عشية اجتماعات الأمم المتحدة رفيعة المستوى افتراضيا، تقف أعلى مؤسسة دولية نفسها عند منعطف جديد في تاريخ البشرية يتمثل في مواجهة كوفيد-19، الذي أصاب أكثر من 30 مليون شخص وأودى بحياة ما يقرب من مليون.
ويؤكد خبراء ومراقبون فلسطينيون أن هذا الواقع يتطلب من جميع دول العالم تعزيز التضامن لتنسيق جهودها بدلا من القيام بتحركات أحادية الجانب أو خدمة المصالح الذاتية، داعين في نفس الوقت إلى الاقتداء بالنموذج الصيني إزاء ضرورة التعاون الدولي في ظل تصدر أزمة كوفيد-19 الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة والحاجة إلى موقف عالمي للتخفيف من آثار المرض.
وقال مساعد وزير الخارجية الفلسطيني السابق لشؤون آسيا وإفريقيا مازن شامية إن أزمة كوفيد-19 تعد أكبر أزمة تواجه البشرية وتتطلب تعاون جميع البلدان في إطار آلية من قبل الأمم المتحدة.
وأضاف شامية في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مخاطر كوفيد-19 لم تقتصر على بقعة جغرافية واحدة وإنما تهدد البشرية جمعاء وذلك يتطلب جهدا جماعيا في مواجهتها.
وأبرز أن الصين منذ بداية المرض "تصرفت بمسؤولية عالية وقامت بدورها بإصدار إشارات لكل الجهات ذات الاختصاص مثل منظمة الصحة العالمية والدول المجاورة والعالم أجمع لأخذ الاحتياطات اللازمة، كما قدمت مساعدات ومعلومات مهمة للدول النامية".
بدورها، شددت الأستاذة المساعدة في الجامعة العربية الأمريكية الفلسطينية الباحثة في الشأن الصيني إسلام عيادي على أن كوفيد-19 يعد الأخطر على العالم والبشرية، ويحتاج إلى تعاون مشترك من جميع الدول ضمن آلية الأمم المتحدة باعتبارها منظمة ومظلة جامعة لأكثر من 193 دولة من أجل تجنب الدول كوارث اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وأفاد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبد المجيد سويلم أن الصين قدمت في خضم أزمة كوفيد-19 نموذجا مشرقا لدول العالم عبر نشاطها في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة فيروس كورونا الجديد.
وأكد الكاتب والصحفي الفلسطيني مصطفى بشارات أن الأمم المتحدة تمثل الإطار الجامع لدول العالم من أجل التعاون في خدمة البشرية وتحقيق تقدمها وحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وشدد بشارات أنه يتوجب احترام قرارات الأمم المتحدة ودعم المنظمات المنبثقة عنها وعدم مقاطعتها أو محاربتها كما فعلت الولايات المتحدة من خلال موقفها المؤسف والمدان من منظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية مرفوضة وهي تعبر عن نهج أحادي، محذرا من خطورة أن تكثف واشنطن من استخدامه.
وأضاف أنه نهج يقوم على الاستعلاء ولا يخدم التعاون والأمن والسلم الدوليين ولا يخدم البشرية ولا سعيها لمواجهة المرض وتبعاته، ما يتطلب التصدي لهذه السياسية وحمل واشنطن على التراجع عنها.