وصية ماهر الأخرس

بقلم: مصطفى مسلماني

الأسير ماهر الأخرس
  • الأسير المحرر: مصطفى المسلماني ابو الاديب

أن تكون مشاعرك واحساسك وأفكارك على مسافة واحدة بين الحياة والاستشهاد فذلك لن تجد له مثيلًا سوى في فقه ويقين المؤمنين وفي فلسفة الأحرار الذين جبلوا إرادتهم بترياق الكرامة
في غرفة معزولة وعلى سرير بمثابة ساحة المعركة يرقد صاحب الجسد المضرب عن الطعام منذ شهرين ونصف الشهر ويمتنع عن تناول غير الماء الذي جعله الله من أسرار الحياة

ماهر الأخرس الذي يتآكل جسده وتتحول خارطة بنيته لحظة بعد أخرى أبلغ مراسلة الميادين التي تجاوزت كل الحدود للقاء معه بوصيته وأعلن مناشدته لأهله ولأبناء شعبه ولكل الاحرار لعدم السماح بتشريح جسده عند الشهاده التي لا يوازيها في قاموسه سوى الحرية وبدون قيود ولا مساومات ابداً
رسالة بلون الحياه نقلتها بالصوت والصورة شبكة الميادين للعالم أجمع ولمن يريد أن يعرف قيمة الحرية ولتكون الشاهد على فاشية الاحتلال الإسرائيلي والإستبداد والإجرام الذي يرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني والابرياء العزل
الجريمة والضحية على موجة البث التلفزيوني والقاتل يتفاخر بسقوط الدم الفلسطيني من حسابات التطبيع لدى بعض الحكومات العربية
القاتل يتنقل من هذه إلى تلك من عواصم العرب وعلى يديه آثار الدم الفلسطيني وفي أجندته مخططات أخرى للقضاء على حقوق المظلومين
هي ملحمة من نوع خاص فلا جيش يقابل جيش ولا دبابه تقابل دبابه ولكنه ماهر الأخرس الفلاح الفلسطيني الأصيل بسلاح الجوع والأمعاء قرر المواجهة والانتصار وبعث لمن اعماهم طغيانهم رسالة عن حقائق التاريخ وعن جدلية الموت بمعاني الحياة
قال لهم نيابة عن الشعب الفلسطيني وعن الاحرار والشرفاء في الأمة والعالم لا مساومة مع الجلاد ولاخضوع ولاركوع  ولن تنالوا منا مهما استكبرتكم في الأرض ومهما زاد عدوانكم وارهابكم

هي كلمة الحق في زمن التطبيع والاسرله وهي كلمة الحق في وجه سلاطين الظلم والظلام الذين استسلموا لاستعبادهم واذلالهم وهي الوصية والوعد والعهد أما الحياة شهيدًا واما الحرية بدون قيود

ومن أجل ماهر القضية والرمز والعنوان لمعركة اليوم و إلى جانب زوجة ماهر التي قررت الإضراب عن الطعام والى جانب أسرته وأحبته فإن الوقت أصبح ملحاً ليتحرك شعبنا في كل مكان ويتحرك اهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948.وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية أينما وجدت للانتصار لهذه القضية الإنسانية والوطنية العادلة التي تمثل كل أحرار العالم
وكما حانت اللحظة لتحويل معركة الأخرس الى منصة لتجديد قوة الحركة الأسيرة وإطلاق دورها القيادي في النضال الوطني الفلسطيني وتوسيع المواجهة مع سلطات الاحتلال لفرض معادله جديده في التعامل مع الأسرى وإفشال المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الفلسطينية والعربية

في قلب التحديات تتجدد العزيمة والإرادة
ومن قلب المعاناة يولد الأمل وتكتب الوصايا وتنسج الحكايات
ومع ماهر الأخرس سنكون على موعد مع ميثاق الشرف ووسام الانتصار ووصية أخرى للحياة .

الأسير المحرر
مصطفى المسلماني ابو الاديب
غزه.فلسطين
8.10.2020
[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت