- عماد عفانة
يبدوا أن محاولات اصلاح الوضع الفلسطيني بداية من الجزء وليس الكل، ليس له حظوظ كبيرة من النجاح.
لذا يبدوا أن رهن بالمصالحة بانتخابات المجلس التشريعي، وليس بإصلاح المنظمة وانتخابات المجلس الوطني، كمن يرهن نجاح جهوده بالإرادة الصهيونية، نظرا لارتباط اجراء انتخابات مجلس تشريعي السلطة بموافقة العدو، وهو أمر مشكوك فيه اذا أيقن العدو أنه اللبنة لأولى لإرساء بناء المصالحة الفلسطينية التي يمثل افشالها مصلحة عليا للعدو.
المصالحة التي يريدها ويسعى اليها كل فلسطيني حر، يجب ان تشمل رأس الهرم بداية، وهو منظمة التحرير والمجلس الوطني، نظرا لكون اجراء الانتخابات لتجديد شرعيته لا يرتبط بموافقة العدو بشكل مباشر، وان كان لاتباع العدو من انظمة العرب تأثير من نوع آخر.
فان اجراء انتخابات المجلس الوطني، واصلاح منظمة التحرير، لما تشكله من مظلة جامعة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، يشكل حجر أساس لانطلاق حقيقي نحو توحيد الشعب الفلسطيني بمختلف توجهاته السياسية.
فان تعذر اجراء الانتخابات التشريعية في غزة او الضفة، فلن يعطل ذلك استمرار جهود المصالحة والتوحد نحو خيارات واضحة تتصدى لتحديات المرحلة، نظرا لكون المجلس التشريعي لا يمثل سوى جزء من الشعب الفلسطيني، عكس المجلس الوطني الذي يمثل مظلة جامعة للجميع، جرت انتخابات المجلس التشريعي أم لم تجري.
المجلس التشريعي هو جزء من سلطة كانت بالأساس احد اسباب الانقسام، سلطة كانت ثمرة لاتفاق اوسلو، الذي ستجري المصالحة والانتخابات لتجديد الشرعيات لتجاوزه وتجاوز نتائجه، نحو بداية مرحلة نضالية جديدة لا تستثني أحد، فمتطلبات المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية لم تعد تتسع لأي خلاف جديد.
تجديد شرعية المجلس الوطني، واصلاح منظمة التحرير، أولى وأكثر أهمية من أي خطوة أخرى، كونها ستعمل على استعادة المنظمة لدورها الذي سلبته السلطة منها بعد اتفاق اوسلو، فالسلطة جزء من المنظمة وليس العكس.
ولأن الدور السياسي التمثيلي للشعب الفلسطيني منوط بمنظمة التحرير وليس السلطة، فقد بات على المنظمة بعد اصلاحها اعادة تعريف السلطة، وتحديد مهماتها التي ليس منها العمل كوكيل أمني مع العدو، بل خدمة الشعب الفلسطيني في مناطق تواجدها فقط.
فوقف العمل باتفاقات أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، قرارات اتخذتها المنظمة ومجلسها المركزي سابقا، الأمر الذي يسهل الوصول إلى استراتيجية عمل وطنية فلسطينية تنقل شعبنا من مربع التسوية إلى مربع المقاومة.
فشعبنا يقاوم لا ليتعايش مع ادارات الاحتلال المتعاقبة، بل يقاوم للتخلص من الاحتلال والتنعم بالحرية، وهو ما تجري المصالحة وتجديد الشرعيات لتحقيقه، الأمر الذي سيتيح اعادة انخراط كافة قوى شعبنا وقدراته وامكاناته المختلفة في جهود التحرير.
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ... بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت