- الكاتب : وفيق زنداح
يبدو ان البعض ممن يمارسون الثقافة عبر وسائل الاتصال والتواصل ... يمارسون بذات الوقت السادية المرضية والقائمة ... على التلذذ بعذابات الاخرين ... من خلال ما يدعون ... وما يكذبون ... ويضللون ... وما يقومون به من ليٌ للحقيقة . قراءة الكتب ... وما تتناقله الصحف والمجلات ... والحديث عن موروث ثقافي تم تناقله عبر اجيال متعاقبة ... شكل بمضمونه حالة الوعي المعرفي بما توفر ... وبما كان قائما بكل مرحلة من المراحل .
الاجيال تتناقل عبر وسائلها المتعددة كم هائل من الثقافة .... وثورة المعلومات من خلال شبكات التواصل ... والتي تصل برسائلها الى جموع المتلقين بكافة الارجاء وعلى كل المستويات .
ما يمكن ان يكون ذات عائد مفيد ... يبنى عليه ... ولا نستطيع قياسه او التأكد منه ... لان الامور تتعلق بالإنسان بحد ذاته ... وما يتولد لديه من قناعات ثقافية وسلوكية .
الثقافة الجامعة ... والتي تتولد بحكم علم وخبرة .. وتجربة شخصية ومجتمعية تتراكم عبر سنوات طويلة ... لتحدث لدى هذا الانسان او ذاك ثقافة ينفرد بها .. ويتعاطى معها ... ويبني علاقاته على اساسها . الثقافة العامة والمتخصصة لها دلالاتها ومعانيها العظيمة لدى هذا الشخص او ذاك ... وتعتبر مكتسبا اضافيا نوعيا .... يتسلح به الانسان على مدار حياته .
الا اننا نجد من الثقافة المشوهة ... والجزئية ... والتي لا تستند الى حقائق ... تشكل ضربا من الخيال المريض ... والمتناقض مع طبيعة المشهد بكافة جوانبه .
من هنا بيت القصيد من وراء ما نكتب ... حول الثقافة السادية ... بشبكات التواصل ... وما يطرح في بعض الاحيان من تشوهات ثقافية .. وادعاءات ... تصل لحد التزييف للحقائق ... وهذا ما يشكل خطرا ثقافيا تعبويا توعويا ... يجب الحظر منه ومواجهته بكافة الطرق والوسائل الناجعة ... والقادرة على وقف هذا الزحف المشوه لثقافة تعتمد الايلام .. والعذاب ... الحرمان والانتهاك .
سرعة تناقل المعلومات ... والتي يصعب وقفها والحد منها او تحييدها وتصحيحها نتيجة لسرعة انتشارها .... والتي تشكل مشكلة حقيقية وعميقة في المشهد الثقافي والعلائقي برمته .
الكلمة تطلق وترسل وتكون كسرعة البرق ... ولا يستطيع احد ايقافها او منعها ... بل يتم تداولها وكأنها الحقيقة .. برغم انها لا تمثل الحقيقة والصورة الكاملة .
لكنه يتم تداولها ما بين العامة وكأنها خبر مؤكد ... وليس شائعة او اجتهاد ... او اقاويل او ترهات قام البعض عليها ... والحديث حولها ... بمحاولة نشرها دون علم بمساحة تأثيرها .. وانعكاساتها السلبية .
شبكات التواصل والتي تعتبر من ضمن تكنولوجيا العصر والتي لها الكثير من الايجابيات التي يبنى عليها ... الا ان فيها من الثغرات والمساحات التي تسمح لبعض اشكال سادية الثقافة ... ومن يدعون المعرفة ... بمحاولة تكريس ظواهر .. وكأنها حقائق يجب التعاطي معها . شبكات التواصل .. وهي تعزز من العلاقات الانسانية بصورة ملموسة .. كما تعزز من الثقافات ما بين الاجناس والجنسيات ... الا انها تشكل عبئا ثقافيا يصعب تغيير معالم مشهده بصورة سريعة .
سرعة الكلمة بتداولها ونشرها ... لا يقابلها ذات السرعة والتصحيح في معالجة الخطأ ... وهنا فالمسألة لها علاقة بطبيعة شبكات التواصل .... كما لها علاقة بالملكية الشخصية والخاصة ... والتي تمنع الكثير من ممارسة امكانية وقف هذا الخبر او ذاك .
الحرب الالكترونية وثورة المعلومات ... اصبحت من اجيال الحروب المتقدمة التي يؤخذ بها باعتبارها اسلحة فتاكة ومؤثرة وذات جدوى وعائد كبير .
فلا مجال لأي رسالة او خطاب او كلمة من التداول والتأثير... دون استخدامات شبكات التواصل .... والتي لها التأثير الاكبر في ايصال المعلومة وبصرف النظر عن مدى صحتها او خطأها .
السادية والتي تعبر عن حالة مرضية ... يراد من خلالها ممارسة اساليب التعذيب النفسي ... واشعار الانسان بعدم قدرته على مواجهة ظروف حياته ... وما يمكن ان تؤدي الى الاستسلام والتراخي وعدم الجدية ... وتغييب الآمال بحياة الانسان .
ظواهر فتاكة ومعيبة بالحياة الانسانية ... ولا يجب القبول بها او التعاطي معها .... لأنها تنقص من قدر الانسان وقدرته على اثبات الذات ... وتعزيز قدراته وانجاح مسيرة حياته .
شبكات التواصل والاطلاع على محتواها .... يحتاج الى ثقافة معرفية تراكمية يستطيع من خلالها الانسان ان يميز ما بين المعلومات ومدى جديتها او حقيقتها .
فالإنسان المتلقي لهذا الكم الكبير من المعلومات .... يحتاج الى فرز دائم وتمحيص وتحليل وعدم التناقل بما ورد .. او بما يجري الحديث حوله ... دون التأكد من سلامة وصحة المعلومة . هناك من يمارسون ساديتهم .. كراهيتهم ... احقادهم ... من يمارسون مصالحهم من خلال نشر الاكاذيب والافتراءات والتضليل والخداع .... حتى يمكن ان يمرروا ما يريدون قوله ونشره ليصبح مع الزمن ثقافة يتم تداولها .... على انها حقيقة ... وهي في الحقيقة .... لا علاقة لها بالحقيقة .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت