كلام برسم حماس وفتح

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  •  رامز مصطفى

 بعد مضي ما يزيد عن الشهر والنصف على اجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في 3 أيلول الماضي في بيروت – رام الله ، لا تزال مخرجات الاجتماع من تطبيق ، على الرغم من الالتزام الذي تعهدت به كل من حركتي حماس وفتح ، المشغولتين هذه الأيام في توضيح موقفيهما مما توصلتا إليه في اللقاءات التي جمعتهما في اسطنبول ، واللتان اتفقتا فيه على انجاز الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ، كمدخل لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني !!! .
هذا التأخير يؤشر إلى أنّ ثمة عوامل قد دخلت على خط التعطيل أو كبح الاندفاع نحو تحقيق المصالحة ، تلك العوامل قد تكون إقليمية ، من بينها حكومة كيان الاحتلال ، وقد تكون أطراف متضررة ، ليس بالضرورة أن يكون هؤلاء المتضررين عند طرف دون الآخر ، أي فتح وحماس . وما ذهّب إليه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح في تصريحه لقناة فلسطين ، يذهب وبوضوح باتجاه أنّ هناك داخل حماس في غزة ، من هو متضرر ويعمل على خط التعطيل : " ما زلنا ننتظر موافقة المكتب السياسي لحماس ، وأن تخاطب الرئيس محمود عباس ، لإصدار مراسيم من قبل سيادته بإجراء الانتخابات . وفكرة المصالحة لم تنضج عند البعض خاصة في غزة ، وممكن أن يكون هناك متضرر من المصالحة وسيفقد الكثير إذا تحققت ، ولدينا تحليل ربما يعيق البعض عملية المصالحة لمصالح شخصية " .
 وبدوره عضو اللجنتين المركزية والتنفيذية السيد عزام الأحمد ، في تصريح له عبر قناة الغد ، حمّل فيه حماس مسؤولية تعطيل المصالحة . وأضاف " أنّ موسى أبو مرزوق اتصل بي وعدّد مجموعة من المطالب ، قلت له لم نسمع ذلك ، في اليوم التالي من اتصال موسى أبو مرزوق ، تفاجأت بنفس الكلام على لسان صالح العاروري " .
 هذه التصريحات بتقديري وتقديري الكثيرين فيما لو استمرت في التصاعد ، ستعيد المشهد الفلسطيني إلى ما كان عليه قبل بدء الحوارات ، مما يعني المزيد من التراشق الإعلامي والسياسي بين الطرفين ، الأمر الذي يحقق للمتضررين مبتغاهم في نسف جهود المصالحة .
وهذا سيترك تداعيات جدذُ خطيرة ، من شأنها أن تعطي الاحتلال دفعة قوية باتجاه المزيد من فرض وقائعه الميدانية ، وبما يعرض القضية وعناوينها الوطنية إلى مزيدٍ من المخاطر الهادفة إلى التصفية ، في ظل التطابق الصهيو أمريكي مع الرجعيات العربية ، على تنفيذ " صفقة القرن " والإنفاذ التدريجي ل" خطة الضّم " . ومؤكد أنّ ذلك سيبدد كل أمل ولو في حدوده الدنيا من أية إمكانية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة . مؤكد أنّ المتضررين يتواجدون هنا وهناك ، ويوحدهم هدف واحد التخريب على المصالحة ، ولكن كل من خلفية لا تتطابق مع الآخر . وهما يشكلان خطر حقيقي على مسار التقارب على طريق إنهاء الانقسام .
والسؤال لكل من الحركتين ، هذه هي المرة الوحيدة التي يتحرك فيها المتضررون لنسف وتخريب ما تمّ التوصل عليه ، مع ملاحظاتنا عليها ؟ ، بالتأكيد ليست المرة الوحيدة ، بل هم تحركواعن كل اتفاق ، وعملوا على إفشاله وتعطيله . إذا تأكدت حالة هؤلاء المتضررين ، ومدى قدرتهم على التخريب ، إذاً لماذا السكوت عليهم ، التمادي بهذه الطريقة ؟ .
 رامز مصطفى
 كاتب فلسطيني

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت