فلسطين وحملة التطبيع الأخيرة. أيّ خيارات دبلوماسيّة للسلطة؟

بقلم: أسامة الأطلسي

نشطاء يقيمون جنازة رمزية لجامعة الدول العربية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية؛ تنديدًا بإسقاطها مشروع القرار الفلسطيني ضد التطبيع
  • أسامة الأطلسي

 نقلت مصادر إعلاميّة فلسطينية الآراء التي تتردّد في الشارع الفلسطيني وخاصّة في الضفّة الغربيّة بإزاء التوجّهات السياسيّة العامّة للسلطة برام الله، وحسب ما نشرته هذه المصادر الإخباريّة فإنّ جزءًا كبيرًا من الشعب الفلسطينيّ غير راض على السياسات الدبلوماسيّة الفلسطينية بإزاء علاقة فلسطين بدول الخليج.
 يعتقد الكثير من الفلسطينيّين أنّه من غير المناسب في هذه المرحلة بالذّات الدّفع نحو حالة من التوتّر أو القطيعة مع دول الخليج على خلفيّة حملة التطبيع الأخيرة لها.
لا يُنكر أحد رفض الفلسطينيّين لهذا التطبيع لكنّ تحويل الخسارة الواحدة أي التطبيع إلى خسارة مضاعفة، أي قطع العلاقات مع دول الخليج ليس توجّها سياسيًّا حكيمًا، بل هو مُجرّد خيار عاطفيّ.
 أكثر الرافضين لقطع العلاقات مع دول الخليج على خلفيّة تطبيعها هم رجال الأعمال والتجّار الذين يستوردون بضائع من هذه الدّول ويصدّرون لهم منتجاتهم.
 يعتقد هؤلاء بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ سياسات السلطة الفلسطينيّة الأخيرة ستزيد من تدهور الأزمة الاقتصاديّة في الضفة الغربيّة بشكل حادّ، رغم أنّ الوضع الاقتصاديّ لا يحتمل أيّ أزمة أخرى، ما يجعله مهدّدًا بالانهيار.
 إذا تواصلت تصريحات السلطة الفلسطينية الحادّة وخياراتها بمقاطعة بعض الدّول كالإمارات فإنّ ذلك سيؤدّي في المدى المتوسّط إلى زيادة الأسعار في فلسطين وفرض ضرائب إضافية وجبايات من قبل هذا الدّول الخليجية.
تعيش فلسطين بوادر أزمة سياسيّة سبقتها أزمة اقتصاديّة حادّة.
من المهمّ أن تكون خيارات السلطة حكيمة ورصينة كيْ لا تُكلّف فلسطين خسائر إضافيّة فوق خسائرها الجسيمة السّابقة، لذلك يدعو الكثير من السياسيّين العقلاء السلطة إلى التريّث وعدم الدخول في طريق اللاعودة السياسيّ.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت