وفي الواقع، قدم سوق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت دعما قويا للصين لتعزيز نمو الاستهلاك والتداول المحلي في وقت أعاق فيه مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) النشاط الاقتصادي، وذلك وفقا لأحدث تقرير إحصائي عن تطوير الإنترنت في الصين.
فقد أشار تقرير صادر عن مركز معلومات شبكة الإنترنت الصيني، إلى أن مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين في النصف الأول من عام 2020 ارتفعت بنسبة 7.3 في المائة على أساس سنوي لتتجاوز 5.15 تريليون يوان (حوالي 758.5 مليار دولار أمريكي)، نقلا عن أرقام مصلحة الدولة للإحصاء.
وخلال نفس الفترة، شكلت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت للسلع المادية ما يصل إلى 25.2 في المائة من إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية.
ووفقا للتقرير، بلغ عدد المستهلكين عبر الإنترنت في الصين 749 مليونا في يونيو 2020، وهو ما مثل زيادة نسبتها 5.5 في المائة عن مارس وشكل 79.7 في المائة من إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في البلاد.
ويعد البرتقال المصري وزيت الزيتون والتمور من أكثر المواد العربية انتشارا في الصين على مستوى المستهلك العادي، حسبما قال عرفات الحراحشة رئيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين، لافتا إلى أن هناك أيضا بعض المواد الغذائية الأخرى مثل العنب المصري والرمان التونسي ومنتجات الأسماك من موريتانيا وسلطنة عمان وغيرها. هذا بالإضافة إلى بعض مواد التجميل الطبيعية مثل زيت الأرقان من المغرب ومنتجات البحر الميت بمختلف أشكالها من الأردن وكذلك صابون الغار الطبيعي من سوريا.
هذه الصورة تظهر بعض العاملين يقدمون معلومات رحلة سياحية من خلال بث مباشر في موقع تابع لمجموعة الصين السياحية في منطقة معرض خدمات السياحة خلال معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، في العاصمة الصينية بكين، في 5 سبتمبر 2020.(شينخوا)
وقال محللون إن جائحة كوفيد-19 وجهت ضربة قوية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في جميع أنحاء العالم، وجاءت التجارة الإلكترونية عبر الحدود لتوفر لهم ملاذا آمنا للصمود في وجه العاصفة.
وقد أعربت ديان وانغ، الرئيس التنفيذي لإحدى منصات البيع عبر الإنترنت، عن اعتقادها بأن المنصات الإلكترونية مكنت الشركات الصغيرة والمتوسطة العالمية التي تعاني جراء كوفيد-19 من مزاولة نشاطها، وصارت تؤدي وظيفة "نقل الدم" إلى الشعيرات الدموية في الاقتصاد العالمي.
في النصف الأول من العام، زاد حجم تجارة الصين عبر منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، تحت إشراف سلطات الجمارك، بنسبة 26.2 في المائة على أساس سنوي. وشهد القطاع توسعا مع إعلان السلطات عن عدد كبير من السياسات التفضيلية.
وفي إبريل، قرر مجلس الدولة إنشاء 46 منطقة تجريبية جديدة وشاملة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، ليصل عددها الإجمالي إلى 105.
وفي أول يوليو، بدأت الإدارة العامة للجمارك في البلاد في تطبيق لوائح تجريبية معنية بصادرات التجارة الإلكترونية بين الشركات، تقدم من خلالها تدابير داعمة للشركات، مثل إعلانات تصدير مبسطة وتخليص جمركي غير ورقي. وتم توسيع البرنامج ليشمل المزيد من المجالات بدءا من أول سبتمبر.
وذكر هوانغ تشي فان، نائب رئيس مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية، أن التجارة الإلكترونية المزدهرة عبر الحدود لا تلعب دورا حاسما في التنمية الاقتصادية المستقبلية للصين فحسب، بل توفر أيضا فرصا جديدة لبقية العالم.
بث مباشر للترويج لبيع أطعمة عبر الإنترنت في بلدة هايتو في مدينة ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، في 9 يونيو 2020.(شينخوا)
وبالإضافة إلى أسلوب الشراء القديم والمتمثل في اختيار السلع اعتمادا على الصور المنشورة على الشبكة، يفضل الكثير من الصينيين الأسلوب الجديد والمتمثل في مشاهدة "بث مباشر" للمنتج يعرض نوعيته ومميزاته.
وفي هذا الصدد، قال عمر خليل، صاحب مصنع حلويات سورية تقليدية بمدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، إن "البث المباشر" بات من أهم وسائط التسويق ويحظى بمزايا جديدة ومنها إمكانية تعرف المستهلك على خصائص أي منتج بشكل أكثر وضوحا من خلال التواصل المباشر مع المسوقين وهذا أدى بدوره إلى إضافة مصداقية عالية وسهولة لعملية التسوق في نفس الوقت.
وقد بلغ عدد مستخدمي البث المباشر بغرض التجارة الإلكترونية في الصين 309 ملايين حتى يونيو 2020، بزيادة 16.7 في المائة مقارنة بمارس، وفقا لأحدث تقرير إحصائي عن تطورات الإنترنت في الصين.
وأشار التقرير الصادر عن مركز الصين لمعلومات شبكة الإنترنت إلى أن البث المباشر بغرض التجارة الإلكترونية أصبح تطبيق الإنترنت الأسرع نموا في الصين خلال النصف الأول من عام 2020.
وأوضح التقرير أنه مع وجود أكثر من 400 ألف شخص نشط في هذه الصناعة، شهدت الصين أكثر من 10 ملايين نشاط تسويقي عبر البث المباشر خلال النصف الأول من هذا العام، لتجذب هذه الأنشطة أكثر من 50 مليار مشاهد.
ووفقا للتقرير، حفزت التجارة الإلكترونية عبر البث المباشر الطلب المتزايد على التسوق عبر الإنترنت بين المستهلكين في المنازل خلال جائحة كوفيد-19.
ومن جانبه، ذكر عرفات الحراحشة أنه لا شك في أن البيع المباشر عن طريق الإنترنت هو الأفضل في الصين، خصوصا بعد جائحة كوفيد-19، "لذا نصيحتي للمنتجين العرب التوجه لهذه القناة بشكل أكبر والاستثمار في التسويق الإلكتروني بشكل عام والبيع المباشر للمستهلك بشكل خاص".
وأضاف قائلا إن البيع من خلال البث المباشر طريقة رائعة ومبتكرة ولاقت رواجا كبيرا ونتائج إيجابية في ترويج مختلف البضائع وإن هذه التجربة جديرة بالدراسة والاستفادة منها في مختلف أنحاء العالم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عددا لا بأس به من المنتجات العربية تم تسويقه من خلال هذه الأداة الفعالة.
فيديو: مع تحول نمط الشراء الإلكتروني من الصورة إلى البث المباشر...عطلة العيد الوطني تدفع الاقتصاد الصيني والمنتجات العربية تضيف نكهة جديدة إليها