العزلة بلا امرأة ..|امرأة تحبسني في العدم... |امرأة تبكي .. |رسمتها لوحة باكية...|حينما شكّكتْ .. |عندما يظلّ العقل يفكر .. | فوضاي..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  •   عطا الله شاهين
  •  العزلة بلا امرأة تسلّيني بصراخها تظلّ مأساة ..

أُحِبُّ العزلة بعيدا عن ضوضاء المدينة المزدحمة في العزلة أعيش مع روايات لكتّابٍ عشقوا العزلة مثلي .. أشعر بأن العزلة ينقصها امرأة لتسليني بصراخها حين تغضب من صمتي أعتقد بأن عيشي بلا امرأة هو مأساة لستُ أرى في المرأة، التي أحِبّها شهوة لعقلي في عزلة أعشق جوها الهادئ لكن وجود المرأة، التي أعشقها تبدد ضجري المستمر في هزم عقلي منذ اتخاذي للعزلة منهج حياة أشتاق في العزلة لسماع صوت إنسان آخر فصوت المرأة، التي تركتها يقتل صمت الحجرة الصامتة فصراخها يسلّيني حينما أكون منهمكا في قراءة روايات عن العزلة وجنونها أرى عيشي بلا امرأة أعشق صراخها مأساة في عزلة جنونية لست راغبا بها كجسدٍ للمتعة، بل لتسلّيني بوجودها بجانبي فحين تكون بجانبي أرتاح من تذمّرها أرى بعزلتي وحيدا بلا امرأة ما زلت أُحِبّها مأساة

  • امرأة تحبسني في العدم...

 لم ترغب في إطلاقي بعدما حبستني لزمن في العدم لم تحبني البتة، بل كانت معجبة من عناقي لها في الفراغ العدمي..
توسّلتُ إليها أكثر من مرة لكي تعيدني إلى الوجود لم تستجب لطلبي الملح باطلاقي من العدم نهائيا..
تقول في كل عناق: من سيعانقني هنا في العدم بعدما تذهب بلا رجعة إلى الوجود؟..
 أحاول الهروب منها عبر بحثي اللامعقول عن ثغرة في جدار العدم، لكن بحثي كان بلا جدوى..
 أقول لها: ألا تريدين الحب تحت سماء زرقاء ؟ ..
فهنا العناق في العدم ليس مثاليا، ونحن نتعانق في فراغ عدمي منذ زمن..
 امرأة تحبسني في العدم ..
لا أدري متى سأخرج من العدم للعودة للوجود..

  •  امرأة تبكي على خراب الوطن..

تبكي بلا توقّف حينما ترى مشهد الدمار
تجلس حزينة أمام ساشة التلفاز وتبكي على بيوت هُدّمت..
تبكي بحرقة على موت الأطفال..
تحزن لرؤيتها خراب الوطن ..
عيناها تظلان تبكيان على موت الناس الفارّين من الموت ..
تنام المرأة باكية على ما تراه من دمار لبلدها ..
 تقول قبل أن تغطّ في نومها: ما صعب أن أرى وطني محاطا بالدمار!..

  •   رسمتها لوحة باكية...

أردت تذكّرها برسمها لوحة رسمتها لوحة فيها كل الحزن ..
كانت حزينة قبل رحيلها على وطن دمرها الأعداء ..
عيناها كانتا تبكيان على دمار الوطن ..
 في اللوحة رسمت دموعها السيالة، التي حفرت خديّها من حزنها على ما حل ببلدها ..
 ملامح وجهها تبكي حزنا رحلت باكية رسمتها كما رحلت بعينين حزينتين ..
 فكلما أنظر إلى اللوحة أبكي حزنا على رحيلها ..
ففي رسمي لها بينت كل الحزن..
رسمتها لوحة باكية ها أنا حزين كلما تذكرتها ببكائها على وطن بات دمارا....

  •  حينما شكّكتْ بأنها لم تحلم حُلْميْن بذات الوقت..

من زاوية العتمة خرجتْ شاهدتْ من مسافة شبحا يقف العتمة ..
 أخافها بلباسه غير المألوف..
خطت خطوات صوب زاوية العتمة صات خافت ألا تعرفينني؟
 رددتْ عليه لا أتذكر صوتك..
رد أنا ذالك العاشق الذي لم يفهم الحبّ..
وتلاشى في العتمة ....
من زاوية العتمة ولجتْ شاهدت شبحا نائم على أريكتها الوردية لم يشعر لحظتها بوجودها
 قالت: من هذه الشبح الذي بهيئة رجُلٍ يضحك بلا صوتٍ وهو نائم..
 إنه يشبه ذاك الشبح الذي تلاشى بعد صراخي عليه...
صوت جلبة تحت شبّاكها أيقظها من حلمها.
 فركتُ عينيها ونهضت من سريرها
قالت: ما هذان الحُلْمان اللذان تنقّلت بينهما ورأيت ذات الشبح ؟
 عادت للنوم
وقالت: أمعقول أنا الآن شاهدت حلمين متوازيين لذات الشبح الذي تلاشى؟
 في الحلميْن الشبح كان بذات الملامح إنه العاشق الذي لم يفهم حُبّي فهي لم تحسم الجدل بأنها كانت تحلم ظلتْ تشكّك بأنها كانت تحلم......

  •  عندما يظلّ العقل يفكر بقتلِ الرغبة..

لا يمكن إيقاف الرغبة لزمن، وهنا أقصد أي رغبة لفعل شيء يأتي بمتعة أو لذة للإنسان، فيظل العقل في حالة تفكير مستمر، عندما يرغب في فعل حدث يميل إليه، والرغبة الجنسية هنا ليست بمنأى عن تفكير العقل بها، فحين يفكر العقل بالمرأة كشهوة يرى فيها متعة، فهنا يظل عقله في حالة تفكير دائم في متعة اللذة ، التي سيصل إليها، حتى لو كان الرجل على علاقة شرغية أو غير شرعية مع المرأة، فإن سيكولوجية الرغبة تظل هاجسه حتى يطفئ رعبتة من متعة،
بغض النظر إن كانت العلاقة بين الرجل والمرأة محرمة، أو غير محرمة إن سيكولوجية الرغبة حالة نفسية للإنسان تتحكم بها غريزة العقل البشري، لأن الرغبة هي فعل تهدئة العقل عن التفكير في المتعة أو اللذة لزمن، بعدئذ يتوقف تفكير العقل في الرغبة كسيكولوجية نفسية مرتبطة بغريزة الإنسان، وهنا أقصد الرغبة الجنسية، مع أن أي رغبة يرغبها الإنسان للوصول إليها تظل في حالة تفكير للعقل.
لا شك بأنّ عقل الإنسان لا يرتاح، إلا إذا قام الإنسان بفتل الرغبة كغريزة سيكولوجية لا يمكن الإفلات منها، لأن طبيعة العقل البشري في حالة الوعي أو اللاوعي ترغمها على الإقدام على تهدئة العقل بالرغبة..

  • ارسمني لوحة وبيّن فيها كل فوضاي..

 تطلب مني أن أرسمها لوحة لأبيّن فوضاها ..
 الحاحها عليّ لرسمها يجعلني مترددا في رسمها كما هي ..
 فهي للتو لم تعد فوضوية ..
لا أدري لماذا ترغب في رسمها لوحة مليئة بفوضى ملامحها ؟
فماذا منحتها الفوضى في ملامحها سوى الجمَال الساحر؟..
 فلماذا قبل دقائق من رحيلها لم تعد تشبهها بوفضى عينيها؟.
 تلحّ علي كل دقيقة لكي أرسمها لوحة لأبيّن وجهها الضاحك بلا ترتيب..
 تقول في هاتفها الخلوي :لا ترسمني امرأة مرتبة في النظرات..
أرفع ريشتي لأرسمها كما هي بملامح وجهها غير المُمكيّج
 أنهي رسم اللوحة لامرأة لا يجمّلها سوى الفوضى اللوحة تبدو لامرأة أحب فيها فوضى شفتيها غدا سأريها اللوحة، التي تشبهها إلّا في الهدوء..

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت