- محمد سيف الدولة
تغيرت حياتنا فى مصر تغيرا جذريا، منذ ان جاءنا خبر ظهور نبى جديد فى الجزيرة العربية، بضع سنوات ووجدنا عمرو بن العاص على بوابتنا الشرقية. بعدها بعامين تم استكمال فتح مصر الذى كان من اهم نتائجه تحريرنا من الاستعمار الاوروبى الذى استعمرنا لما يقرب من الف عام (٣٣٢ ق.م -٦٤٢ م) بين بطالمة ورومان وبيزنطيين.
وكانت النتيجة الثانية هى دمجنا فى بوتقة واحدة مع شعوب وقبائل المنطقة فى عملية تفاعل وانصهار لبضعة قرون أسفرت على ميلاد امة وليدة فتية بلسان عربى وبهوية حضارية اسلامية اقامها وشارك فيها الجميع من مسلمين ومسيحيين.
وكانت النتيجة الثالثة هى ان اصبحت مصر للمرة الاولى فى تاريخها جزء من امة شاسعة مترامية الأطراف، تعيش فى وسطها وفى القلب منها آمنة مستقرة بعد ان انتقلت حدودها وأمنها القومى الى أقصى الشرق عند العراق والى أقصى الغرب فى المغرب والى السودان فى الجنوب، مما أهلها بحدودها المحصنة الجديدة وباستقرارها وقوتها الى ان تتصدى الى دور القيادة للامة فى كل معاركها الكبرى فى مواجهة الغزوات الاجنبية كالصليبيين والتتار.
ولذلك دائما ما نقول ان مصر فى الحقيقة هى هبة الفتح العربى الاسلامى، اما مصر التى كانت هبة النيل فقط فلقد ظلت تحت الاحتلال لما يقرب من ألف عام كما تقدم.
واينما ولينا وجوهنا؛ للمشرق او للمغرب، سنجد قصة مشابهة لقصتنا فى مصر، مع الفتح الاسلامى ومع الاستقلال والانصهار والتعريب.
كل عام والأمتين العربية والإسلامية بخير بمناسبة المولد النبوى الشريف.
*****
28 اكتوبر 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت