- عطا الله شاهين
- الكون ذاك اللغز الذي لا يمكن حله
لا شك بأن الإنسان ما زال في بداية اكتشاف أسرار الكون، فالانسان بات يدرك بأن لا ضوء بلا عتمة، وليس هناك عتمة بلا ضوء، انها معادلة كونية ميتافيزيقية لا يمكن تخيل الكون بلا ضوء، وبذات الوقت لا يمكن أن يكون الكون بلا عتمة، فالنجوم تضيء السماء المعتمة، وبعد مليارات السنين تموت النجوم، وتولد نجوم جديدة في مجرات أخرى في كون يتسع باستمرار..
فلسفة الكون لا يمكن الغوص بها هكذا دون علم، فالكون لغز لا يمكن فك أسراره دون الوصول إلى عمقه، أو إلى نهاية حدوده اللانهائية..
يعتقد بأن قطر الكون ٩٢ مليار سنة ضوئية، فهذه المسافة لا يمكن تخيلها .. ففي كل بقعة في الكون هناك عتمة وهناك ضوء، وهناك مادة مظلمة، وطاقة مظلمة وكواكب، وربما حياة على كواكب في مجرات بعيدة عن الأرض ملايين السنين الضوئية ففلسفة الكون تعد فلسفة خارج وعي الإنسان، فمهما تقدم العلم من خلال بحثه العلمي إلا أنه ما زال الإنسان بعيدا عن معرفة كل أسرار الكون، لربما هناك حضارات تعيش على كواكب في مجرات بعيدة عن مجرة درب التبانة ..
لربما هناك مخلوقات أذكى من الإنسان بكثير فحين ندرس علم الكون نكتشف أننا نحن البشر ما زلنا في بداية اكتشاف أسرار الكون أسئلة كثيرة تخطر في عقل الإنسان..
ندرك بأن الكون مليئ بأسرار لم تكتشف بعد، فالعتمة سر، والضوء سر من أسرار الكون، والانفجار العظيم سر، وقبل الانفجار العظيم سر، وما زال الانسان يدرس ما وراء الكون، فالإنسان يتلهف بإستمرار لمعرفة أسرار الكون، وهذا التلهف لا حدود له، ولكن الكون لغز لا يمكن حله إلا أن الكون يشكل مفتاحا للوجود، ولهذا فالإنسان يحاول فهم الكون عن قرب.. ..
- غموض الموت يبقى لغزا..
ظل الموت كمعادلة غامضة للفلاسفة، لأن الموت يعني تلاشي البشر وكل شيء في الحياة ، ولهذا لم أفكر في فلسفة الموت، فالروح تنتقل لحياة أخرى، عندما يموت الجسد هكذا أفكر فقط فيما بعد الموت ، فغموض الموت يبقى لغزا. فانفصال الروح عن الجسد لا يعني الموت بشكل نهائي، ولهذا فالحياة ربما تكون بعد الموت وبشكل آخر....
لم أسأل ذاتي سؤالا فلسفيا لماذا يموت الإنسان، رغم أن الموت هو حق على الإنسان ، فالموت هو نهاية حياة الناس، ولكن السؤال الفلسفي لماذا ماتوا لماذا نموت ؟ لم يجب على هذا السؤال أي فيلسوف اجابة قاطعة حول الموت، فالفراعنة اعتقدوا بأن موتهم يتنقلون إلى حياة أخرى، ولهذا لم أفكر على الأقل في هذه المرحلة في غموض الموت البتة ..
يعتقد بأن الموت ليس نهاية لذاكرة الإنسان ففي طريقه يرى حياة أخرى، ولكن لا عودة له لحياته السابقة .. ذاكرته لا تموت ما دامت روحه تتذكر كل شيء عن ماض عاشته في جسد إنسان ، لكن الروح لا تعود للجسد مرة أخرى فيبقى الموت بغموضه لغزا..
- لا تنتظريني فأنا ذاهب إلى ميتافيزيقيا الكون...
بعث برسالة لها لربما وصلت بعد سرمد، قلت لها: لا تنتظريني فأنا عالق في ميتافيزيقيا الكون، أعذريني فأنا خارج الوجود، كأنني في العدم الحب، فلو أخذتها معي، فعلى الأقل كنا نعيش الحب خارج الزمكان فهي الآن في عالم آخر ممسكة رسالتي، وتطير بها تبحث عني، لتقول لي: انتظرتك دهرا، ولكنك لم تأت، أدرك عيشها بلا حب زمنا أبديا.. فلا يمكنن الخروج من ميتافيزيقية الكون، فأنا عالق هنا بين الوجود والعدم، بين المكان والزمان ، لربما روحها ستصل لتهمس لي وجدتك منذ رحيلي عنها كنت مدركا بأنني لن أعود لسماع همساتها ..
انتظرتني سرمدا من الزمن، لكنني علقتُ هنا في اللامكان.. ستلتقي بعد زمن روحي بروحها لنشكل معا روحين متعانقين.. لم تعي كلامي، حينما قلت لها : لا تنتظريني فأنا ذاهب إلى ميتافيزيقية الكون، لعلني هناك سأعي سبب وجودي.. سأبحث عن ذاتي .. سأترك عقلي يفكر خارج الزمكان.. لم تفهم من حديثي أي شيء، فقط كانت تبكي..
- لعلّها تبحث عني في ميتافيزيقيا الكون...
قلت لها قبل أن أرحل عن الوجود: لا تنتظريني، أعذريني فأنا خارج الحياة، كأنني ذاهب إلى العدم، كانت ترغب أن تأتي معي لت لشيء فقط لتسليني بهمساتها فقلت لها كلا سأعيش في العدم لزمن في ميتافيزيقية الكون خارج الزمكان فهي الآن لعلها تبحث عني، أدرك عيشها بلا حب مني منذ زمن .. فلا يمكنني الخروج من ميتافيزيقية الكون، فأنا عالق هنا بين الوجود والعدم، بين المكان والزمان ، لربما روحها ستصل بعد سرمد لتهمس لروحي وجدتك منذ رحيلي عنها كنت مدركا بأنني لن أعود لسماع همساتها كنت مدركا بأن الموت ينتظرني غي اللا مكان ..
انتظرتني المسكينة سرمدا من الزمن، لكنني علقتُ هنا في اللامكان.. ستلتقي بعد زمن روحي بروحها وعندها ستتعانقان لم تعي المسكينة كلامي، حينما قلت لها : لا تنتظريني فأنا ذاهب إلى اللامكان، لعلني هناك سأبحث عن سبب وجودي.. سأبحث عن ذاتي في اللامكان .. سأترك عقلي بمفرده يفكر خارج اللامكان.. لم تفهم المسكينة عاشقتي ماهية حديثي، فقط كانت تبكي في وجه الرياح التي هبت فجأة..لعلها تبحث عني في ميتافيزيقيا الكون، لكنها لن تجدني إلا في العدم..
- عقلي يتسكّع في اللامكان..
أترك أفكاري تتسكع في اللامكان علها تغرق في العدم لتعي حقيقة الوجود عقلي يستريح من تسكعه في اللامكان لا انشغال له في التفكير؛ الا في معنى العدم أذناي لا تسمع صراخ امرأة فقدتْ أعصابها من تدريسها لأطفالها المرعوبين عقلي لا يفكر في المرأة، التي بلا توقف تصرخ لا لشيء، فقط لأنها لم تعد تشبهها..
عقلي يتسكع في اللامكان بلا أية أفكار تزعجه.. عقلي بلا وعيه في استراحة على حافة اللامكان امرأة محبوسة في العدم لم تعرني أي اهتمام وكأنها لم تشعر بوجودي..
صوت آت من بعيد يشبه صوت أهازيج أناس مسرورين بفرح ما الرياح تلاشت في العدم لم أعد أشعر بهبوبها أفكاري تتدفّئ من جدران العدم عقلي يستريح بتسكعه على حافة اللامكان أغفو في اللامكان لزمن عقلي في تسكعه ينام بلا تعب على أرضية العدم فرِحا من كل تفكير..
- حين علقتُ في اللامكان ..
أراني كأنني واقف أمام جدار معتم ..كل شيء من حولي لونه أسود، وبت أراني محبوسا في عتمة سرمدية، فقلت: يبدو بأنني علقت في اللامكان.. هاتفي الخلوي لم يعد يستقبل اشارة.. وضعته في جيبي بعدما شعرت بنعاس، ونمت لزمن في العتمة . . استيقظت من نومي بعد مرور وقت طويل، رغم أن لا زمن في اللامكان .. قلت: لا هروب من اللامكان، فلا جهات هنا، ولا اشارة يستقبل هاتفي الذكي.. هنا عتمة فلا ضوء أستدل منه على جهة ما .. لا صوت يسلّيني هنا سوى صوتي.. أتحدث مع ذاتي علني أقتل الضجر .. كل يوم عتمة ، فلا مفر من البقاء هنا لسرمد .. لا أدري كيف سأعيش في اللامكان لزمن .. الفّ في حيزي المعتم، ها أنا علقت في اللامكان، ولكن الى متى؟ لا اجابة عندي عن امكانية فراري من اللامكان ..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت