- بقلم : جبريل عوده *
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دولند ترامب بتاريخ 13-8-2020 , التوصل لإتفاقية " سلام" بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني,سعت الإمارات لحظيرة التطبيع في حالة إستسلام وإنقياد للإرادة الصهيوأمريكية التي تخطط لطمس الهوية الفلسطينية وإنهاء القضية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني , لا يوجد ما يجبر حكام الإمارات على السير في هذا الطريق الآثم , والذي لن يقود إلا للهاوية والخسران والسقوط المدوي في ميزان الأمة الذي لا يمارس النفاق أو التطبيل لحكام إمارات الصحراء , فهل يعي حكام الإمارات حقيقة ما يقدمون عليه من ضرب ثوابت الأمة العربية والإسلامية في أمنها القومي وقضاياها العادلة في مواجهة العدو الأجنبي, ليس هناك ما يفسر هذه الدرجة من الإنحطاط السياسي في التعامل مع أقدس وأنبل القضايا العربية والإسلامية.
جملة من الإتفاقيات وقعهما وزيري المالية والاقتصاد ضمن وفد إماراتي مرسل من محمد بن زايد للكيان الصهيوني بتاريخ 20-10-2020, اختصت بمجالات الطيران وفتح الأجواء وحماية الاستثمار والإعفاء من التأشيرات ولا يخفى عليكم الخلفيات الأمنية لتلك الإتفاقيات التي سيستفيد منها الكيان الصهيوني في التخطيط لجرائمه وإعتداءاته .
ولعل الخطوة الأخطر مشاركة الإمارات في ما يسمى بصندوق " أبراهم " إلى جانب الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية , والذي أعلن عن إنشاء هذا الصندوق " آدم بوهلر" رئيس صندوق إغاثة البيت الأبيض خلال زيارة الوفد الإماراتي للكيان الصهيوني ، وقد بلغ تمويل هذا الصندوق 3 مليارات دولار, ولعل من أقذر وأخطر مهاماته هي تطوير حواجز القتل والإعدام الميدانية التي ينصبها العدو الصهيوني على شوارع وطرقات الضفة المحتلة , أكثر من 700 حاجز قتل يقيمها الجيش الصهيوني تستهدف الفلسطيني وتقطع أوصال الضفة وتساهم في توفير الأمن للمستوطنين وتسرع من عمليات الإستيطان في أراضي الفلسطينيين في الضفة المحتلة , من كشف عن بعض مهام صندوق "أبراهم" وحذر منها هو "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ، مطالباً حكومة الإمارات الامتناع عن أية صفقات مع "إسرائيل" قد تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين أو تشجعها.
لا يخجل حكام الإمارات من المشاركة في دعم هذا الصندوق الذي يخدم الأعمال العدوانية الصهيونية ضد شعبنا , ولم نخطئ عندما قلنا بأن التطبيع مشاركة في العدوان على الشعب والقضية والمقدسات في فلسطين .
حالة الفجور التطبيعي التي يمارسها حكام الإمارات غير مسبوقة , لم نرى فيمن سبقهم بالإصابة بداء التطبيع هذه الفصول المخزية من الهلوسة والهذيان في مدح العدو وإعلان الحب له , حتى وصفت الصحافة الصهيونية إتفاقية "السلام" بينهم وبين مصر والأردن بأنه " السلام البارد " الذي بقي حبيس الدبلوماسية ولم يتجاوز التفاعل معه في نطاق الطبقة الحاكمة , ولكن يبدو أن حكام الإمارات أصابتهم حالة من الإنبهار مصدرها الجهل والغباء عجلت بهرولتهم نحو الكيان الصهيوني , وهذا ما عبر عنه "علي النعيمي "، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الدفاع والداخلية والعلاقات الخارجية، في المجلس الاتحادي بالإمارات، خلال مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية بتاريخ 8-9-2020 قائلاً للصهاينة سترون منا " السلام الدافئ " مبشرهم بأن محمد بن زايد سيزور تل أبيب , وأن حركة الطيران المدني لن تتوقف بين أبو ظبي وتل أبيب فكانت 28 رحلة إسبوعياً, ويزيد من درجة الإنبطاح أمام العدو مطمئنهم "سلامنا الدافئ" سيصمد أمام الأزمات ولو كانت حربا على قطاع غزة .
كاتب وباحث فلسطيني 22-10-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت