- علي بدوان ....
على تلامس مع الجهة المقابلة من شارع اليرموك وحارة الفدائية على مداخل المخيم، كانت بقالية أبو علي العيلوطي، أول بقالية تم اقامتها في مخيم اليرموك نهاية خمسينيات القرن الماضي، من قبل أبو علي عيسى، من بلدة عيلوط قضاء الناصرة، وقد حملت عنوانها المتعارف عليه بين الناس : "بقالية أبو علي العيلوطي". واستمرت لسنواتٍ طويلة، في عملها. فيما كان نسيب ابو علي يساعده في ادارته للبقالية، ونقصد به المرحوم أبو أيمن عصفور من بلدة (عين غزال قضاء حيفا)، بلدة الآديب المعاصر والناقد الفلسطيني والعربي الدكتور احسان عباس.
أبو علي العيلوطي، الفلسطيني الجليلي النصراوي القُح، صاحب القسمات الفلسطينية، التي بدت مرتسمة دوماً على وجهه، فكان فلسطينياً بامتياز، بعصبيته وكشرته التي كانت تأخذه احياناً، وفي بشاشته التي كانت تأتيه في لحظات ومواقف مغايرة ايضاً.
أبو علي العيلوطي، كان من وجهاء وشخصيات (بلدة عيلوط قضاء الناصرة) في مخيم اليرموك، وإن اقام في حارة الفدائية، وليس في حارة "العوالطة" كما كنّا نطلق عليها، وهي الحارة التي كانت تضم عائلات من بلدة عيلوط، وتقع قريبة من ساحة مخيم اليرموك بالقرب من (مخبز أبو محمد العجم). وكانت شهرة حارة "العوالطة" تأتي ايضاً من قدرات فتيانهم على خوض النزاعات، وفي امتلاك روح المشاكسة، وأذكر بعضهم من زملائي في المدرسة من اهالي عيلوط (ماجد رجا علي)، ونسيب العوالطة (نيكسون السهلي) و ( ... السلفيتي) الذي كان يقدح الشرر من عينيه، لكنه كان طيب القلب والسريرة...وأخرين.
بقالية أبو علي العيلوطي، من ذاكرة اللجوء والنكبة، كما هي من ذاكرة مخيم اليرموك، هذا المخيم الذي تحوّل الى آيقونة وطنية في مسارات القضية الوطنية التحررية العادلة للشعب العربي الفلسطيني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت