- عطا الله شاهين
لم أنظر إلى وجهي زمنا وتحاشيت لزمن الوقوف أمام المرايا، إلا أنني بالصدفة ذات صباح خريفي رأيت وجهي في مرايا صالون الحلاقة، لأنني أضطررت حينها لقصّ شعري، وهناك قلت في ذات:
هل هذا؟ أنا فأنا لم أعهد أشبهني، لكن الصوت الخارج مني أتذكره جيدا ليس الصوت غريبا عني.. أذناي سمعته كثيرا .,.وعندما أنتهى لحلاق من قص شعري، لم أنظر إلى المرآة، ولم أهتم لقصة الشعر، وعدت للبيت مستغربا، وقلت في الطريق إلى بيتي: لن أنظر إلى المرايا، فأنا لم أعد أشبهني فوجهي الذي كان بات لا يشبهني لكن الصوت يشبهني..
هرمت بسرعة جنونية فلا رغبة عندي للنظر إلى وجهي في المرايا.. سأغطيها بستائر سوداء، أو سأبيعها في سوق الخردة، أو محلات الأثاث المستعمل.. سأعيش بلا مرايا، فأنا لم أعد أشبهني..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت