عن دار أمواج للنّشر والتّوزيع صدر للأديبة د. سناء الشعلان كتاب حواريّ بعنوان "لقاءات حواريّة: لقاءات مع مبدعين عالميين"، وهو الكتاب الثّالث في سلسلة حوارات إبداعيّة وفكريّة تنشرها الشّعلان على التّوالي، وهو يقع في 188 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على خمسة لقاءات أجرتها الشعلان مع أدباء ومبدعين وفنانين ومفكّرين عالميين في أثناء تطوافها في كردستان العراق والنمسا وبلغاريا والهند عبر رحلاتها الثّقافيّة والفكريّة في العالم، وقد أجرتها جميعاً باللّغة العربيّة، إلاّ لقائها مع الفنّان الكرديّ مزهر خالقي الذي تمّ باللّغة الكرديّة، وترجمه إلى العربيّة ياسين حسين، وأعدّ للحوار باللّغتين كلّ من د. إدريس كريم محمد، وشادمان محمد.
احتوى الكتاب على حوارات مع كلّ من: الفنان الكردي مزهر خالقيّ "صاحب الصّوت الشّجي، وحوار مع الموسيقار الكرديّ العالميّ دلشاد محمد سعيد "قيثارة الموسيقى الكرديّة"، وحوار مع "مايا تسينوفا" أشهر مستشرقة بلقانيّة، ذات القلب فلسطينيّ واللّسان عربيّ والنّضال عقيدة"، وحوار مع د. محمد ثناء الله النّدويّ: "عاشق اللّغة العربيّة وسادنها".
أمّا الحوار الخامس والأخير في هذا الكتاب المعقود تحت عنوان "عيون فلسطينيّة في بلغاريا: العيون التي ترى"، فقد احتوى على لقاءات حصريّة وخاصّة ذات أبعاد فكريّة وإنسانيّة ووطنيّة مع مبدعين ومناضلين فلسطينيين مقيمين في بلغاريا بعد تهجيرهم قسراً من وطنهم فلسطين، وهم: مايا تسينوفا المستشرقة البلغاريّة المنحازة تماماً إلى القضيّة الفلسطينيّة، ود. إبراهيم دغمش، ود. محمد طرزان شفيق العيق، ود. عدنان حافظ جابر، والمناضلة فاطمة جابر، ومحمد عطا أبو عنزة، عينا د. نبيل أبو مهادي.
عن هذا اللّقاء الخامس في الكتاب قالت د. سناء الشعلان : إنّها عيون فلسطينيّة في بقاع الدّنيا جميعها، إنّها العيون التي تعرف حقّها، وتطالب به على الرّغم من القهر والظّلم والمنافي والسّجون والموت والحدود والأسلاك الشّائكة والمعتقلات، إنّها العيون التي تقول لا حتى ولو خرست ألسّنة البشر أجمعين، إنّها عيون الأوفياء المخلصين لأوطانهم في كلّ مكان وزمان، وفي هذا اللّقاء الحصريّ هي عيون الفلسطينيين في بلغاريا الذين مهما نأتْ بهم المنافي والبلاد البعيدة فإنّ عيونهم ترنو إلى فلسطين، يعيشون بها ولها مهما طال الفراق والحرمان.
إنّها عيون الفلسطينيين التي لا تنام، التقيتُ بالكثير من هذه العيون في بلغاريا، وكان لي هذه الإطلالة على حيواتهم وأحلامهم وأفكارهم، لقد أعاروني أعينهم لأرى بها فلسطين السّليبة من البعيد النّأي البارد. إنّها عيون ضدّ النّسيان والمسافات المحدودة، إنّها عيون الفلسطيين في كلّ مكان.
إنّها عيون فلسطينيّة تراها سناء شعلان بعيني ابنة الخليل التي تهوى البشر الجبال الذين لا يقبلون بالحياة إلاّ في قمم الكرامة. فطوبى لهم".
كما أضافت الشّعلان أنّها فخورة بهذا الإصدار التي تقدّم فيه إطلالات مباشرة على حيوات مبدعين ومفكرين ومناضلين قابلتهم في رحلة حياتها المنذورة للإبداع والمعرفة والتّرحال والاكتشاف، فأردت أنّ تشارك القارئ الشّغوف بالمعرفة والاكتشاف بهذه الإطلالات النّادرة عبر تدوين هذه الإطلالات، ونشرها في كتاب ضمن سلسلة تحمل اسم "سلسلة حوارات إبداعيّة وفكريّة".