تحت رعاية وحضور الرئيس محمود عباس

المجلس الأعلى للإبداع والتميّز ينظم المنتدى الوطني الخامس تحت عنوان " الإبداع والجائحة" افتراضياً

نظم المجلس الأعلى للإبداع والتميّز، وتحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، المنتدى الوطني الخامس تحت عنوان " الإبداع والجائحة" افتراضياً، وذلك تماشياً مع الإجراءات الوقائية المرتبطة بتفشي جائحة كورونا (كوفيد – 19)  في دولة  فلسطين، وحرصاً على السلامة العامة.

وأكد الرئيس "أبو مازن"،  خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى قائلاً: " اليومَ دولةُ فلسطين، وبرغمِ التحدياتِ الهائلةِ التي تواجهُها، سواء تلك المرتبطةُ بالاحتلالِ وآثارِه، أو تلك المتعلقةُ بجائحةِ كورونا وآثارِها على مختلفِ مناحي الحياةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والصحية، تقفُ جنباً إلى جنب، معَ دولِ العالم لتؤسسَ لعالمٍ أفضل، وتساهمُ في التقدمِ العلميِ والمعرفي، فكيفَ لا، ونحن نمتلكُ طاقةً بشرية، في فلسطينَ والشتات، مؤهلةً، رائدةً، وقادرةً على الإبداعِ وتقديمِ حلولٍ علميةٍ وتكنولوجية."

وشدد على أهمية قطاع الريادة والإبداع في بناء الأمم وأهمية المؤسسات الراعية للإبداع، وخصّ فخامته المجلس الأعلى للإبداع والتميّز في كلمته، إذ قال: " وفي ظلِ هذهِ الجائحةِ الخطيرةِ التي اجتاحتِ العالم، أصبحَ الإبداعُ والابتكارُ والريادةُ عنوانَ المرحلةِ في جميعِ أنحاءِ العالم، بلْ قدْ يكونُ السبيلَ الأمثلَ لمواجهتِها، ومنْ هنا فقدْ قامتْ دولةُ فلسطينَ بتعزيزِ هذا النهجِ الإبداعيِ مرتكزةً على مقدراتِها البشرية. وتعبيراً عنْ عمقِ إدراكِنا لأهميةِ الإبداعِ والابتكارِ والريادةِ في فلسطين، فقدْ قمنا بإنشاءِ المجلسِ الأعلى للإبداعِ والتميّزِ كمؤسسةٍ رائدةٍ لرعايةِ الإبداعِ والمبدعينَ والمتميّزينَ منْ أبناءِ شعبِنا العظيم."

من الجدير ذكره أن المجلس الأعلى للإبداع والتميّز هو مؤسسة رئاسية أُنشئت في عام 2012 برؤية رئاسية للعمل كمظلمة للمبدعين والرياديين في فلسطين والشتات، وذلك بتقديم الدعم اللوجستي والمادي بكافة أشكاله للوصول إلى مشاريع وشركات ناشئة تدفع بعجلة الإقتصاد الوطني وتساهم في بناء دولة حديثة.

وفي الختام أثنى الرئيس على قدرات الشعب الفلسطيني في مواجهة كافة التحديات وايجاد الحلول لهذه الجائحة : " أودُ في هذا المقامِ أنْ أُباركَ للمجلسِ الأعلى للإبداعِ والتميّزِ هذهِ المبادرةِ الرائدةِ بتنظيمِ المُنتدى الوطنيِ الخامِس (الإبداع والجائحة)، وذلكَ للتأكيدِ على أهميةِ الإبداعِ والابتكارِ في مواجهةِ كافةِ التحديات، وليكنِ الإبداعُ والتميزُ طريقَنا إلى المستقبل. فرغَم التحدياتِ التي تفرضُها هذه الجائحة، فإنها تشكلُ، في الوقتِ ذاتهِ، فرصةً غيرَ مسبوقةٍ للإبداع، مدفوعةً برغبةٍ عارمةٍ لإيجادِ الحلولِ لهذهِ الجائحةِ على كلِ المستويات، وإيجادِ الوسائلِ واستخدامِ التكنولوجياتِ الحديثةِ وتسخيرِها لاستمرارِ الأنشطةِ الحياتيةِ عنْ بُعد.

وأخيراً وليسَ آخراً، فإنني إذْ أفتخُر وأُفاخرُ بشعبِنا دوماً وبإسهاماتِهمْ في جميعِ أماكنِ تواجدهِم، لا يسعني هنا، إلا أنْ أُعبرَ عنْ فخرِي وسعادتي أيضاً بتنظيمِ هذا المنتدى الوطنيِ الخامِس للمجلس الأعلى للإبداعِ والتميّز، معَ تمنياتي لأعمالِه بالنجاحِ وتحقيقِ ما تصبونَ إليهِ من نتائجٍ  تعودُ بالخيرِ على فلسطينَ وشعبِنا وأجيالِنا القادمة."

بدوره أعتبر عدنان سماره، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميّز ومستشار الرئيس لشؤون الإبداع، أن وضع فلسطين مختلف عن باقي الدول إذ نتعرض لفيروسين وهما كوفيد-19 والذي أربك الحياة التي نعيشها ولكن حلوله كثيرة بالإعتماد على تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وفايروس الاحتلال والضم الذي دمر البشر والحجر والشجر وحله صمود وكفاح الشعب الفلسطيني.

كما أضاف أن المجلس منذ اليوم الأول للجائحة لم يتأخر عن المضي في خدمة المبدعين والرياديين الفلسطينيين بكافة الأشكال، إذ ان المجلس استمر بتنفيذ النداء التركي الفلسطيني ( مجلس البحث العلمي التركي- (التوبتاك ) والمجلس الأعلى للإبداع والتميز)، وأضاف أنه تقدم للمشاركة 25 بحثاً تطبيقياً تقدم حلولاً تطبيقية لمشاكل تواجه القطاعات الاستراتيجية مثل المياه والمياه العادمة والطاقة والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي نحن بأمس الحاجة لها.

كما نظم المجلس خلال فترة الجائحة دورة تدريبية لـ 15 باحثاً من غالبية الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وللعاملين في مراكز نقل التكنولوجيا وتطويعها. وأطلق نداء " تحدي بوصلة للإبداع" بالتعاون مع الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (بيكا) التابعة لوزارة الخارجية الفلسطينية، والذي يهدف إلى تقديم حلول إبداعية تدعم أهداف التنمية المستدامة وتساهم في تحسين الحياة لدى المجتمعات المهمشة.

أما المنتدى، فقد أتي تنظيمه لهذا العام بالإعتماد على التكنولوجيا الحديثة تحت عنوان الإبداع والجائحة، وذلك للتأكيد على ربط دولتنا مع العالم أجمع. وذكر : " كلي آمل أن المنتدى الوطني الخامس سيصنع آفاقاً جديدة لكافة الأطراف وذلك من خلال عرض التجربة الفلسطينية وابراز أهمية وجود فريق وطني لإدارة الأزمات مع الأخذ بعين الاعتبار القطاع الصحي والاقتصادي على حد سواء، بالإضافة إلى الاطلاع على التجارب العالمية في مجابهة الجائحة وسبل التعافي منها والاستفادة منها وتطبيق ما هو ملائم لدولتنا ".

وختم كلمته بتقديم الشكر لكافة أعضاء مجلس الإدارة وخص بالذكر أعضاء اللجنة التحضيرية واللجان الخاصة بالمنتدى، الذين واصلو الليل بالنهار لإنجاح فعاليات هذا اليوم. كما وجه شكره إلى الجهات الراعية، وهم التعاون الإنمائي الاستوني، ومجموعة الإتصالات الفلسطينية، وأبيك، وبنك القدس، وصندوق الاستثمار الفلسطيني،والبنك الاسلامي العربي.

من جهتها، قالت علا عوض، رئيسة اللجنة التحضيرية للمنتدى ورئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن العالم انقلب بين عشيةٍ وضحاها إثر تفشي جائحة كورونا وتغير كل شيء من حولنا، أسلوب حياتنا، سلوكنا، عاداتنا وتقاليدنا، فباتت مدارسنا وجامعاتنا دون طلاب، ومساجدنا وكنائسنا دون مصلين، وشوارعنا وأسواقنا لم يعد يطأها أحد.

وأضافت عوض، أن ملامح العالم اختلفت على كل الأصعدة، ولم تعد القوانين والتشريعات الحالية تتوافق مع متطلبات الواقع المستجد الذي نعيشه، وفي معرض حديثها ذكرت ان "لا بد من مواءمتها لتواكب التغيير الذي يشهده العالم، خاصةً في ظل التطور التكنولوجي السريع، حيث بات من المؤكد أننا لن نعود إلى سابق عهدنا حتى بعد انجلاء هذه الجائحة. وما لقاؤنا اليوم من خلف هذه الشاشات - التزاماً ببروتوكولات الصحة والتباعد الاجتماعي- إلا مثالاً حياً على ملامح هذا التغيير، بعد أن كانت تعج قاعات المؤتمرات والمنتديات بالمشاركين. "

كما أشارت رئيسة اللجنة التحضيرية للمنتدى، إلى أن تجربة المنتدى الخامس لهذا العام فريدة ومختلفة كونه يواكب التطور في مجال الإتصال والتواصل في ظل تفشي الجائحة، وأنه يحمل طابعاً مختلفاً في الشكل والمضمون لينسجم ومتطلبات المرحلة، كما أضافت أن لهذا المنتدى ميزةً إضافية ألا وهي مشاركة نخبةً من الخبراء والمتحدثين من داخل الوطن، ومن بعض الدول الشقيقة والصديقة بعد أن كانت مشاركتهم وزيارتهم لفلسطين تشكل تحدياً كبيراً بفعل إجراءات الاحتلال، وما يبعث على السعادة أيضاً مشاركة أشقاؤنا من قطاع غزة في المنتدى تأكيداً على وحدة الوطن ولحمته.

وفي ختام كلمتها قالت عوض، أن المشاريع الـ 26 المشاركة في المعرض الافتراضي " تحمل رسالة للعالم أجمع بأن فلسطين تزخر بالكفاءات والعقول المبدعة القادرة على صنع التغيير، وأنَّ شمعة الإبداع لن تنطفئ رغم الألم والظلم الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني تحت أطول احتلال في التاريخ، وسنبقى نسعى للحياة ما استطعنا اليها سبيلا."

بدوره أعرب الراعي الرئيسي للمنتدى لهذا العام عمار العكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الإتصالات الفلسطينية على أهمية عقد مثل هذه المنتديات، إذ تساهم في نشر ثقافة الإبداع والتميّز والتأكيد على وجود فلسطين ضمن خارطة العالم التكنولوجي، كما أضاف على أهمية مشاركة كافة مؤسسات الوطن وتلاحمها لمواجهة الأزمات كما حدث في جائحة كورونا، إذ أضاف " نظرا لأهمية الخدمات التي تقدمها شركات مجموعة الاتصالات لجميع شرائح المجتمع في فلسطين، ولكون هذه الخدمات أساسية وحيوية ولا يمكن الاستغناء عنها أو توقفها جزئيا أو كليا، فإن مجموعة الاتصالات الفلسطينية تولي اهتماما خاصا ومشددا لعملية التخطيط للطوارئ والأزمات والكوارث الطبيعية. وضمن هذا الاهتمام، تعمل المجموعة على تطوير وتحديث خطط الطوارئ بصورة مستمرة وتقوم بتفعيلها فور وقوع الأزمة وبحسب درجة الطوارئ وقوة تأثير الأزمة."

كما أضاف أن مجموعة الاتصالات الفلسطينية ممثلة بالمجموعة وموظفيها ساهمو بتقديم مبلغ 9.5 مليون شيكل لصندوق وقفة عز ضمن مسؤوليتها الاجتماعية، كما ساهمت شركات المجموعة بتوفير خدمات الانترنت بصورة عاجلة في مراكز الحجر في الضفة الغربية وغزة بالإضافة إلى رفع السرعات مجانا لأساتذة الجامعات من أجل دعم عملية التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية.

وهدف هذا المنتدى إلى عرض وتبادل الخبرات والتجارب الوطنية والدولية في مواجهة الجائحة، وتقييم التجربة الفلسطينية  من خلال عرض المبادرات وقصص النجاح التي ساهمت في الحد من تأثير الجائحة واستخلاص العبر والدروس، كما تم تسليط الضوء على تجارب عالمية ناجحة لاستخدام التكنولوجيا في الابداع، لا سيما في المجالات التي تأثرت بشكل واضح بالجائحة، وتطرق المنتدى الى شكل العالم ما بعد الجائحة، وملامح التغيير التي ستطال مختلف القطاعات.

واشتمل المنتدى لهذا العام على جلسات حوارية افتراضية قدمها 21 خبيراً محلياً ودولياً في مختلف القطاعات، وذلك لعرض خبراتهم وتجاربهم خلال الجائحة من مختلف دول العالم، بدءاً بالولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وألمانيا، وايرلندا، وبريطانيا، بالإضافة إلى ماليزيا والصين، ومروراً بالدول العربية الشقيقة، وخصوصاً الأردن، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة، ومصر والمملكة العربية السعودية. واستهدفت كل جلسة من الجلسات محوراً من محاور المنتدى الأربعة الأساسية وهي، فلسطين والجائحة، والعالم والجائحة، والعالم ما بعد الجائحة، وأخيراً الإبداع في مواجهة الأزمات.

كما تم على هامش المنتدى إقامة معرضاً افتراضياً للشركات الناشئة، والمشاريع الجاهزة للإستثمار، والأبحاث العلمية في المجالات المختلفة، مثل التكنولوجيا الحيوية والطب الحيوي، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والطاقة والزراعة، والتطبيقات الذكية والألعاب وغيرها. من الجدير ذكره أن هذه المشاريع ازدهرت خلال فترة الجائحة وساهمت في خدمة المجتمع الفلسطيني في شقي الوطن قطاع غزة وعددها 8 بالإضافة إلى 18 من محافظات الضفة الغربية.

صورة 3.JPG

صورة 2


صورة 1
 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله