- بقلم : سري القدوة
الأربعاء 7 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
ان التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى والتي باتت سلوكا يوميا لمتطرفين والمستوطنين وسعيهم المحموم لتهويد القدس وعزلها عن محيطها العربي والفلسطيني تشكل انتهاك فاضح بحق سكان مدينة القدس، واستمرار سياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي هو اعلان حرب واضح على الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق نتوجه بالتحية الى اهلنا في مدينة القدس حراس الدولة الفلسطينية المستقلة وخط دفاعنا الاول في القدس، والي كافة ابناء شعبنا الصامدين المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، ومن خلال ذلك نؤكد على اهمية وضرورة تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الشعبية وحماية الدولة الفلسطينية، ونجدد دعوتنا لكافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية الى تكثيف تواجدها بالمسجد الاقصى والرباط فيه والدفاع عنه بكل السبل المتاحة، وضرورة تبني إستراتيجية وطنية لتفعيل الفعل الشعبي وتقديم كل سبل الدعم لإنجاحها في مواجهة إجراءات الاحتلال ولحماية الأرض الفلسطينية والمقدسات الاسلامية .
ان اهمية حملات المقاطعة للاحتلال، والالتفاف العالمي حول حقوقنا الوطنية يجب ان يترافق مع استراتيجية وطنية تستثمر هذا الالتفاف وتعمل على تكريس المكاسب السياسية والدبلوماسية والقانونية وتشكيل رأي عام عالمي يدفع المجتمع الدولي للاضطلاع بدور أكبر في ممارسة ضغوط جدية على الاحتلال وحكومته لإنهاء اخر احتلال في التاريخ وتمكين شعبنا من حقوقه المشروعة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
ان الموقف الوطني يدعونا الى ضرورة تحديد اولويات العمل الوطني وفقا لمخطط زمني واضح ومحدد وبإجراءات ملموسة لإزالة اثار الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتوحيد مؤسساتنا الوطنية والبدء بمعالجة كافة الاشكاليات التي خلفها الانقسام على مدى السنوات الماضية سواء فيما يتعلق بالكهرباء والبطالة ومشكلة الموظفين والخريجين، والأعمار وفك الحصار ومواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتتالية على القطاع والتي تشكل عبئا ثقيلا على كاهل شعبنا وهو يواجه المخاطر المحدقة بقضيته ومستقبله، وعلى اعتبار ان الوحدة الوطنية من اهم مقومات الصمود لشعبنا وتشكل السد المنيع امام كل المؤامرات لتصفية قضيتنا وتجاوز حقوقنا الثابتة.
ان الشعب العربي الفلسطيني يزداد ايمانه بعدالة قضيته وأهمية نضاله من اجل نيل الحرية والاستقلال الوطني الشامل والتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة ورفض ما يسمى صفقة القرن وإجراءات الاحتلال، وإصراره على مواصلة نضاله المشروع في مواجهة الاحتلال وتصديه لأية مشاريع تتجاوز حقوقه الوطنية وثوابته النضالية، كما وان الصمود والموقف الوطني عرى الاحتلال والولايات المتحدة وكشف وبوضوح دعم وانحياز ادارة ترامب للاحتلال، مما يتطلب مواجهة الموقف على الصعيد الوطني من خلال تشكيل القيادة الوطنية الموحدة لرفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وفتح المجال امام كافة الخيارات الوطنية والمقاومة الشعبية لانتزاع الحقوق الفلسطينية.
ان تصعيد المقاومة الشعبية بكافة اشكالها ضد الاحتلال وضرورة اعتماد استراتيجية وطنية تعزز وتدعم وتسند خيار المقاومة الشعبية على كافة المستويات وانخراط كافة القيادات والمؤسسات والفصائل والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني وأصدقائنا في العالم وتعميمها على كافة مدننا وقرانا ومخيماتنا، والتصدي لمحاولات الالتفاف على الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته التمثيلية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية فلا أحد يمثل الشعب الفلسطيني الا قيادته ومؤسساته الوطنية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحده هو صاحب قراراه وهو يقرر ما يريد، وشعبنا لم يخول احد بالحديث باسمه وسيواصل نضاله المشروع حتى تحقيق كامل اهدافه الوطنية وفي مقدمتها عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين تنفيذا للقرار الدولي رقم 194، وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت