(شينخوا) تعليق: واشنطن تلعب بالنار بمبيعات الأسلحة لتايوان الصينية

البيت الأبيض وأمامه لافتة مكتوب عليها قف في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة. (شينخوا)

تعتبر موافقة واشنطن مؤخرا على حزمة جديدة من مبيعات الأسلحة إلى مقاطعة تايوان الصينية خطوة خطيرة للغاية من شأنها زيادة زعزعة العلاقات الأمريكية الصينية التي تواجه تحديات بالفعل وتعريض السلام والاستقرار في مضيق تايوان للخطر.

تعد مسألة تايوان أكثر القضايا حساسية في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، التي يقوم أساسها السياسي على مبدأ صين واحدة. وإن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان تنتهك بشدة مبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ولا سيما بيان 17 أغسطس، وتتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين، وتقوض سيادة البلاد ومصالحها الأمنية.

لقد كان اللعب بـ"ورقة تايوان" أحد الحيل القديمة لواشنطن لتعطيل تنمية الصين. وفي السنوات الأخيرة، أصدرت الولايات المتحدة عددا من التشريعات المتعلقة بتايوان، وواصلت بيع الأسلحة إلى الجزيرة الصينية.

وفي الأشهر الأخيرة، قام بعض ساسة واشنطن، من منطلق أغراض سياسية بحتة، بتحركات مختلفة تعرض مصالح الصين للخطر، وتضر بالعلاقات بين الجانبين. ونتيجة لذلك، ربما تواجه العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم أكثر الأوضاع تعقيدا منذ تطبيع العلاقات بينهما. وإن أحدث خطة ذات دوافع سياسية لبيع الأسلحة لتايوان هي بمثابة صب الزيت على النار.

في الصورة الملتقطة في 21 يوليو 2019 من فوق جبل شيانغشان، تظهر ناطحة السحاب تايبي 101 في تايبي بجزيرة تايوان جنوب شرقي الصين. (شينخوا)

وقد ذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن مبيعات الأسلحة اُقترحت في وقت أرادت فيه واشنطن أن "تكون صارمة مع الصين" وكانت حريصة على تحويل تركيز الجمهور بعيدا عما منيت به الحكومة الحالية من "إخفاقات هائلة في مسألتي جائحة فيروس كورونا الجديد والاقتصاد".

إن ساسة واشنطن هؤلاء الذين يخدمون مصالحهم الشخصية لا يحبون تايوان على الإطلاق. ففي الوقت الذي يتظاهرون فيه بالاهتمام بالجزيرة، يتعاملون فقط مع قوى "استقلال تايوان" على أنها بيادق سياسية لإثارة المتاعب لقضية التوحيد الوطني للصين، ومواصلة السعي إلى الهيمنة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ومن ناحية أخرى، يعملون أيضا كمندوبي مبيعات للمساعدة في الترويج لعقود مبيعات الأسلحة من أجل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي. والأهالي في تايوان هم من يدفعون الفواتير.

وقد قالت هونغ هسيو- تشو، الرئيسة السابقة لحزب الكومينتانغ الصيني، مؤخرا إن الولايات المتحدة يمكنها تعظيم فوائدها الإستراتيجية وتقليل التكاليف من خلال تعزيز الموقع الإستراتيجي والقدرات التكتيكية لتايوان، ولكن بالنسبة لتايوان، قد تكون أفعال واشنطن عبئا لا يُحتمل.

أناس يرتدون الكمامات ويسيرون في أحد شوارع تايبي، جزيرة تايوان جنوب شرقي الصين، 30 مارس 2020. (شينخوا)

إن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان تشجع هؤلاء "الانفصاليين التايوانيين" بشكل خطير، وتؤجج التوترات عبر مضيق تايوان، ما يهدد بدفع المنطقة إلى مواجهة مدمرة.

وأولئك في تايوان الذين يعتقدون أنه بإمكانهم الاعتماد على التدخل الخارجي لفصل الجزيرة عن الصين عليهم أن يستيقظوا. فمحاولاتهم ليس أمامها فرصة للنجاح في مواجهة تصميم بكين الثابت على توحيد البلاد ولن تؤدي سوى إلى معاناة شديدة لأهالي تايوان.

ويتعين على الولايات المتحدة التخلي عن سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها حيال القضايا المتعلقة بتايوان، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين. وإذا استمرت واشنطن في تجاهل الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وخيانة التزاماتها، فإن غطرستها ستقابل بإجراءات مضادة حازمة من الصين.

المصدر: - بكين - (شينخوا)