بعد مرور ما يقرب من أربعين عاماً على وضع جيش الاحتلال يده على أرض محطة الباصات القديمة (الكراجات) بالبلدة القديمة من مدينة الخليل وذلك تحت ذرائع وحجج واهية وإقامته معسكراً لجنوده فيها ، واستمراراً لقرارات المستوى السياسي في دولة الاحتلال القاضية بإقامة بؤر ومشاريع استيطانية في قلب مدينة الخليل ومنها مشروع بناء إحدى وثلاثين وحدة سكنية استيطانية على أرض محطة الباصات القديمة والذي صدر في شهر أكتوبر من عام 2017 .
مدير لجنة إعمار الخليل عماد حمدان أوضح بأن ما يتداوله الإعلام هذه الأيام حول قضية البناء على أرض محطة الكراجات ما هو إلى امتداد للقضية ذاتها التي بدأت في أواخر عام 2017.
وقال حمدان "أننا تقدمنا في حينه في لجنة إعمار الخليل وعبر وحدتها القانونية وبالتعاون مع بلدية الخليل باعتراض ضد هذه الإجراءات، إلاّ أن مجلس التنظيم والبناء الأعلى في دولة الاحتلال رفض الاعتراض وصادق على رخصة البناء "، وأضاف حمدان بأنه وتالياً لذلك تقدمنا بالتماس لدى محكمة العدل العليا الإسرائيلية ضد المصادقة على رخصة البناء حيث انتزعنا أمراَ احترازياً بتاريخ 10/2/2020 يقضي بوقف جميع أعمال البناء على أرض الكراجات ، وأحيلت القضية للنظر بها أمام المحكمة المركزية لدولة الاحتلال ليتم تأجيل القضية حتى 31/1/2021 .
وبين حمدان أن النيابة العامة لدولة الاحتلال قد أبلغت المحكمة المركزية بتاريخ 27/10/2020 بأن الإدارة المدنية عازمة على منح المستوطنين رخصة بناء تشمل إحدى وثلاثين وحدة سكنية على أرض الكراجات خلال أسبوع .
وأوضح حمدان أن هذا الإجراء هو إجراء غير قانوني وهو الأول من نوعه بحيث تسير الحكومة الإسرائيلية ونيابتها العامة بعكس قرار المحكمة العليا لدولة الاحتلال وتتغاضى عن الأمر الاحترازي الصادر عن المحكمة المذكورة ، موضحاً أن المنحى القانوني يشير إلى أن سلطات الاحتلال ومستوطنيه لا يستطيعون مباشرة البناء أو الشروع في أي خطوة عملية فيه بأي شكل من الإشكال قبول صدور قرار المحكمة المركزية في دولة الاحتلال .
وأكد حمدان على أن أرض محطة الباصات القديمة (الكراجات) ومنذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي تتصرف وتنتفع بها بلدية الخليل قبل أن يستولي عليها جيش الاحتلال عام 1981 محولاً إياها معسكراً لجنوده تحت ذرائع وحجج واهية .
وأعرب حمدان عن مخاوفه من أن يتم تسريب هذه الأرض من قبل جيش الاحتلال للمستوطنين وبأوامر وقرارات من المستوى السياسي في دولة الاحتلال بهدف مضاعفة أعداد المستوطنين في البؤر الاستيطانية في مدينة الخليل