- بقلم : سري القدوة
سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي لا يمكن أن تكون جزءا من منظومة الأمن القومي العربي او ان تدافع عن حقوق العرب على المستوى الدولي، كونها جسما غريبا غير متجانس لا ثقافيا ولا ادبيا ولا تاريخيا مع العرب، وهذا الجسم تم زراعته في المنطقة من اجل نشر الكراهية والعنصرية، ودولة الاحتلال غير مهيأة لإقامة السلام العادل والشامل بعد كون ان عدوانها وحربها على الشعب الفلسطيني يتناقض كليا مع ما يتم طرحه سياسيا، وإنها لن ولم تسمح بتقدم العرب او تسمح بتشكيل تكتل اقتصادي عربي في المنطقة، لأنهم يريدون أن يبقى الاحتلال أقوى من كل العرب مجتمعين أو منفردين في هذه المجالات، وان الاحتلال الاسرائيلي وقف ضد العرب في كل الأزمان والحروب، بالإضافة الي السياسة الامريكية وخاصة ما يتم طرحه من قبل الرئيس الامريكي ترامب لخدمة الصهيونية العالمية ودعم مشاريع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة مما يفرض تحديات جديدة ويعرض الامن القومي العربي للمخاطر الاستراتيجية في ظل الانحياز الكامل للسياسة الاسرائيلية والاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال مع نقل السفارة الامريكية للقدس في تحد واضح للقانون والشرعية الدولية .
فلسطين العربية الجريحة هي الحق والحقيقة، وبوصلة العرب والمسلمين والمسيحيين، والاحتلال الإسرائيلي زائل مندثر مهما طال الزمن وأياً كانت التضحيات، والعدوان الاسرائيلي وهذه الهجمة الصهيونية وتهويد القدس واعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي، السلطة القائمة بالاحتلال، وصفقة القرن المشؤومة من شأنها ان تؤجج ادوات الصراع وتخلق جوا من الصراع التناحري حيث يصعب وقف هذا الطوفان القادم، وطالما نحذر من مخاطر وتداعيات السياسية الاسرائيلية العسكرية وممارسات القمع والتهويد التي تمارسها اجهزة مخابرات الاحتلال وعدوانها على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير القانونية وانتهاكاته الخطيرة الفاضحة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي، إنما يهدد الأمن والسلم الدوليين، وينذر بانفجار فلسطيني عربي حتمي في نهاية المطاف .
وفي ظل هذه الممارسات بات المطلوب من دول العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع، التمسك ودعم خيار حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي، الذي طال أمده وتفاقمت تداعياته بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية والعلاقات الدولية بين شعوب الأرض وهذا يتطلب تفعيل استراتجية السلام العربي وضمان تحقيق السلام القائم على اساس منح الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، وأننا وفي ظل هذه النتائج والممارسات بحاجة ماسة الى ضرورة اعادة تفعيل التضامن العربي بكل معانيه ورموزه الأخلاقية والإنسانية، وأهمية وضع استراتجية عربية شاملة للنهوض بالواقع العربي وضمان التعاون العربي في شتى المجالات العلمية والأكاديمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية والامنية، للنهوض مجدداً واستعادة أمجاد الماضي العربي المجيد، لنعيشها حاضراً ومستقبلاً ونضمن عدم اختراق الموقف العربي الموحد وأهمية الرسالة العربية لصناعة السلام القائم على منح الشعب العربي الفلسطيني حقوقه المشروعة ووقف اطول احتلال عرفه العالم .
ولعل متطلبات النضال والوقائع تتطلب سرعة الرد المناسب على عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وتكبره، ويتمثل بضرورة انطلاق الانتفاضة وتشكيل القيادة الموحدة لضمان الاستمرار في فعاليات الانتفاضة وصولا الى العصيان المدني الشامل في وجه الاحتلال، وإفشال المخططات الامريكية الهمجية ضد الشعب الفلسطيني المناضل الصامد على ارضه، وصولاً إلى استعادة كامل حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حق العودة وحق إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت