فلسطينيو لبنان في قلب العاصفة

بقلم: فتح وهبه

مخيمات لبنان
  •  فتح وهبه

تعيش المخيمات الفلسطينية في لبنان حالياً في قلب العاصفة، تضرُب بها رياح جائحة كورونا ورياح الأزمة الإقتصاديه والمالية اللبنانية من كل جهة وصوب وبلا هوادة وإن تم رفع الدعم عن السلع الأساسية في لبنان قريباً فإن المخيمات الفلسطينيه حتماً على موعد قريب مع نكبة جديدة أكثر ضراوة وشراسة من نكبة عام 48، نكبة تُضاف إلى سجلهم المملوء بالنكبات وكأن حياتهم عِبارة عن مسلسل طويل من الدراما والعذاب بعدما عاشوا أسوأ ظروف الفقر والحرمان منذ بناء أول حجر في مخيماتهم في لبنان.
اليوم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون على أعصابهم وحياتهم في خطر أكثر من أي وقت مضى نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية والصحية والإجتماعية وحتى النفسية، مما دفع بهم لدق ناقوس الخطر وإطلاق المناشدات العديدة لوكالة الأونروا من أجل حثها على القيام بمهامها وواجباتها تجاههم إلا إنها حتى هذه الساعة لم تُصغِ لهم ولم تأخد مخاوفهم محمل الجد وتركتهم للجوع والفقر والحرمان وهذا إنتهاك لكرامتهم الإنسانية، وإنتهاك لإلتزاماتها التي تفرض عليها مساعدتهم ليعيشوا حياة كريمة في البلدان المستضيفة لهم، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لهم.
اليوم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يطالبون وكالة الاونروا بتقديم مساعدات ماديه وعينيه تطال الجميع ويطالبونها بإطلاق خطة طوارئ عاجلة وإطلاق نداء إستغاثة للمجتمع الدولي وللمانحين لجمع التبرعات لهم كما يطالبونها أيضاً برفع التغطية الإستشفائيه إلى مئة بالمئة وإعطاء بدل إيجار للأهالي الذين لم يستلموا حتى اليوم بيوتهم في مخيم نهر البارد "المخيم القديم" بسبب عدم الإنتهاء من إعمارها وعدم قدرتهم على دفع إيجار منازلهم بعد إنقطاع مصادر رزقهم، وبالمقابل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يطالبون أيضاً منظمة التحرير الفلسطينيه والسلطة الفلسطينية وكافة القوى والفصائل الفلسطينية بتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم والضغط على وكالة الاونروا من أجل تحمُّل كامل مسؤولياتها تجاههم كما هُم يطالبون السفارة الفلسطينية في لبنان والمسؤولين الفلسطينيين في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أيضاً بتحمُّل مسؤولياتهم الوطنيه والأخلاقية تجاههم والعمل على إيجاد حلول وتفاهمات مع الجانب اللبناني تحول دون تأثر اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل سلبي برفع الدعم عن السلع الأساسية إذا ما تم، لما له من تداعيات كارثية عليهم.
ويطالبون أخيراً الجمعيات الخيرية بالكف عن توزيع المساعدات ضمن دائرة المحسوبيات والحسابات الخاصة والكف أيضاً عن إتباع المعايير الظالمة التي تمنح عائلات مُحدَّدة المساعدة وتحرم أُخرى كإعطاء المساعدة بناءً على عدد الأنفار في الأسرة وهذا تصرُّف غير عقلاني وغير عادل لأن النفر أو النفرين أو الثلاثه جميعهم يعاني وبحاجة ولا يجب تحت أي حجة أو ذريعة حرمان أي لاجئ فلسطيني من المساعدة.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت