- علي ابو حبلة
يتوقع مراقبون إسرائيليون « أن أزمة كورونا وفشل الحكومة في إدارتها وما يترتب عليها من تداعيات تقود إلى انهيار اقتصادي وتفشّ للبطالة ما يدفع بالتأكيد لحل الشراكة بين الليكود وازرق ابيض وبالتالي يؤدي إلى حل الحكومة وإجراء انتخابات نيابية جديدة مبكرة بعد انتهاء أزمة كورونا.
ونقلت صحيفة معاريف العبرية على لسان وزير السياحة الإسرائيلية: «أنا قلق من أن الدولة على وشك الانهيار التام، ومن الواضح لى أن هذا لن يتغير طالما بقى نتنياهو رئيسا للوزراء»، مشيرا إلى أنه يرفض بقاء نتنياهو على رأس سدة الحكم في البلاد، وأنه لم يعد بإمكانه المكوث فى حكومة ليس لديها أدنى قدر من الثقة في رئيسها.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية، مساء الجمعة، أن زامير قدم استقالته لنتنياهو، بعدما اتصل هاتفيا برئيس حزبه «كاحول لافان» أزرق أبيض، جانتس. وفي معرض تعليق ليبرمان: هذه ليست مجرد استقالة بل بداية تفكك هذه الحكومة المنفصلة. بدلاً من إدارة الأزمة الاقتصادية ومحاربة فيروس كورونا ، ينخرط بيبي والمحمية فقط في الخلافات السياسية والانحرافات.
أنا متأكد من أنه مع عودة الكنيست بعد عطلة العرش ، سنرى المزيد من الوزراء المستقلين وأعضاء الكنيست الآخرين يصوتون ضد موقف الائتلاف ووفق معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، تتصاعد التحذيرات من تبعات الأزمة الصحية على المجالين الاقتصادي والاجتماعي في دولة الاحتلال.
وأكد المعهد في نتائج استطلاع نشره مؤخرا أن إسرائيل فقدت السيطرة على انتشار فيروس كورونا لعدة أسباب، أهمها فقدان الاستقرار السياسي الداخلي وعدم استجابة الإسرائيليين لتعليمات حكومتهم، موضحا أن كورونا كارثة طبيعية لكن آثار أزمته الاقتصادية وقوة مفاعيله السلبية تنبع لحد بعيد من طريقة إدارتها. وأظهرت نتائج الاستطلاع عدم ثقة غالبية الجمهور في الحكومة الإسرائيلية والقيادة السياسية ومؤسسات الدولة، وهو ما يعكس تواصل الاحتجاجات للشهر الرابع والمطالبة بتنحي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإسقاط حكومته بسبب «الفساد والفشل بإدارة أزمة كورونا وفقدان السيطرة على الجائحة».
وأبرز نتائج الاستطلاع تشير إلى أن 74 % من الإسرائيليين لا يثقون بالكنيست، و70 % لا يثقون بحكومة نتنياهو ولا يمكنهم الاعتماد عليها بمواجهة جائحة كورونا، إذ إن أزمة الثقة تشمل أيضا مؤسسات الدولة المختلفة، حيث إن 63 % لا يثقون بمسئولي المالية، و47 % لا يثقون بمسئولي الصحة، و51 % لا يثقون بالشرطة. كما أن 60 % من الجمهور الإسرائيلي يحمل نتنياهو شخصيا مسؤولية الفشل في إدارة أزمة كورونا وفقدان السيطرة، في حين اتهم 70 % من الجمهور مختلف القيادات السياسية والحزبية الإسرائيلية بالفشل بمواجهة الجائحة.
ورغم ذلك، فإن 61 % ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن إحداث التغيير بالحكومة يكون من خلال الانتخابات المباشرة، و57 % منهم يرون بالاحتجاجات عاملا مساعدا للتغيير، بينما 54 % يرون بالجهاز القضائي والمحاكم وسيلة للتغيير. ومع اتساع دائرة الاحتجاج ضد فساد نتنياهو وفشل حكومته بإدارة أزمة كورونا، ودخول الإغلاق الثاني حيز التنفيذ بالتزامن مع الأعياد اليهودية في سبتمبر/أيلول الجاري، دأب نتنياهو على تقديم خطط اقتصادية لتنفيس صخب الاحتجاجات وإخمادها قبيل مداولات محاكمة نتنياهو والاستماع لمرحلة الإثباتات التي ستبدأ في يناير/كانون الثاني المقبل، بوتيرة 3 جلسات أسبوعيا بحضور نتنياهو. وحقيقة السؤال ماذا يجري في إسرائيل ؟ في خضم أزمة مخيفة، ذات متغيرات مهمة، مثل الصحة الجسدية والنفسية والاقتصادية والمجتمعية، وفي خضم دوامة سياسية لا تنتهي يحاول نتنياهو استغلالها بأي طريقة لإلغاء محاكمته، تتقدم إسرائيل بخطى كبيرة نحو حرب أهلية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت