ماذا يعني اليرموك

بقلم: علي بدوان

شارع صفد قبل محنة اليرموك
  • علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

رمزية مخيم اليرموك، باتت موجودة بشكلٍ مستديم في سردية العمل الكفاحي للمسيرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وللوطنية الفلسطينية. فقد تحوّل هذا المخيم إلى الى صورة حية عن فلسطين، فكل من عاش بين أزقته وشوارعه، وكل من سكنه وساكن أهله ولو يوماً واحداً، عشقه، وما انفك عشقه عنه حتى الآن.

الخيمة في دواخل مواطني اليرموك، تلك التي انتصبت بُعيد نكبة 1948، ورحلت معهم إلى كل جهات الأرض. أقسمت أن تبقى معهم، تقيهم في كل موسم ريح السموم وفي الوحدة صقيع الغربة. وهم عاهدوها أن تظل فيهم، تظلل أجسادهم، تقي أرواحهم من حر النيران الملتهبة إلى أن يعودوا، وها هو مفتاح البيت في فلسطين معهم مهما ابتعد عنهم. وسيظل الجد يحكي للحفيد عن عكا التي لولا صمودها لما جاورت البحر، عن حيفا التي لا تنام إلا على هديره، ويافا التي ظلت عروسه مهما جف وعطش. لن يكف الابن عن الرحيل من غربة إلى غربة وعن سؤال أبيه يا أبي "لماذا تركت الحصان وحيداً"؟

مخيم اليرموك واهله وعموم سكانه دفع الثمن من حساب فلسطين إن كانت فلسطين لا تزال في حساب أحد من عرب التطبيع ...!! فهل يتركوا المخيم الآن بعد أن بان لهم بأن اليرموك لن يكون إلا طريق العودة لفلسطين …اليرموك يعود وعلى دربه نحث الخطا نحو فلسطين..

(الصورة : شارع صفد قبل محنة اليرموك).

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت