الكاتب ... انسان

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح
  • الكاتب : وفيق زنداح

 بكلمات مصفوفة ومتناغمة ... يطيب قراءتها والربط بينها ... وبلغة جميلة لاداب وقواعد لغة كانت محل تقدير انساني ... يتم سرد المقالات او القصص او الروايات .... وتعد السيناريوهات .... والتي يتم تنفيذها وانتاجها ... مما يتم الاطلاع عليه من انتاج انساني فكري ثقافي ... محكوما بتجربة شخصية يستمدها الكاتب من ظروف موضوعية وذاتية ... تشكل بحضورها ثقافة واداءا لغويا ... لفكرة يود الكاتب ... الكتابة عنها ... بما يشعر ويقدر ... وبما يحسب بحساباته ... التي لا تخرج عن اطار حسابات من حوله .
 ليست المسألة ذات علاقة بالكاتب ... دون المتلقي والقارئ .... حول ثقافته ... فكره ... تجربته استعداده النفسي للاستماع لما يكتب او يقال .
على الدوام المتلقي معيار النجاح والقبول ... بما يتميز به من درجة عالية من الاحساس والتقدير لما يبعث له ... وبما يردد على مسامعه .
 الكاتب بما لديه من امكانيات ذاتية .... تتجدد وتتراكم بحكم تجربة شخصية تكبر معه ... وتحفر بذاكرته ... وتغرس بقلبه ... من الثقافة والوعي والمبادئ ... لتشكل بحالتها الموضوعية الذاتية قدرة يتم التعامل وفقها ... من خلال فكره وقلمه .
 المتلقي او القارئ قد يجد ببعض الاحيان من الغرابة والاندهاش والى حد النقد ... لان ما يقرأ او يتلقى لا يتلائم مع رؤيته ... وربما مع ثقافته وتجربته ... وهنا تكون الفجوة التي تتسع او تضيق بحسب الرسالة الاعلامية ... ونوعية وثقافة المتلقي .
 الكاتب ... هذا الكائن الانساني الذي يشعر بما يكتب ... ويؤكد عما بداخله ... ولا يسرد كلمة او عبارة رغما عنه ... بل كل ما يأتي عليه قناعة ثابتة وراسخة ... تعبر عما بداخله ... وعما يراه صالحا ومفيدا لخدمة من حوله ... وللإنسانية جمعاء .
الكتاب بمجموعهم يدفعون من الاثمان الباهظة .... لانهم الاكثر قولا واستجابة وشعورا بمن حولهم .. لكنهم الاقل فائدة وعائد ... مما يمكن ان يحدث من تطور او نتائج افضل .
الكاتب .. لا يكتب لنفسه ... بل يكتب لمن يرغب بالقراءة ... والاطلاع والمعرفة .. هناك اشكالية واقعة لها علاقة بإنصاف المثقفين والمهتمين ... وعلى اعتبار ان القضايا والملفات يتم تداولها عبر الوسائل الاعلامية العديدة .... والتي تجعل من المتلقي ان يولد لديه قناعة بأنه قادر على الحديث والتعبير ... ليس هذا فقط .... بل انه الاقدر على قول الحقيقة والصواب وهذا ما يمكن ان يكون صحيحا بصورة جزئية ... لكنه ليس صحيحا بالكامل والشامل .
 الكاتب يمارس مهنته بحكم تجربته وثقافته وعوامل عديدة ... وفي هذه الممارسة يمكن ان يحققه من نجاحات ... كما يمكن ان يحدث من اخفاقات بسوء تقدير .... وعدم الحساب على قاعدة صحيحة وسليمة . لكن بكافة الاحوال هذا الكاتب الانسان الذي يحترق مع كل كلمة يكتبها ... والذي تضيق انفاسه مع كل شعور ومشاعر .. يجب ان يمارس مهنته بظروف افضل ... وبمتطلبات واهتمامات ... وان لا يترك الكتاب بالحديث والكتابة ... دون استجابة ونقاش واستفادة .
هنا معضلة الكاتب والقارئ سواء كان المتلقي فردا او جماعة او مؤسسة.... ان ما يكتب لا يكون ببعض الاحيان او بأغلبها محل بحث ونقاش وتقدير.... بل يتم قراءة ما يكتب والمرور عليه وبدرجات متفاوتة ما بين الاهتمام وعدم الاهتمام .
هذا الجهد الانساني الذي له كلفة عالية من جهد وعرق وبذل كبير ... لا يجب ان يكون بخانة المهملات .... وعدم الاكتراث .
 المجتمعات لا تبنى بما تمتلك من ماديات ... لكنها تؤسس على ثقافة انسانية راقية يجتمع عليها من يجتمع .... وتصبح قوة صلبة ومتماسكة ... ويصعب اختراقها او العبث بها .
 وهنا بيت القصيد .... اننا نكتب لنزرع الآمال ... نكتب لنزيد من حالة الوعي ... نكتب لنعزز من التماسك .... نكتب حتى نكون الاقوى على مواجهة التحديات الانية والمستقبلية . نحن نكتب ... وسنبقى نكتب ... لان رسالتنا اقدس من ان تقطع ... او تمنع .. او يتم تجاوزها وتجاهلها .. لأنها رسالة انسان وانسانية ... مصممة على قول كلمة الحق .. وعدم اهمالها او القفز عنها .... لان الكاتب انسان .
الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت