- رامز مصطفى
ما أقدم عليه الرئيس الفرنسي ماكرون من إساءة للإسلام والمسلمين ، وسيدنا محمد ( ص ) ، في خطوة تشجيع عن مسبوقة على التمادي والتطاول الفظ لأصحاب الرسوم المسيئة للرسول .
نعم هذا السلوك استوجب هذا التنديد والشجب والإدانة الواسعة ، والتي شكلت التظاهرات والاحتجاجات ، التي عمت العديد من الدول الإسلامية ، إحدى مظاهر الردود على حملة التطاول والتشهير والإساءة المتعمدة ، من قبل رئيس دولة عظمى لطالما تغنت بصون حرية التعبير والرأي ، وحماية حقوق الإنسان .
وإن كنا نشجب بأشد عبارات الإدانة والاستنكار هذه الإساءات ، فإننا ندين عمليات القتل والتعرض للأبرياء تحت ذريعة الدفاع عن الإسلام والمسلمين ورسولنا ونبينا محمد ( ص ) . ما شاهدناه من ردود أفعال سواء بالتظاهرات والاعتصامات والتحركات ، أو البيانات والعرائض الموقعة ، يدفعنا إلى طرح السؤال الذي يتردد على ألسنة الكثيرين من أبناء الأمة ، أليست القدس والمسجد الأقصى مسرى رسولنا الأكرم ، ووقف الله على الأرض ؟ ، ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام ، إلى االمسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) .
القدس والمسجد الأقصى تستباح وتهوّد ليل نهار من قبل كيان الاحتلال وقطعان مستوطنيه الصهاينة على سمع ومرآى الأنظمة وشعوب الأمة . والرئيس الأمريكي ترامب أعلنها جهاراً نهاراً ، ومن دون أن يرف له جفن ، أنها العاصمة الأبدية لهذا الكيان الغاصب ، وعربان التطبيع اعتبروها مدينة للسياحة ، فالتزموا لقادة العدو الصهيوني أن يتوافد إليها مليون سائح خليجي سنوياً ، على متن طائرات تقلع وتهبط مباشرة في مطارات الكيان ، أو قوافل سيارة تحمل لوحات تلك الدول من دون خجل أو وازع لانتماء لتلك العروبة المغدورة بقضيتها المركزية ، قضية فلسطين .
يحق لنا أن نطالب أبناء أمتنا ، الذين ملأت صيحاتكم الدنيا ، وبُحّت حناجركم ، حباً وولاءً ودفاعاً عن رسولنا الأكرم ( ص ) ، والقول لكم أين أنتم اليوم ؟ ، في الذود والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ، وعن أهلنا المقدسيين الصامدين دفاعاً عن قدسكم ومقدساتكم نيابة عنكم ، في معركة رايتها الحق والتاريخ والعقيدة والثقافة والوعي والرواية والذاكرة .
لا تكتمل معركتكم المُحقة في مواجهة من أساء للإسلام والمسلمين ، طالما أنّ مسرى نبيكم ونبينا مستباح ومهدد بإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه ، إذا ما تمكّن الصهاينة من هدمه وهم ساعون لذلك ، طالما أنّكم في غفلة عن القدس والمسجد الأقصى .
أليس هذا ما تنبأت به " غولدا مائير " ، في قولها أننا أمة نائمة ، حين تبلغت خبر إحراق المسجد الأقصى في أب من العام 1968: " لم أنم طوال الليل ، كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان . ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي ، علمت أنّ باستطاعتنا ان نفعل أي شيء نريده ، نحن أمام أمه نائمة " .
رامز مصطفى كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت