لم يمنع فيروس كورونا والإجراءات المتخذة للحد من انتشاره مئات الأطفال من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس من الالتحاق والمشاركة في مسابقات مشروع "انا المبدع" لتنمية مهارات ومواهب الاطفال الذي تقوم على تنفيذه جمعية عطاء فلسطين الخيرية.
وعكس العدد الهائل للأطفال المنخرطين في المشروع والذي تجاوز 1400 مشارك القدرة والطاقات الكامنة لهم رغم الاضرار والالام النفسية الهائلة التي يتعرضون لها بسبب انتهاكات الاحتلال المتواصلة وانتشار جائحة كورونا.
وقالت نور زين الدين منسقة المشروع، إن عدد الأطفال المسجلين للمشاركة في فعاليات ومسابقات المشروع تجاوز توقعات الجمعية في ضوء الأوضاع الراهنة وبلغ أكثر من ألف طفل من جميع محافظات الوطن سيتنافسون على الفوز بأول عشرين مركز من كل مسابقتي "انا الراوي" و"انا الرسام" لتختتم في النهاية بتكريم وتوزيع منح مالية على أفضل خمسة مراكز من كل مرحلة.
وأوضحت زين الدين أن الجمعية كانت تخشى ان تؤثر إجراءات "كورونا" المشددة وما رافقها من اغلاق للمدارس على اعداد الأطفال المسجلين والمشاركين في المشروع، ولكنها تفاجئت من تسجيل المئات منهم في وقت قياسي من خلال وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها.
وأضافت زين الدين إن المشروع يهدف الى تنمية مواهب وقدرات الأطفال من سن 9 الى 15 عاماً من خلال تشجيعهم على كتابة ورواية القصة القصيرة، وهي أولى مراحل المشروع الثلاث، ويطلق عليها مسابقة "انا الراوي"، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية من خلال الدخول في منافسة جديدة لإخراج أفضل رسم لكل قصة ويطلق عليها "انا الرسام"، اما المرحلة الثالثة والأخيرة فسيتم خلالها طباعة القصص الفائزة وعددها خمس قصص وتوزيعها على المدارس والمراكز التعليمية والترفيهية والمكتبات الخاصة في الجمعية لتكون متاحة لجمهور الأطفال وطلبة المدارس.
وأشارت زين الدين الى أنه سيتم تكريم الفائزين الخمسة من كل مرحلة ومنحهم مبلغ مالي يتراوح ما بين 400 الى 800 دولار لكل فائز، فيما سيتم تكريم وتوزيع الهدايا على أفضل عشرين عملاً من كل مسابقة.
وقالت ان أفكار القصص ستستوحى من خمسة مواضيع وهي، انا وجهازي الذكي ووطني وقصة ما قبل النوم وحيوان أليف والرحلة.
من جانبه، قال رامي الشياح مدير الجمعية في قطاع غزة، إن المشروع الممول من هيئة الاعمال الخيرية بمرحلته الأولى ووزارة الثقافة ومؤسسة فلسطين للتنمية في المراحل الأخرى يحظى باهتمام منقطع النظير من الأطفال واولياء امورهم بسبب قيمته الثقافية وتأثيره الإيجابي على الحالة النفسية للأطفال في ظل الحصار الإسرائيلي وظروف كورونا والتي دفعت الجمعية الى الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة في تنفيذ المشروع بعد ان كانت تعتمد على العمل الوجاهي مع المدارس الحكومية والأخرى التابعة للانروا.
وأوضح الشياح ان المشروع الذي بدأ منذ عدة أيام وينتهي مطلع العام القادم يهدف الى تشخيص واكتشاف مواهب وقدرات الأطفال من اجل تعزيزها وتشجيعهم على المبادرة والريادة.
بدورها أكدت رجاء أبو غزالة مؤسس ومدير عام جمعية عطاء فلسطين الخيرية، بأن هذه المسابقة هي الأولي على مستوى الوطن لكتابة القصص القصيرة ورسمها من قبل المبدعين الأطفال، مشيرة إلى أن جمعيتها حرصت على إطلاقها لأهمية العمل على التحفيز والتشجيع على الإنتاج والإبداع لدي الطفل الفلسطيني، وإيماناً منّها بالطاقات الإبداعية الكامنة في مجالات الثقافة والفنون.
وأعربت أبو غزالة، عن شكرها وتقديرها للمؤسسات الداعمة التي ضربت نموذجا في دعم وإنجاح النشاطات الثقافية التي تسهم في استثمار مواهب وطاقات الفلسطينيين، مؤكدة انه تم إطلاق المسابقة الثقافية الثانية "أنا الرسام " بنسختها الثانية لرسم القصص الفائزة من مسابقة أنا المبدع بدعم من وزارة الثقافة ومؤسسة فلسطين للتنمية، بحيث يتم التسجيل بالمسابقة من خلال ارسال الرسومات عن طريق موقع الجمعية الإلكتروني في موعد أقصاه 31 كانون الأول 2021، مع ضرورة الالتزام بشروط المشاركة، ودعت جميع الأهالي لاكتشاف مواهب أطفالهم وتحفيزها للمشاركة بالمسابقة واستثمار أوقات الفراغ في البيوت.