- بقلم : حكم طالب *
في ظل هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تعيشها القضية الوطنية الفلسطينية والمخاطر المحدقة بها من كل صوب من خلال الهجمة الأمريكية- الإسرائيلية على الثوابت الوطنية الفلسطينية والتي اقرها الاجماع الوطني الفلسطيني والانقضاض عليها والتي تشكل اسس ومرتكزات المشروع الوطني لإنهاء وشطب القضية الفلسطينية من خلال المشروع الامريكي التصفوي( صفقة القرن)وبالتعاون مع انظمة التطبيع العربي التي تجاوزت الاجماع العربي وقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية والتي أصبحت جزء أساس من المرجعيات الدولية والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية .
هناك جهود تبذلها القيادة الفلسطينية تصب في اطار ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ، نحن نعتقد أنها في غاية الأهمية ، وقد تجسد ذلك في اجتماع الأمناء العامون للقوى والفصائل ومخرجاته والذي يؤسس لمرحلة جديدة تمثلت في تشكيل العديد من اللجان لقيادة العمل الشعبي ووضع خطة لتفعيل وتطوير المقاومة الشعبية ولإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الحقيقة وبناء شراكة وطنية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله ومرورا بالأجواء والمناخات الايجابية التي سادت اجتماعات اسطنبول ولقاءات قطر والقاهرة وعمان والتي نتج عنها جملة من التفاهمات والتي ركزت على تعزير الخيار الديمقراطي وتجديد الشرعيات والخروج من حالة الانقسام من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ومن ثم المجلس الوطني خلال ستة شهور، وهذه حقيقة تفاهمات في غاية الأهمية تسهم في تعزيز وتصليب الوضع الداخلي الفلسطيني .
وفي إطار هذه الأجواء والمناخات الايجابية والتي تؤسس لمرحلة سياسية قادرة على الصمود في التحديات وافشال كل خيوط مؤامرة صفقة القرن من ضم وتطبيع ..الخ نشهد حملة هستيرية مجنونة وغير مسبوقة لا تستند إلى الحقائق ، بل إلى كل أشكال الخداع والتضليل بحق رمز وطني تنحني له الهامات ، بحق د. احمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحد الفصائل الأساسية والمؤسسة في اطار المنظمة وفصيل ديمقراطي وطني عريق له فعله وتأثيره في الحياة السياسية الفلسطينية وعضواً فاعلاً في اللجنة التنفيذية للمنظمة ووزيراً في الحكومة الفلسطينية يدير ملف التنمية الاجتماعية بكفاءة ومهنية عالية ، واعتقد انه من الملفات المهمة والذي يتعلق في اطار تعزيز الصمود الفلسطيني ، مبدعا في كل الملفات والمهام التي تسلمها مثل الملف السوري وغيره ، وتميز بالصراحة والوضوح والمكاشفة والمصداقية العالية ومدافعا عنيدا عن القضايا الوطنية والمجتمعية وله باع طويل في ذلك وصاحب تجربة ونضالية غنية نما وترعرع في بيئة نضالية وأسرة قدمت الشهداء على طريق الحرية والاستقلال ، استند في مواقفه دائما الى الثوابت الوطنية التي اقرها الاجماع الوطني الفلسطيني والمصالح الوطنية العليا، وخير مدافع عن المشروع الوطني الفلسطيني.
حقق الكثير من الانجازات التي قدرها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وثمنها عالياً كالحد الأدنى للأجور والضمان الاجتماعي وأرسى أسس للحوار الاجتماعي في فلسطين ، وكذلك الرعاية والحماية الاجتماعية والتمكين والتأهيل والمساعدات النقدية والعينية والحنكة التي ادار فيها هذه القضايا في مناخات وأجواء جائحة كورونا التي اجتاحت هذا العالم ، وكان دائما يستند في فكره إلى أهمية مساعدة الشرائح الفقيرة والمهمشة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال واجراءاته العنصرية ، ووضع قطاع غزة على سلم الأولويات بسبب الظروف والحصار ، وكان خير مدافعا عنه وكان دائما يسعى للتخفيف من معاناته وهمومه ودليل ذلك عليكم متابعة تقرير التنمية الاجتماعية من أجل أن التنور.
السؤال المطروح والمحير لماذا هذه الهجمة المنظمة على رمز من رموز الشعب الفلسطيني وعلى حزب فلسطيني له اسهامات جليلة في الحركة الوطنية الفلسطينية .. ومن المستفيد من ذلك خاصة وان كل من شارك في هذه الحملة لم يسمع حيثيات المقابلة ولم يطلع على القوانين لان القضايا التي اثيرت لا علاقة للدكتور مجدلاني بها سواء تفريغات 2005 أو تخفيض الرواتب أو التقاعد المالي ، والذي أكد على عدم قانونيته وحرصه دائما على انهاء كل هذه القضايا والعمل على معالجتها.
لماذا هذه الحملة والتي لا تستند إلى معايير أخلاقية ، وتبتعد كل البعد عن المنظومة القيمية للشعب الفلسطيني ، سواء من خلال نشر الفيديوهات التشويهية والتحريضية والمفبركة واتباع كل وسائل وأساليب التلفيق والاجتزاء وتقويل ما لا يقال لتحقيق الاهداف الخبيثة لهذه الحملة التي تسمم الأجواء والمناخات والجهود المبذولة لترتيب البيت الفلسطيني وتمس بالعلاقات الوطنية وبالوحدة وبأسس ومرتكزات النسيج الاجتماعي والوطني والذي حرص المجدلاني على تعزيزها باعتبارها احد مقومات الصمود والوحدة في وجه التحديات.
والسؤال من المستفيد .. ولمصلحة من؟
- عضو مكتب سياسي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت