قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن بإمكان من يريد "التمهيد للتطبيع مع إسرائيل"، أن يفعل ذلك، دون الإساءة للشعب الفلسطيني.
وأضاف عريقات في تغريدة على حسابه في تويتر "من يريد من العرب تقديم أوراق اعتماد لواشنطن أو غيرها، أو يريد أن يُمهّد للتطبيع مع إسرائيل، يمكنه فعل ذلك دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري".
وجاءت تغريدة عريقات، بعد هجوم أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، الأمير بندر بن سلطان آل سعود، على القيادة الفلسطينية، خلال ثلاث حلقات متلفزة ضمن برنامج وثائقي بعنوان "مع بندر بن سلطان" بثتها قناة "العربية" السعودية أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وقال خلالها "من الصعب الوثوق بالقيادة الفلسطينية، بعد نكران الجميل من قبلهم".
وطالب عريقات أي دولة عربية، ترغب بالتطبيع مع إسرائيل، عدم الإساءة للشعب الفلسطيني ونضاله، وأن تفعل ذلك بداعي البحث عن مصالحها الخاصة.
وقال "باستطاعة أي دولة أن تقول: مصالحي تتطلب التطبيع مع إسرائيل".
وتابع المسؤول الفلسطيني" من يملك الحقيقة كاملة غير منقوصة لا يشتم، ما عليه إلا أن يقدم الوثائق، وخاصة ما نشره رؤساء أمريكا في كتبهم وما وضع في مكتباتهم.. كلها موجودة".
وقال عريقات إن لديه "من وثائق اللقاءات التي حصلت مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ما يكشف الحقيقة كاملة، ليس أنصاف الحقائق أو اقتباس من انتقلوا إلى الرفيق الأعلى ولا يستطيعون الرد".
وكان الأمير بندر بن سلطان قد أورد خلال هجومه على الفلسطينيين، ما قال إنها مواقف حدثت مع الإدارات الأمريكية، وأحاديث مع مسؤولين دوليين وعرب، بعضهم فارق الحياة.
وفي تغريدة أخرى كتب عريقات "نفس الاسطوانة المشروخة التي استخدموها مع الخالد فينا (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، حوصر وقتل مظلوما.. شُيطِن واتهم بالفساد والكذب، لا لشيء إلا أنه أصر على أن تكون القدس بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، عاصمة لدولة فلسطين، ودولة مستقلة على حدود ١٩٦٧ ، وحق العودة للاجئين ورفض الاستيطان والضم".
وتابع عريقات "(يقول إن) القيادة الفلسطينية فاشلة ويجب تغييرها! والشعب الفلسطيني جاحد وناكر للجميل وحاقد! لماذا؟ لأنه رفض أن يكون المسجد الأقصى والقدس تحت السيادة الإسرائيلية، لأنه رفض الاستيطان والضم، ولأنه يدافع عن عروبة أرضه ومقدساته، شعب قدم مئات آلاف من الشهداء والجرحى ومليون اسير، ثم يتهم بالخيانة؟!".
وتابع عريقات أن "أبا ايبان"، وزير خارجية إسرائيل سابقا أطلق جملة أصبحت تكرر من العرب أكثر من غيرهم: "الفلسطينيون لم يتركوا فرصة للسلام إلا وأضاعوها".
وتابع: أساس الرواية الصهيونية أن إسرائيل لم تخطأ وأن الفلسطيني هو الذى أخطأ، ويجب أن يوجه له اللوم".
واقتبس من رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب (صفقة القرن) التي طرحت في يناير/كانون ثاني الماضي "إذا قبلت القيادة الفلسطينية هذه الرؤية فهي قيادة حكيمة تهتم بالشعب الفلسطيني، وتحكم بشفافية، وإن رفضت فهي قيادة غير أمينة وفاسدة، ومؤسساتها فاشلة، ويجب استبدالها".
بدورها، رفضت حركة "حماس"، الخميس، تصريحات المسؤول السعودي.
وقال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في تصريح مقتضب على حسابه في موقع تويتر، هذه التصريحات "لا تخدم إلا الاحتلال (الإسرائيلي)"، واصفا إياها بـ"المؤسفة".
وقال بن سلطان، عبر قناة "العربية"، "من الصعب الوثوق بالقيادة الفلسطينية، بعد نكران الجميل من قبلهم؛ وهذا لن يؤثر على تعلّق السعودية بقضية الشعب الفلسطيني".
واتهم القيادة الفلسطينية بـ"التهرّب" من حل قضيتهم.
كما اتهم غزة "بتصدير الإرهاب والقتل لمصر، التي تسعى ليل نهار لحل القضية، ورفع الحصار عن القطاع"، حسب قوله.
كما هاجم بن سلطان، وصف القيادة الفلسطينية للتطبيع، بأنه "خيانة"، و"طعنة في الظهر"، وقال "ما سمعته من القيادات الفلسطينية مؤلم، ومستواه هابط، هذا كلام لا يقال من مسؤولين عن قضية يريدون العالم يقف معهم".
من جانب آخر، لاقت تصريحات بن سلطان، تأييدا من دولة الإمارات، حيث قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على حسابه بموقع "تويتر"، إن" شهادة بن سلطان للتاريخ، تمثل سرداً صادقاً لالتزام السعودية الشقيقة ودول الخليج العربي تجاه القضية الفلسطينية".
وفي 15 سبتمبر/أيلول، وقّعت الإمارات والبحرين في البيت الأبيض وبرعاية أميركية اتفاقي تطبيع مع إسرائيل، وقبل ذلك تم إسقاط مشروع قرار بجامعة الدول العربية كان يسعى لإدانة اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.