ثقب العدم والفراغ.. هلوسة لميّتٍ في العدم.. عتاب من مسافة صفر..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

 

  • ثقب العدم.. والفراغ

 انضغطتْ العتمة على جسدي بشدة وكنتُ أثقب العدم بلا ضوء كم كنت أرغب أن تثقب معي تلك العاشقة كي نتسلى بالصمت.. ونبقى متجاورين كي لا يقتلنا الضجر وجدتها بعد زمن بجانبي تحفر بيديها الطريتيْن … … كم كنت ساذجا حين مسكت العتمة بيدي.. وحشرتها في ثقب الجدار وطيّنتها بأسمنت كي لا تهرب … … يا لصمت السماء أعتدتُ الإصغاء إليها كل عتمة السقف الأزرق البعيد الملهم لعيني إنها معجزة الكون الواسع …

… أنا أحفر بيدي في العتمة لأصل إلى العدم وهذه الساذجة تصدق بأننا سنسكن في العدم حتى لا تأخذني امرأة أخرى منها … شربت دموع عينيها وبقينا نثقب العدم في عتمة الليل كنا نثقب في فراغ لا حدود للفراغ تعبنا ونمنا على عتبة العدم سمعتها تقول في الحُلْمِ: ما أروع النوم في العدم فلا أصوات تشوش إبداعنا في الحب هنا فراغ نسبح فيه للأبد، لكننا ما زلنا نثقب العدم قلت: غدا ستستمرين في ثقب العدم معي أيتها الشقية في الحُبِّ..

 

  •   هلوسة لميّتٍ في العدم..


 يذكر شاب بأنه وجد نفسه في العدم، بعدما تخلى عن الوجود لأسباب لم يفهما، هناك لا حيز له.. لا مكان ينام فيه.. يرى ذاته مسحوقا في فراغ معتم ومطبق، لا أصوات من حوله، ولا نجوم في سماء تلمع، كل ما يراه عتمة، لا زمن هناك يسير.. عقارب ساعته توقفت.. لا حياة هناك.. لا يدري من أين يصله الأكسجين للتنفس، يشعر بأن أحدا ما يمد إليه الأكسجين عبر فمه، هو لا يرى أي شيء، إنما يشعر، وكأن أحدا ما معه في العدم..
ذات عتمة قال في ذاته: لعلني أهلوس هنا، فكيف أراني أعيش في العدم، مع أنني في الوجود كنت ميّتا، فهذه هلوسة ما بعدها هلوسة، لكنني في العدم أحد ما مدّني بالأكسجين كي أظل أتنفس، لكي لا أموت بسرعة، مع أن جسدي ميّت منذ زمن، فهل أنا ميت وأهلوس؟ لربما فماهية العدم عدم، وأنا لم أعِ بقائي في العدم لزمن، لم أعلم متى بدأ ومتى أنتهى، يا لهذه الهلوسة لميّتٍ مثلي، إنها هلوسة فوق عادية لميت في العدم....

 

  • عتاب من مسافة صفر..


عيناها قطابتا الحاجبين.. من مسافة صفر كانت تعاتبني بصوت حزين .. فهي غاضبة مني منذ زمن على نسياني لها.. لا أدري لماذا نسيتها؟ هل لأنها عنيدة في كل شيء حتى في فهمها لفلسفة الحب؟.. عتابها من مسافة صفر لم يكن فظا كانت تدنو وفي عينيها تودد مني بقيت صامتا وقت عتابها الحزين ..
 نظرات عينيها كانت مليئة بالحزن على فعلتي كانت تدنو أكثر فأكثر حتى اصطدمت بي قالت: لماذا نسيتني؟ قلت لها: أعذريني فأنا كنت منشغلا في البحث عن ذاتي.. كانت تعاتبني بكلمات لطيفة وفي عينيها رغبة للعودة.. فعتابها من مسافة صفر جعلني أعي ماذا يعني الحب؟

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت