- .. عطا الله شاهين
رأيتها تقف بردائها الأزرق على حافة الكون، لم أدنو منها، وتركتها دون أن أتحدث معها، وعدت إلى مركبتي، التي تعطلت، وأغىقت عليّ باب كوتها، وبقيت أنظر صوبها من نافذة مركبتي دون ملل ..
كانت ساحرة الجمَال.. شعرها الذهبي غطى نصف ظهرها ..كانت متوترة وراحت ترتجف من رياحٍ باردة هبّتْ لدقائق معدودات على حافة الكون ..
كانت تنظر صوبي، وكأنها رغبت في الولوج إلى مركبتي كي تأخذ دفئا فتحت لها باب مركبتي، ووقفتْ أمام كاونتر القيادة.. رأيت جمَالها عن قرب تحت ضوء أبيض ..
سحرتني بجمَالها، الذي لم أر مثله.. جسدها الانسيابي جعلني أقدّس الجمَال الأنثوي عيناها خضروان واسعتان.. نظرات ساحرة كانت ترميها صوب عيني بهدوء تام لم أفهم لغتها وهي لم تفهم ما كنت أقوله، وبعدما شعرتْ بدفءٍ، راحت تطلب مني كي أفتحَ بابَ المركبة، وعادتْ إلى حيث كانت تقف على حافة الكون، وبعد دقائق معدودات شعرتُ بنعاس، وأبقيت باب المركبة مفتوحا، وقلت: لعلها ستشعر ببرْد بعد قليل، وستعود لتأخذ دفئا، وغفوتُ من التعب، وبعد مرور وقت قصير شعرتُ بيد تربت على كتفي، فنهضت من نومي مذعورا، وإذا هي واقفة بجانبي، ففهمتُ منها بأنها شعرتْ ببرْد وتعتذر لدخولها دون اذن، فقلت لها: لا بأس، رغم أنها لم تفهم عليّ، ووقفتْ أمامي وسحرتني بجمَالها..
رأيت أنوثة بمعنى الأنوثة.. امرأة لم أر مثلها، وبعد دقائق معدودات رحلتْ، وظلتْ تنظر صوبي، وبقيتُ مندهشا من جمَال امرأة، ورحت أشكك بأن هناك امرأة تشبهها بأنوثتها امرأة سحرتني بجمَالها، وتركتني مذهولا من انسياب جسدها، الذي جعلني أفقد عقلي لزمن.. فما زلت أتذكّر جمَالها ذاك الجمَال، الذي سحرني بكل ما للكلمة من معنى ..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت