو ياسر" (1968م - 2013)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

  • بقلم : سامي إبراهيم فودة

قال تعالى:- "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "... صدق الله العظيم

في حضرة مقامكم الطاهر صديقي الكاسر الجاسر "أبو ياسر" تاهت مني الحروف والكلمات في زحمة ذكرياتكم الجميلة معي داخل أسوار المعتقل وعجز لساني عن الكلام في وصفكم المبجل بعد أن أدركت بأن شخصكم النبيل لا يمكن أن يوصفه قلمي المتواضع على تلك السطور في ذكرى رحيلكم عن
 عالمنا, فحترت في أمري كيف أرثيكم يا من تواريت عن الورى تحت الثرى ومازالت ذكراكم ماثلة في أذهاننا وحاضرة كنبض القلوب في الصدور ولا تزال ذكرياتكم عالقة في الوجدان ومحفورة في القلوب إلى أبد الأبدين...

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين الثورة الفلسطينية ومن خير أبناء شعبنا الفلسطيني وكوادر أبناء الفتح المغاوير في مخيم جباليا مخيم
 الثورة والصمود في شمال غزة, والذي وافته المنية في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم الأحد الموافق 30/9/2013م اثر تعرضه لجلطة قلبية أدت إلى وفاته نقل على أثرها إلى مستشفى كمال عدوان عن عمر يناهز 46 عاما قضى معظمه في خدمة الوطن.

ولد المناضل والأسير المحرر المرحوم/ سامي جودة ديب أبو ركبة المكنى "أبو ياسر" في مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود مقر سكناه ومسقط رأسه في عام1968م,ونشأ في مخيم الثورة وترعرع وسط أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين
 الإسلامي الحنيف وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة دمرة في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها بقوة السلاح كباقي العائلات الفلسطينية إلى قطاع غزة ليستقر بهم المطاف للسكن في مخيمات اللجوء والشتات, ‏فهو متزوج وأب وله من الأبناء سبعة هم/ ياسر- محمد- صابرين
 - محمد - امنة- عمر- حسن, حيث تلقى تعليمه الدراسي مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) واكمل دراسته الثانية العامة..

محطات مضيئة في حياة المناضل والأسير المحرر المرحوم:- سامي أبو ركبة

التحق المناضل والأسير المحرر المرحوم/ سامي أبو ركبة منذ صغره في صفوف حركة فتح وكان نشيطاً ومعروفاً بأوساط الأسرى والمناضلين،

اعتقل عدة مرات من قبل الجيش الإٍسرائيلي ومنها عندما كان شبلاً في الخامسة عشر من عمره.

التحق بجامعة الأقصى ودرس الإعلام وتم انتخابه لدورتين كرئيس لمجلس الطلبة عام 1999 – تخرج من الجامعة عام 2004م

كان فتحاويا حتى النخاع واحد ابرز قيادات الشبيبة الفتحاوية في جامعة قطاع غزه بل بجامعات الوطن كله وله العديد من المشاركات العربية والدولي في مؤتمرات طلابية وشبابيه وتميز بمواقفه الوطنية والوقوف الى جانب المظلوم والمحتاج وسخر حياته من اجل خدمة زملائه وكل من يحتاجه.

ساهم بدفع مسيرة جامعة الاقصى إلى الأمام وله باع طويل في رفع اسمها عاليا وتحولها من كليه إلى جامعه عصريه تحتوي على العديد من التخصصات العلمية المختلفة ولم ينقطع عن متابعة هذه الجامعة وبقي حتى وفاته على تواصل مع اساتذتها وقادة الشبيبة فيها .

تم تكليفه مؤخرا بعضوية لجنة اقليم الشمال وتم تكليفه كمفوض للجنة المؤسسات في الاقليم وعضو باللجنة العليا على مستوى قطاع غزه مشهود له بالمواقف الرجولية بين اوساط القيادات الطلابية والفتحاوية وقائد وطني بما تحمله الكلمة من معنى لم يتخلف لحظة عن الدور الريادي الذى
 أونيطت به

كان منزل المناضل والأسير المحرر المرحوم / سامي أبو ركبة ملتقى لكل أبناء حركة فتح وفصائل (م- ت- ف) وكان يرى في منظمة التحرير الفلسطينية البيت الذي يجمع كل ألوان الطيف الفلسطيني ويرى في وحدة فصائل المنظمة أمراً ضرورياً للحفاظ على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني
 الفلسطيني،

التحق بجهاز المخابرات العامة تم انتقل إلى جهاز الأمن الوقائي وهو برتبة مقدم وكان مثالاً للضابط المخلص ونموذجاً لزملائه.

عانى كثيراً من الانقسام الفلسطيني الداخلي كأبناء المخيم وتم استدعاءه ومداهمة بيته عدة مرات من الأجهزة الأمنية التابعة لحماس.

أنتقل المرحوم "أبو ياسر" إلى رحمة الله تعالى في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم الأحد الموافق 30/9/2013م حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر في مسجد القسام بيت لاهيا وشيع إلى مثواه الأخير في مقبرة بيت لاهيا بمشاركة جماهير غفيرة ..

رحم الله المناضل والأسير المحرر العقيد/ سامي أبو ركبة "أبو ياسر" وأسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون

a_002


 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت