تعقيبا على تصريحات الامير بندر بن سلطان حول القضيه الفلسطينيه.

بقلم: سهيله عمر

مقال
  •   سهيله عمر  

اكتب مقالي هذ للتعقيب على تصريحات الامير بندر بن سلطان حول القضيه الفلسطينيه. انت يا امير بندر بن سلطان خاطبت الشعب السعودي لتطلب منهم العذر في اي خطوات قد تقدم عليها السعوديه بالتطبيع مع اسرائيل من خلال تحوير صوره النضال الفلسطيني والقاء اللوم عليهم في عدم حل القضيه الفلسطينيه، اما انا هنا اخاطب الشعوب العربيه والاسلاميه كافه لانه لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى. و لان القضيه الفلسطينيه اساسها صراع ديني بين الاسلام واليهوديه وبنصوص قرانيه صريحه تحذر من بني اسرائيل وتسلط الضوء على معاصيهم وقتلهم الانبياء. 

انا لن اعقب على ما قاله الامير بندر بن سلطان لانه يعرف جيدا المغالطات التي وردت في تصريحاته. العالم اجمع يعرف ان اسرائيل من احتلت وارتكبت المجازر وشردت الشعب الفلسطيني من ارضه ونقصت المعاهدات وترفض ان تعطينا دوله مستقله على اي جزا من ارضنا. فمن السخافه ان ياتي الامير بندر بن سلطان ليعكس الحقائق ويحاول تصوير ان الفلسطينيين قد اضاعوا فرص تاريخيه للتسويه. سؤالي للامير بندر بن سلطان، من الذي تنصل من اتفاق اوسلو باقامه دوله على حدود ال 67 وقتل حتى من قاموا بتوقيع الاتفاق الرئيس عرفات ورابين، اليس الاسرائليين. ومع علمه بتنصل اسرائيل من تنفيذ قرارات الشرعيه الدوليه والاتفاقات، نفاجأ به يبرر ذلك ان الاتفاقات والقرارات السابقه لم تعد على الطاوله وغير قابله للنقاش. ما هو المطروح على الطاوله، صفقه القرن وتصفيه القضيه الفلسطينيه برعايه امريكيه !! 

مع العلم ان اتفاق اوسلو نص على عوده اللاجئين الفلسطينيين كل الى ارضه. اي انه كان يحاول ان يعيد الشعب الفلسطيني المهجر ببقاع لارضيهم مع اقامه دوله حره مستقله للفلسطينيين على اراضي ال 67. وتنصلت اسرائيل كليا من الاتفاق ولا نسمع منها ومن الرئيس الامريكي ترامب الا خطط تصفيه القضيه الفلسطينيه وشرعنه الاحتلال الاسرائيلي وخطط الضم والاستيطان لاقامه دوله يهودا والسامره والغاء حق العوده للاجئين الفلسطينيين. 

الشمس لا تغطى بغربال يا شيخ بندر بن سلطان. اما قيادات منظمه التحرير الفلسطينيه فهم مخضرمون بالسياسه ومطلعون على اوضاع الفلسطينيين بالداخل والشتات. ويدرسون قراراتهم بعنايه لدى التفاوض على الحل المصيري للقضيه الفلسطينيه. وتستطيع ان تستشف ذلك بوضوح من خلال خطابات ممثلي دوله فلسطين في الامم المتحده مقارنه بالخطابات الهزيله لاسرائيل والدول الحليفه لها. كما تستطيع ان تستشف ذلك من خلال مقالات محللينا السياسييين وهم لا حصر لهم ولا يستطيع ان يباريهم احد في الكتابه وقوه التحليل السياسي لانهم ببساطه مخضرمون وذاقوا كل ويلات الاحتلال الاسرائيلي. 

اما التشريد خارج فلسطين فهو مخطط اسرائيلي مدروس بعنايه لا ذنب لنا به. لكنك با شيخ بندر لم تعش حروب ومجاز لهذا لا تستطيع ان تعي ذلك. وساضرب لك مثال بسيط في والدي تم ابعاده قسرا هو وجميع الشباب الفلسطينيين لمصر ابان نكبه 1967 كمخطط اسرائيلي مدروس لاخلاء القطاع من الشباب منعا لمقاومه الاحتلال. وبمجرد اخلاء الضفه وقطاع غزه من الشباب تم اصدار هوايا اسرائليه مع احكام السيطره على كافه الحدود فلسطين لمنع عوده او دخول اي فلسطيني سواء ابعدته او كان حينها لاجئا او متغربا خارج فلسطين. وهذا محور ازمه اللاجئين. 

نحن من احتللنا و شردنا واستشهد واعتقل منا الالاف وتعرضنا لمجازر وحروب انت نفسك عددت بعضها في ظل صمت العالم اجمع. 

اما الصراعات الاسلاميه والعربيه فلم يتدخل الفلسطينيون باي منها ولكن هناك من يتصيد لتصريح من اي قيادي فلسطيني للتخلص من الفلسطينيين اللاجئين على اراضيهم على اعتبار انهم عبإ ثقيل وقضيتهم لا حل لها. وما ادل على ذلك انهاء خدمات الفلسطينيين العاملين في بعض دول الخليج كالبحرين والكويت وغيرهم ابان غزو صدام للكويت بدون ادنى ذنب او ادنى رحمه وهم لاجئون لا ملجأ لهم وبعد تفانيهم واخلاصهم بخدمه الدوله عشرات السنوات. انهت خدمات جاليات فلسطينيه بمجملها لمجرد حياد الرئيس ياسر عرفات ابان غزو الكويت الذي رفض التدخل الامريكي لعلمه باطماع امريكا بالمنطقه وسعيها لتقويض الانظمه القويه وهو ما تكشف لنا اليوم. هل تدخل الفلسطينيون بصراعتكم باليمن والعراق ومصر وسوريا والسودان او ليبيا او الكويت او اثيوبيا او ايران او اي دوله اخرى. ثم لا تنسوا ان السعوديه ودول الخليج هم من جروا صدام للحرب مع ايران ليكون خط الدفاع الاول لهم وبعد ان انتهت حربه مع ايران حدثت خلافات ماليه بينكم وبينه لتغطيه تكاليف الحرب اسفرت عن غزوه للكويت. فلا تزجوا بالفلسطينيين بخلافاتكم.

اما تعريف الخيانه يا امير بندر بن سلطان وان كنت لا تعلم فهو نقض العهد او الغدر. واتفاقات السلام التي قام قامت بها البحرين والامارات كانت نقض لقرارات جامعه الدول العربيه بعدم التطبيع مع اسرائيل الا بعد حل عادل للقضيه الفلسطينيه. وهو مطلب الشعوب العربيه كافه. ومن ثم كيف تصنف اتفاق التطبيع مع العدو الاول للاسلام والمسلمين وفي الوقت الذي يوعد فيه نتنياهو شعب اسرائيل بيهودا والسامره بمنتهى العنجهيه !! 

ثم في ظل كافه الحروب والحصار على فطاع غزه لم نرى الا قطر من تهب وتتوسط لايقاف مجازر الحروب وتخفيف الحصار سواء من خلال الدعم المالي لقطاع الكهرباء والمشاريع البنيويه والمساعدات الماليه. مع احترامنا لجهود مصر للتهدئه. فهل تصنف ذلك دورا هامشيا ام من يلتزم الصمت ويراقب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني هو الذي يقوم بدور هامشي. ثم لماذا نطالب بعداء ايران بينما هي من كانت تمدنا بالسلاح لمقاومه الاحتلال وحمايتنا من جبروته. نحن شعب نقدر كل جهه او دوله تدعم نضالنا سواء كانت السعوديه او قطر او ايران او مصر او الكويت او سوريا او الاردن او الجزائر او اي دوله اخرى بالعالم. 

اما الاردن فنحن والاردن من اصل ودم واحد واكثر من نصف سكان الاردن من اصول فلسطينيه. والضفه والقدس كانتا تحت الحكم الاردني ولم نعترض يوما على ذلك. وازيدك من الشعر بيت انه حتى ولي عهد الاردن فلسطيني بما ان امه الملكه رانيا فلسطينينه الاصل. 

مقابله بندر بن سلطان لا توحي بشيء اكثر من الحرج الذي ستقع به السعوديه اذا اعلنت تطبيعها مع اسرائيل ومن ثم خرج للسعوديين ليمهد لهم ذلك. 

هناك تساؤل يسود بالراي العام هل ممكن ان تعلن السعوديه التطبيع مع اسرائيل كالامارات والبحرين. انا شخصيا لا املك اجابه في ظل تقاطع المصالح والضغوط الامريكيه على دول الخليج. لكن اذا اخذنا بالاعتبار ان الدولتين اللتين اعلنتا التطبيع بدون ادنى خرج هما حقيقه صغيرتان من ناحيه التعداد السكاني وايضا المساحه فعدد السكان المواطنين بكلا الدولتين لا يزيد عن المليون ومعظمهم شيعه او عجم ولائهم اصلا لايران ومن ثم لا يمكن ان يحدث اي تطبيع على المستوى الشعبي. ومن هنا التطبيع لا قيمه له اي كان التحالف العسكري او الامني او الاستخباراتي او الاقتصادي الذي سينجم عنه. التطبيع سيكون مجرد مظهر خارجي كمظاهر التحرر بهاتين الدولتين المتمثله بالفنادق والكافيهات واستقدام اجانب للعمل بهم. ولكن تجد التقاليد الشعبيه نفسها محافظه. 

اما السعوديه فهي دوله محافظه مظهرا وجوهرا وتلتزم بالقواعد الاسلاميه. ومن ناحيه المساحه وعدد السكان المواطنين فهي الاكبر مساحه والاكثر عددا من باقي الدول المجاوره. على سبيل المثال لا تقبل السعوديه مجرد عدم ارتداء النقاب. ومن ثم السعوديه اكثر الدول الاسلاميه محافظه على الشرائع الدينيه ومن الصعب ان تقدم على خطوه خارج عقيدتها الاسلاميه لانه في نهايه المطاف تعكس عقيده الشعوب الاسلاميه وتاريخ الدوله الاسلاميه التي انبثقت من مكه المكرمه. ومن هنا كلنا امل ان تبقى السعوديه على عهدها لنصره القضيه الفلسطينيه. 
[email protected] 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت