مسؤولية بريطانيا عن عدم مشروعية ونتائج وعد بلفور والانتداب

بقلم: حنا عيسى

حنا عيسى
  • بقلم: الدكتور حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

 

وعد بلفور كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

 

’’ وزارة الخارجية

2من نوفمبر1917

عزيزي اللورد’ ’ رونالد’’

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الدي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته.

’’ ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤت بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.

وسأكون ممتناً إذا أحطتم أتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح’’

 

شكل القرن التاسع عشر بداية حقيقية لظهور المأساة الفلسطينية عندما تلاقت أهداف الحركة الصهيونية، مع مصالح الدول الاستعمارية في هذا الوقت، وعلى رأسها بريطانيا على ضرورة إنشاء دولة لليهود وتم اختيار فلسطين لتكون هي الأرض التي تقوم عليها الدولة اليهودية، وهكذا بدأ الفلسطينيون مسلسل النكبات والتي كان أهم فصولها:

 

*وعد بلفور.. وعد من لا يملك لمن لا يستحق

 

وعد بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام، الذكرى السنوية لصدور وعد بلفور المشئوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'.

 

وقد نصت اتفاقية سايكس – بيكو على تقسيم السيطرة على بلاد الشام بين بريطانيا وفرنسا، وكانت فلسطين جزءا من المناطق الخاضعة للسيطرة البريطانية. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حصل اليهود من بريطانيا على وعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وجاء على شكل رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا آنذاك "آرثر بلفور" حيث وعد بلفور على لسان بريطانيا رسمياً بتحويل فلسطين إلى "بيت اليهود".

 

وعلى إثر إعلان هذا الوعد عمت الاحتجاجات جميع أنحاء فلسطين وبعض الأقطار العربية وفي 11 ديسمبر/كانون أول 1917 دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي القدس وبدأت في تنفيذ وعد بلفور عملياً وحدثت على إثر ذلك صدامات بين العرب واليهود وتشكلت جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني عندما أراد اليهود الاحتفال بمرور عام على وعد بلفور هدد العرب بالتظاهر غير أن المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل هدد بإلقاء القبض على كل عربي يتظاهر.

 

خلال انعقاد مؤتمر فرساي في يناير/ كانون ثاني 1919 قدمت الحركة الصهيونية إلى المؤتمر خطة مدروسة واضحة المعالم لتنفيذ مشروعها، دعت إلى:

1- إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور.

2- أن تشمل حدود فلسطين ضواحي صيدا ومنابع الليطاني ونهر الأردن وحوران وشرق الأردن والعقبة وأجزاء من صحراء سيناء المصرية.

 

وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطاني فلسطين. يطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهم الوعد.

 

ووعد بلفور: هو ذلك الوعد الذي أصدرته الحكومة البريطانية بإنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر عام (1917) م.  وقد تواتر أن الباعث الأعظم الذي حقق حلم الصهيونية هو ما رواه (لويد جورج) رئيس الوزارة البريطانية الأسبق في مذكراته عن الدور الذي قام به وايزمان في خدمة بريطانيا إبان الحرب العظمى، وذلك عندما ساعد بريطانيا في استخراج مادة الأسيتون التي تستخدم في صنع الذخائر الحربية التي كانت تستخرج من خشب الأشجار، وكان استخراجها بكميات كافية يحتاج إلى مقادير هائلة من الخشب، وليس في إنجلترا غابات كثيرة تفي بهذه الحاجة، فكانت تستورد من أمريكا، والأسعار ارتفعت.. وأخيراً اهتدى لويد- وكان يومئذ رئيس لجنة الذخائر- إلى أستاذ بارع في الكيمياء وضع مواهبه تحت تصرف بريطانيا، وهو الدكتور (وايزمان) الذي أصبح بعد ذلك مشهوراً، وكان وايزمان مقتنعاً بأن أمل الصهيونية رهين بانتصار الحلفاء؛ فاستطاع بعد بضعة أسابيع أن يستخرج المادة المطلوبة الأسيتون من عناصر أخرى غير الخشب، مثل الحبوب والذرة على وجه الخصوص، وبذلك حلَّ لبريطانيا أعوص مشكلة عانتها أثناء الحرب.. ورفض الدكتور (وايزمان) كل جزاء مقابل عمله، بشرط أن تصنع بريطانيا شيئاً في سبيل الوطن القومي اليهودي.. ولما تولى (لويد جورج) رئاسة الوزارة خاطب بلفور بأن بريطانيا تريد أن تجتذب إلى صفها اليهود في الدول المجاورة، وكانوا ميالين إلى ألمانيا لسخطهم على روسيا، وكان لذلك أثره على وعد بلفور.

 

وبعبارة أخرى فإن بريطانيا رغبت في مكافأة إسرائيل على عملها، ومساعدتها لها في الحرب، ورغبت أيضاً في كسب اليهود، فكان ذلك الوعد ... عام (1917) م. وكان الثمن إعطاء ما لا يملك شيئاً لمن لا يستحق شيئاً.

 

*بلفور ... وعد صغير حمل معاناة كبيرة:

 

ووعد بلفور رغم صغر حجمه شكلاً إلا أنه كان سبباً في معاناة عظيمة عاشها الفلسطينيّون ولا يزالون إلى يومنا هذا. وترتب على هذا الوعد المآسي التالية: -

 

*الانتداب البريطاني على فلسطين من1920 - 1948:

 

في أبريل 1920 اجتمع مندوبي "دول الاتفاق" المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في مدينة سان ريمو الإيطالية، بما يسمى مؤتمر "سان ريموٍ"، ليقرروا الشكل النهائي لتقسيم الأراضي المحتلة من الدولة العثمانية تم البدء بهذا الانتداب بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية. وغطى هذا الانتداب فلسطين ومعظم الأردن، وكانت عاصمة الانتداب على فلسطين هي القدس. واستمر نظام السلطة الانتدابي في فلسطين لمدة 28 عاماً بين يوليو 1920 ومايو 1948 وبالحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا. ويذكر أنه تم تشكيل الانتداب على فلسطين بشكل رسمي على أساس وعد بلفور. حيث كان يسهل من عملية نزع السلطة من العرب وإعطائها إلى اليهود المتوافدين من أوروبا. فبعد ثلاثة أيام فقط من إعلان صك انتداب بريطانيا على فلسطين، كشفت بريطانيا عن مضمون وعد بلفور، واحتج الفلسطينيون وحدثت اشتباكات لأول مرة بين الحرس البريطاني والفلسطينيين. كما منعت بريطانيا المؤتمر الفلسطيني الثاني من الانعقاد في حيفا عام 1920.وقد وفرت بريطانيا لنفسها غطاءاً دولياً باستصدار قرار من عصبة الأمم في 24 يوليو 1922 بانتدابها على فلسطين، وتم تضمين وعد بلفور في صك الانتداب، بحيث أصبح التزاماً رسمياً معتمداً دولياً. ويذكر أن فكرة الانتداب التي اقرتها عصبة الأمم، كانت قائمة على أساس مساعدة الشعوب المنتدبة وإعدادها لنيل استقلالها. وقد تضمن صك الانتداب نفسه على فلسطين مسؤولية الدولة المنتدبة وهي بريطانيا، في الارتقاء بمؤسسات الحكم المحلي، وصيانة الحقوق المدينة والدينية لجميع سكان فلسطين. وهذا يعني ألا يقف وعد بلفور في نهاية الأمر عائقاً في وجه أبناء فلسطين ضد الارتقاء بمؤسساتهم وإقامة دولتهم، إلا أن هذا لم يحدث أبداً في الواقع.

 

* قيام الفلسطينيين بأول ثورة شعبية عام 1920:

 

يذكر المؤرخون أن جهود العرب لم تتوقف في الدفاع عن حقوقهم في فلسطين منذ مطلع القرن.. ففي العام 1918 تشكلت جمعية الفدائية وهي جمعية سرية ضمت عدداً من رجال الشرطة الفلسطينية، وقد لعبت الجمعية دوراً مهماً في الإعداد للثورة العربية في فلسطين وفي نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن ضد اليهود غير أن اعتقال زعمائها أضعفها وقضى عليها إلا أنه لم يوقف جهاد الفلسطينيين والعرب ضد المخططات الصهيونية فكانت ثورة النبي موسى (4 -10 أبريل/ نيسان 1920) وثورة يافا (1-5 مايو/أيار 1921)، ثورة البراق (15أغسطس/ آب 1929) وهي مواجهات محدودة كانت دوافعها عاطفية، ولم تكن منظمة مما حدّ من إمكانات تطورها أو تحقيق أهدافها وان كانت لعبت دوراً في تأجيج الصراع وتعطيل المشروع الصهيوني جزئياً وبشكل مؤقت.

 

*قيام الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936:

 

اعتبرت هذه الثورة من أطول الثورات في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث عمت المظاهرات والإضراب العام مدن وقرى فلسطين وكانت التحرك الشامل الأول من نوعه حيث تداخلت الوسائل المدنية للثورة مع العمليات الجهادية.

 

* قرار 181لتقسيم فلسطين 29 /11/1947:

 

بلغ عدد المهاجرين اليهود عام 1947 حوالى20 – 25 % من عدد سكان فلسطين، وكانوا يملكون مساحة 6% من مساحة فلسطين. ثم اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181 الذي ينص على تقسيم فلسطين، وإنشاء دولتين مستقلتين – عربية ويهودية، ومنح 56 % من مساحة فلسطين لليهود من اجل إقامة دولتهم. وبناء على هذا القرار أصبحت القدس منطقة تحت الإشراف والحماية الدوليين. وقد رفضت بريطانيا القرار بينما أيدته أمريكا والاتحاد السوفيتي. وقد قررت الجامعة العربية رفض المقترحات الأمريكية والبريطانية، مؤكدة أن كل اقتراح لا ينص على استقلال فلسطين كدولة عربية مرفوض جملة وتفصيلا.

 

* الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى (النكبة)15/5/1948:

في اليوم التالي لإعلان إقامة دولة إسرائيل في أرض فلسطين انطلقت الحرب العربية –الإسرائيلية الأولى بمشاركة خمس دول عربية هي مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق بالإضافة إلى الفدائيين الفلسطينيين. ووقع عبء المقاومة في فلسطين على ثلاث منظمات هي "الجهاد المقدس" "وجيش الانقاذ" و"اللجان القومية الفلسطينية" وبقيت المعارك مستمرة حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 1949، حيث قامت اسرائيل بتوقيع اتفاقية الهدنة مع كل الدول العربية المشتركة في الحرب. وكانت مفاوضات قد بدأت في 13 يناير 1949 في جزيرة رودس هدنة بين مصر وإسرائيل بإشراف الدكتور رالف بانش نائب الوسيط الدولي، وبقيت المفاوضات بين جزر ومد حتى توقيع الاتفاق بين الجانبين في 24 فبراير 1949.

 

أهم بنود اتفاقات رود ستمثل في عدم جواز استغلال اتفاقات الهدنة الدائمة لأغراض عسكرية أو سياسية، وعدم اللجوء إلى القوة مرة أخرى من أجل تقرير مصير فلسطين، وأن الخط الفاصل المحدد بموجب الهدنة يجب ألا يعتبر حدوداً سياسية أو إقليمية، ولا يمس الحقوق والمطالب التي تنتج عن تسوية القضية الفلسطينية تسوية نهائية. وحدد خط الهدنة في قطاع غزة بناء على تقديرات عسكرية، وحاول كل طرف أن يضمن لنفسه أكبر قدر ممكن من الأرض. وكان طبيعياً أن تعكس خطوط الهدنة مصالح الجانب المنتصر في الحرب، كما تلته اتفاقات هدنة أخرى مع لبنان في 23 مارس 1949، ومع الأردن في 4 أبريل 1949 وبعدها مع سوريافي 20 أكتوبر 1949.

 

*نتائج حرب 48

-هزيمة الجيوش العربية نتيجة افتقادها للقيادة الموحدة والتسلح الجيد والمعلومات الجيدة عن العدو، وحتى العدد لم تستطع هذه الجيوش التفوق فيه، فيذكر أن عدد الجيوش الصهيونية كانت 4.5 أضعاف الجيوش العربية النظامية.

- خلال الحرب تم تهجير حوالي 850 ألف فلسطيني أرضهم (أي حوالي 80 % من تعداد الشعب الفلسطيني). وبفعل الحرب سيطر الإسرائيليون على 77.4% من أراضي فلسطين. وأدى قيام اسرائيل بمذابح ارتكبتها ضد الفلسطينيين، إلى إحداث حركة نزوح ضخمة أبقت على 160000 فلسطيني فقط في الأراضي المحتلة عام 48، مقابل أكثر من مليون يهودي، كما هاجر إلى فلسطين خلال الأشهر الستة الأولى لقيام اسرائيل 101828 يهوديًّا.

-كان هناك الكثير من الآثار المترتبة من الهزيمة على مدينة القدس، حيث تمت السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الضواحي والأحياء المقدسية، وعملت اسرائيل على تغيير معالمها الحضارية والتاريخية، عن طريق اعتبار المناطق العربية التي كانت قبل 48، يطبق عليها القانون الإسرائيلي وإعلان القدس عاصمة إسرائيل، وإقامة منشآت إسرائيلية فوق مبان عربية، وإصدار تشريعات لمصادرة الأراضي العربية.

-توالى ردود الأفعال العربية تأثرًا بالهزيمة، حيث انفجرت قطاعات الرأي العام الغاضبة، وحدثت انشقاقات سياسية داخل الدول العربية.

-انطلاق المقاومة الفلسطينية مع بداية النكبة في العام 1948، والتي شهدت بعدها تشكيل خلايا مسلحة وصولا الى تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1965.

-ضم معظم الإراض الفلسطينية عام 1949، فبعد انتهاء الحرب قامت اسرائيل بضم 78% من فلسطين، بينما خضع الجزء الباقي لسيطرة الأردن ومصر، فاحتفظت مصر بالسيطرة على قطاع غزة، وفرض الأردن سيطرته على ضواحي القدس والأراضي المعروفة الآن بالضفة الغربية. كما تم تقسيم القدس إلى جزأين: قدس غربية - خاضعة لسيطرة اسرائيل، قدس شرقية - خاضعة لسيطرة الأردن. ثم أصبحت اسرائيل العضو التاسع والخمسين في هيئة الأمم المتحدة.

 

*إصدار القرار رقم 194/12/1948 لحقوق اللاجئين:

 

دعم هذا القرار قضية 850 ألف لاجئ فلسطيني جرى تهجيرهم نتيجة للنكبة، وكان ينص على حق اللاجئين وأحفادهم بالعودة إلى أراضيهم وبيوتهم الأصلية التي هجروا منها وعلى اسرائيل تقديم تعويضات مقابل الممتلكات المدمرة.

 

*إصدار قانون العودة 1950:

 

الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" يصدر قانون العودة والذي يسمح لأي يهودي في العالم بان يحصل على المواطنة الكاملة في اسرائيل.

 

*تأسيس منظمة التحرير:

 

وقد شكل تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 بداية جديدة للقوى الفلسطينية في الشتات، وتحولت منظمة التحرير إلى حركة مقاومة حقيقية بعد هزيمة 1967 عندما سيطرت عليها التنظيمات الثورية المختلفة، وانتخب ياسر عرفات رئيساً لها سنة 1969. وكان هدف منظمة التحرير في البداية "تحرير الأرض من النهر إلى البحر" واسترجاع الحقوق الفلسطينية بواسطة "الكفاح المسلح" على نمط جبهة التحرير الجزائرية.

 

*الحرب العربية – الإسرائيلية الثانية (النكسة) 5/6/1967:

 

رداً على أعمال اسرائيل الاستفزازية أغلقت مصر خليج العقبة للسفن الإسرائيلية وبدأت استنفار قواتها في شهر مايو/ أيار عام 1967 وكذلك سوريا والأردن. في 5 يونيو /حزيران قامت إسرائيل بالعدوان على الدول العربية الثلاث المذكورة مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة للتفوق التقني والعسكري الهائل تمكنت اسرائيل خلال 6 أيام من احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية، وبذلك أصبحت القدس بكاملها أصبحت تحت الاحتلال الإسرائيلي. وفقا لإحصائيات هيئة الأمم المتحدة أدى هذا العدوان إلى تشريد نصف مليون فلسطيني إضافي إلى مصر وسوريا ولبنان والأردن.

 

نتائج حرب 1967- احتلال اسرائيل ما تبقى من فلسطين بالإضافة لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وبلغ مجموعة الأراضي العربية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية89359كم أي ما يزيد على أربعة أمثال الأراضي المحتلة قبل الحرب-فرار الآلاف من الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية خلال الحرب بسبب المذابح الصهيونية وبدافع الخوف، ويذكر أن عدد الفلسطينيين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية عشية الحرب كان 2.25 مليون فلسطيني أي يمثلون ما نسبته 70% مقابل 30% من اليهود.- بدء الاستيطان الإسرائيلي في الضفة وغزة بإنشاء أول مستوطنة يهودية هي "مستوطنة كفار عتصيون" بالضفة في25/11/ 67، وفي العام الأول بعد النكسة أُقيمت 14 مستوطنة، ووصل إلى فلسطين 12270 مهاجرًا يهوديًّا.

 

*القرار رقم 242 الصادر من مجلس الأمن1967:

 

أصدرت الأمم المتحدة القرار 242 كخطوط إرشادية لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، والذي أشار إلى عدم شرعية الاستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب ودعا إلى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة خلال الحرب السابقة. كما دعا الى إنهاء حالة الحرب بكافة أشكالها، الاعتراف بكل دولة بالمنطقة وبحدودها، تطبيق الحرية الملاحية بالممرات المائية الدولية في المنطقة، تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان الاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة.

 

*الحرب العربية – الإسرائيلية الثالثة1973:

 

شنت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على القوات الإسرائيلية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول في سيناء والجولان وتعرضت القوات الإسرائيلية لأضرار بالغة، لكن يحدث توازن للوضع بعد التدخل السريع للولايات المتحدة الأمريكية وفتحها جسراً جوياً لنقل المعدات العسكرية بشكل عاجل إلى إسرائيل. كان عبور القوات المصرية لقناة السويس وتحطيم "خط بارليف" العسكري الذي أقامته إسرائيل على الشاطئ الشرقي للقناة من أهم إنجازات هذه الحرب العسكرية. وأسفرت الحرب عن تحرير الأراضي المصرية المحتلة عام 1967.وتعتبر هذه الحرب هي النقطة المضيئة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي... وصدر عقب الحرب القرار 338 عن هيئة الأمم المتحدة الذي يدعو إلى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

 

*تحولات فكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة:

 

في منتصف السبعينيات تحول هدف منظمة التحرير من "التحرير الكامل" إلى "التعايش الفلسطيني الإسرائيلي" الذي طرحه عرفات في خطابه في الأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، والذي أعلن فيه استعداد الشعب الفلسطيني للتعايش مع اليهود في ظل دولة ثنائية القومية، لكن إسرائيل رفضت هذا الطرح متجاهلة قرارات الأمم المتحدة، وقدمت طرحاً بديلاً في كامب ديفيد عام 1978 يقوم على مقايضة الحكم الذاتي الفلسطيني (في المناطق التي يقيم فيها الفلسطينيون في الضفة والقطاع) مقابل الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود، وهذا الطرح رفضته منظمة التحرير. الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1974 كممثل للشعب الفلسطيني، بموجب قرار رقم 3210.كما نصّ القرار رقم 3314 الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 14974 بوضوحٍ على مشروعية مقاومة الاحتلال، والأمم المتحدة فرّقت بشكلٍ لا لبس فيه، بين الإرهاب الشرّير الإجراميّ وبين مقاومة الاحتلال، من أجل تحرير الأوطان المحتَلَّة. وفي في سنة 1988 تخلت منظمة التحرير عن شعار الدولة الديمقراطية "الثنائية القومية"، وأعلنت قبولها بالحل الواقعي القائم على تقسيم فلسطين إلى دولتين: إسرائيل ضمن حدود 1967 ودولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية (قرار المجلس الوطني في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988).

 

*تنشيط سياسة الاستيطان1977:

 

تولت حكومة اليمين برئاسة "مناحيم بيجين" الحكم في إسرائيل، وقد شجعت هذه الحكومة سياسة الاستيطان التي تمثلت في إنشاء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف عرقلة الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967. وعين "ارييل شارون" الذي كان وقتها وزيراً للزراعة، قائدا لحركة الاستيطان حينما رأس لجنة الاستيطان حتى عام 1981.

 

* اجتياح جنوب لبنان مارس /آذار - يونيو/ حزيران 1978:

 

بررت اسرائيل هذا الاجتياح الذي قام به 25 ألف جندي، وسمى بعملية "نهر الليطاني"، بمزاعم ازدياد تواجد ونشاط المنظمات الفلسطينية في لبنان.

 

*ضم القدس30/7/1980:

 

في هذا التاريخ تبنى الكنيست الإسرائيلي القانون الأساسي للقدس، الذي يضم بموجبه رسمياً الجزء الشرقي لمدينة القدس الذي تم احتلاله عام 1967، ويعلن القدس العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل.

 

الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة) ديسمبر/كانون الأول 1987:

 

بعد عقود طويلة من المعاناة تحت الاحتلال بدأت الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على شكل احتجاج عام واجتاحت الإضرابات جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث قام الفلسطينيون بتنظيم مظاهرات جماهيرية حاشدة قام خلالها المتظاهرون برجم قوات الاحتلال، المزودة بأحدث أنواع الأسلحة، بالحجارة وذلك من أجل لفت أنظار المجتمع الدولي والحصول على الدعم منه، وقام جيش الاحتلال باستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاصات المطاطية وأطلقت النار على المتظاهرين مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين العزل. وفي عام 1988 أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي "إسحاق رابين" سياسة جديدة للتعامل مع الانتفاضة حيث تم البدء باستخدام سياسة تهشيم العظام لتسبب إعاقة دائمة للشباب الفلسطينيين المشاركين في الانتفاضة...وقد أسفرت المواجهات المتواصلة حتى سنة 1993 إلى استشهاد ألف فلسطيني وإصابة عشرين ألف آخرين.

*إعلان دولة فلسطين15/11/ 1988:

 

أعلن المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر في الجزائر (برلمان في المنفى) عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس واتفق على ضرورة وضع حد للصراع القائم بناء على قرار مجلس الأمن رقم 181 الصادر سنة 1947 حول تقسيم فلسطين إلى دولتين. هذا وقد ندد المجلس بالإرهاب وأشار إلى ضرورة بدء مفاوضات سلمية والبحث عن حلول لتسوية الصراع استنادا إلى قرار رقم 242 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967.وتم الاعتراف بدولة فلسطين الجديدة من قبل أكثر من 20 دولة...وبعد هذا الحدث بدأت الولايات المتحدة حواراً مع منظمة تحرير فلسطين، لكن اسرائيل رفضت ذلك واعتبرت المنظمة تنظيماً إرهابياً لا يجوز التفاوض معه. ومن ناحيته أعلن رئيس وزراء اسرائيل "اسحق رابين" عن ضرورة إجراء انتخابات في الأراضي المحتلة تمهيداً للمفاوضات بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني.

 

* اعتراف أمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل1990:

 

اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً يعترف بالقدس كعاصمة غير مقسمة لإسرائيل الكنيست أيضا اتخذ قراراً يفيد خضوع القدس الموحدة للسيادة الإسرائيلية، وعدم التفاوض على وحدتها ومنزلتها.

 

 

* مؤتمر مدريد - الأرض مقابل السلام30سبتمبر/ تشرين الأول 1991:

 

استضافت مدريد مؤتمراً للسلام عقد من أجل البحث في قضية الشرق الأوسط بناء على مبدأ

"الأرض مقابل السلام"، وقد رفض رئيس وزراء إسرائيل إسحاق شامير إجراء مفاوضات مباشرة مع منظمة تحرير فلسطين حيث جرى تشكيل وفد أردني – فلسطيني مشترك، ضم عددا من الشخصيات الفلسطينية البارزة من غير الأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية. ووافق المشاركون في المؤتمر على تأسيس مسارين للمفاوضات هما: محادثات ثنائية للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل والأطراف الأخرى، ومحادثات متعددة الأطراف للمفاوضات على مستوى المنطقة بخصوص قضايا مثل الماء والبيئة واللاجئين والحد من الأسلحة والتنمية الاقتصادية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها اسرائيل في مفاوضات مباشرة وجها لوجه مع هذه البلدان.

 

* الاعتراف المتبادل 1993:

 

في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اعترف ياسر عرفات بحق دولة إسرائيل بالوجود في سلام وأمن، وشجب استعمال الإرهاب وأعمال العنف الأخرى. ووقع رابين رسالة رسمية اعترف فيها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.

 

*اتفاقية إعلان المبادئ " أوسلو 1" 13/9/1993:

 

أدت المفاوضات السرية بين ياسر عرفات واسحق رابين في العاصمة النرويجية – أوسل والى توقيع اتفاق المبادئ المعروف باتفاق "أوسلو". وتعتبر هذه الاتفاقية، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك "شيمون بيريز"، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.. ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

وتنص الاتفاقية على ما يلي:

-إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات.

-أن تشهد السنوات الانتقالية التالية، مفاوضات بين الجانبين، بهدف التوصل لتسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338.

-تبدأ الفترة الانتقالية عند الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا، كما تبدأ مفاوضات الوضع الدائم بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني، في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.

-نصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.

-نصت الاتفاقية أيضاً على إنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية.

 

*اتفاق أوسلو2 28/9/1995:

 

تم توقيع اتفاقية أوسلو 2 بمدينة طابا المصرية لتوسيع الحكم الذاتي الى الضفة الغربية وحسب هذه الاتفاقية جرى تقسيم الضفة إلى ثلاث مناطق:

منطقة أ: 18% من الأراضي المحتلة عام 1967 تشمل عددا من المدن الفلسطينية الكبيرة باستثناء الخليل والقدس الشرقية تخضع بشكل كامل لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.

منطقة ب: 19%من الأراضي تخضع للسلطة الفلسطينية واسرائيل على حد سواء.

منطقة ج: 60% تحت السيطرة الإسرائيلية. و3% محميات طبيعية.

ويتوجب على اسرائيل الانسحاب التدريجي من المنطقة أ بحيث تنتقل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

 

*مفاوضات كامب ديفيد بين اسرائيل والفلسطينيين 25/7/2000:

 

لم تسفر هذه المفاوضات التي كانت بإشراف أميركي مكثف عن اتخاذ أية قرارات حاسمة ولم يتمكن الجانبان من تحديد وضع القدس وقضية اللاجئين، حيث اتهم الجانبان الإسرائيل والفلسطيني بعضهما البعض بالتعنت، فبينما رفض عرفات التنازل عن القدس وحقوق اللاجئين بدأت اسرائيل في حملة تضليل باتهام عرفات بالمسؤولية عن إهدار فرصة تاريخية للسلام. إلا أنهما اتفقا على العمل المشترك من أجل التوصل إلى قرار سلمي.

 

* انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) 28/9/2000:

 

أشعل شرارتها زعيم حزب الليكود الإسرائيلي "أرييل شارون" عندما قام بزيارة المسجد الأقصى في القدس وصرح بأن إسرائيل لها حق السيطرة على المنطقة، ولن تعطيها إلى الفلسطينيين لأنها مبنية على مكان مقدس يهودي، وقد أثارت هذه التصريحات والزيارة حالة من الغضب والاحتجاج، وبدأت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، واعتبرت هذه المواجهات هي الأعنف بين الطرفين منذ الانتفاضة الأولى.. وقد خلفت الانتفاضة الفلسطينية الثانية خسائر جسمية ومتنوعة في اسرائيل منها ما هو بشري وعسكري ونفسي ولكن ظلت آثارها على الاقتصاد الاسرائيلي هي الأكثر ضررا وتأثيرا.. وقد اشتدت وطأه التصعيد الاسرائيلي في هذه الانتفاضة حيث قامت القوات الاسرائيلية بعملية اجتياح واسعة لجميع مناطق السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت، وقامت القوات الاسرائيلية باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، حيث قامت بضرب جميع البنية التحتية للأمن بتدمير جميع مراكز الشرطة والامن الوطني واعتقلت وقتلت المئات.

 

*مفاوضات شرم الشيخ17/10/2000:

 

تم عقد مفاوضات طارئة في مدينة شرم الشيخ المصرية بين ايهود باراك وياسر عرفات بمشاركة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت بإعلان الهدنة.

 

*تقرير ميتشل21/5/2001:

قامت الولايات المتحدة بنشر "تقرير ميتشل" (سمي على اسم جورج ميتشيل، عضو وزعيم أغلبية سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي) الذي تناول الأسباب والحلول الممكنة للخلاف، حيث لم يتم تحميل أي من الجانبين المسؤولية عن إراقة الدماء، وضم التقرير مطالبة حكومة الاحتلال بوقف سياسة الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية بالإضافة إلى عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين ورفع الحصار عن مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، وقد تضمن التقرير مطالبات تدعو السلطة الفلسطينية إلى إدانة العنف وضبط التنظيمات الفلسطينية "المتطرفة" إضافة إلى وقف نشر معلومات استفزازية و تحريضية في وسائل الإعلام.

 

*قرار مجلس الأمن 1397يدعو لدولتين13/3/2002:

 

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمرة الأولى على قرار رقم 1397، الذي صاغته الولايات المتحدة، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإراقة الدماء والعودة لطاولة المفاوضات. وأيضا وبشكل واضح يدعو لقيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع اسرائيل. كما ووافق ايضاً على القرارات رقم 1402 و1403، التي تدعو اسرائيل إلى الانسحاب من المدن الفلسطينية دون تأخير. ويحث الرئيس الأمريكي جورج بوش اسرائيل على تطبيق قرار رقم 1402، ويقول إن أساس النزاع هو احتلال اسرائيل الغير شرعي للأراضي الفلسطينية، ويطلب من الكيان إيقاف جميع نشاطات المستوطنات وفقا لتوصيات "تقرير ميتشيل" والقانون الدولي وإيقاف التوغلات في المناطق الفلسطينية.

 

* تدشين بناء الجدار العازل 16/5/2002:

 

دشن وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر بناء جدار يبنى بموازه " الخط الأخضر "بين الضفة الغربية والإسرائيليين هدفه منع تسلل افراد المقاومة الفلسطينية إليهم.

 

*خارطة الطريق20/12/2002:

 

خارطة الطريق هو الاسم الذي تعرف به خطة السلام النهائية في الشرق الأوسط وتدعو إلى البدء محادثات للتوصل لتسوية سلمية نهائية من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.وكان الاتفاق قد تم على نص مشترك من خلال عدة مفاوضات منها التفاوض حول النص بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لقاء المجموعة الرباعية في واشنطن بتاريخ 20/12/2002 الذي شارك به كل من وزير الخارجية الأمريكي باول ووزير الخارجية الروسي ايفانوف والمفوض العالي للاتحاد الأوروبي سولانا والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وكان الإتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة والولايات المتحدة قد وضعوا خطة خارطة الطريق للسلام، على أن يتم تطبيقها على ثلاث مراحل هي:

 

-المرحلة الأولى: 10 /2002 -5/ 2003 وهي خاصة بإنهاء العنف بين الجانبين وإقامة انتخابات فلسطينية.

-*المرحلة الثانية: يونيو/حزيران 2003 -ديسمبر/كانون الأول 2003تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية تعيش جنبا إلى جنب مع اسرائيل.

*المرحلة الثالثة: (2004-2005) التوصل إلى تسوية نهائية وشاملة للنزاع بنهاية عام 2005.

 

السلطة الفلسطينية قبلت الخطة فورا. أما اسرائيل فقبلت ايضاً خارطة الطريق، ولكنها وضعت شروطا عديدة أدرجتها في 14 بندا.

 

*السلطات الإسرائيلية تتخذ قرار مبدئياً بالتخلص من عرفات 11 سبتمبر/ايلول 2003

 

*اغتيال ياسر عرفات11 /11 /2004

 

* تنفيذ اسرائيل لخطة فك الارتباط 2005

اسرائيل تخلى 21 مستوطنة يهودية في قطاع غزة منهية بذلك الاستيطان الذي بدأ في هذه المنطقة منذ 29 عاماً. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن في شهر ديسمبر/كانون الأول 2003 عن خطة فك الارتباط أحادي الجانب، والتي تتضمن الانسحاب من قطاع غزة، وأربع مستوطنات بشمال الضفة الغربية، وتقرر تنفيذ تلك الخطة اعتباراً من منتصف أغسطس/آب 2005م، على أن يتم الانتهاء منها قبل نهاية العام نفسه.

 

*إحكام السيطرة على القدس:

 

تجاوز حجم البناء الاستيطاني، فيما بين 1994م و1999م - أكثر من 43 ألف وحدة سكنية، بما وسع مساحة القدس عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل احتلال 1967م،بينما في المقابل حدث تضييق على سكانها العرب الفلسطينيين بأساليب متعددة، بدءاً من سحب هويات المواطنين، ومروراً بالتضييق على مؤسساتها الوطنية، والصحية، والتعليمية، والخدمية، وانتهاء بهدم البيوت، وإخضاع التنظيم والبناء لاعتبارات سياسية وظيفتها إحداث مزيد من الاختلال في تكوينها الديمغرافي لصالح مشاريع التهويد، وفرضت سلطات الاحتلال سيطرتها على مؤسسات الصحة والتعليم والخدمات في المدينة، وفرضت أنظمة ضريبية باهظة.

وفي مجال التعليم تمَّ فرض منهاج التعليم الإسرائيلي على ثلث عدد مدارس القدس العربية ونصف مجموع طلابها، ومنع توسيع المدارس أو استئجار مبانٍ جديدة الى جانب إعلان إسرائيل أن القدس ستظل موحدة، وعاصمة أبدية لإسرائيل، مع حكم إداري ذاتي للمواطنين الفلسطينيين فيها.

 

*قضية اللاجئين الفلسطينيين:

 

شكلت قضية اللاجئين الفلسطينيين معضلة أساسية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ بدأت قبل نحو عقدين. حيث تتمسك تل أبيب برفض السماح بعودة اللاجئين، متذرعة بالعديد من الأسباب منها، ضرورة المحافظة على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، فهي تعرف نفسها بأنها دولة لجميع مواطنيها، وهو ما يتطلب أغلبية يهودية وسيطرة على الأراضي.. والحجة الأبرز في إسرائيل أمام معارضي حق العودة للفلسطينيين تتركز في موضوع الميزان السكاني بين اليهود وبين الفلسطينيين. حيث يشيرون أنه في ضوء نسبة الولادة الأعلى في أوساط السكان العرب مقابل السكان اليهود فان من الواضح انه ستتحقق مساواة عددية في المستقبل القريب جدا. ولحل قضية اللاجئين طرحت العديد من الخيارات والبدائل، منها التعويض، وكذلك إمكانية عودة بعض اللاجئين فقط لأراضي السلطة الفلسطينية.

 

*الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني:

 

منذ توقيع اتفاق "أوسلو" 1993، سادت التوقعات بأن يحدث اقتتال فلسطيني بين الجانبين، بل إن رسالة الرئيس الفلسطيني الراحل "عرفات "إلى رئيس وزراء اسرائيل وقتئذ "رابين" قبل توقيع الاتفاق مهدت لاندلاع القتال لأنها تعهدت بمقاومة الإرهاب.. فقد أدخلت حركة فتح تعديلات على ميثاقها الوطني، بحذف البنود المتعلقة بإزالة إسرائيل من الوجود وما يتعارض مع اتفاق أوسلو حيث اعترفت المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، وأكدت التزامها بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب. وتعتقد حماس خطأ المسيرة السلمية التي سار فيها العرب بعد مؤتمر مدريد عام 1991، وتعتبر اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير

الفلسطينية وإسرائيل ومن قبله خطابات الاعتراف المتبادل ثم تغيير ميثاق المنظمة، تفريطا واعترافا لإسرائيل بحقها في الوجود داخل فلسطين لذا وجبت مقاومته. وتعتبر حماس أنها ليست على خلاف مع اليهود لأنهم مخالفون لها في العقيدة ولكنها على خلاف معهم لأنهم يحتلون فلسطين. ويمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجها إستراتيجيا - كما تقول- لمواجهة المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري العربي والإسلامي الشامل، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للإبقاء على جذوة الصراع مشتعلة حتى تحقق أغراضها وللحيلولة دون التمدد الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي. وقامت حماس بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري المسمى "كتائب عز الدين القسَّام" وأثارت عملياتها الفدائية جدلاً دولياً انعكس على الداخل الفلسطيني. أيضاً قامت حماس بدور أساسي في انتفاضة الأقصى التي بدأت في سبتمبر2000، كما كانت المحرك الرئيسي للانتفاضة الأولى عام 1987.

 

* (في مئوية بلفور.. على بريطانيا أن تعتذر):

 

تواجه الحكومة البريطانية، في خضم استعداداتها للاحتفال بالذكرى المئوية لـ "وعد بلفور"، الذي أسس لقيام كيان الاحتلال عام 1948، مطالبات واسعة للاعتذار عن هذا الوعد الذي يصفه الفلسطينيون بـ "المشؤوم"... فقد طالب السيد الرئيس محمود عباس بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني على ما ارتكبته من دمار وتشريد بحق شعبنا، كما طالبها بالاعتراف بدولة فلسطين وفق توصية مجلس العموم البريطاني في العام 2014.

 

وفي رد يعتبر مهينا للمطالبات الفلسطينية لبريطانيا بالاعتذار عن جريمة وعد بلفور، قامت رئيسة وزراء بريطانيا بدعوة رئيس وزراء دولة الاحتلال لزيارة بريطانيا في الذكرى المئوية للإعلان المشؤوم. وبهذه المناسبة (الذكرى المئوية)، وقع أكثر من 11،000 شخص عريضة على الإنترنت تدعو الحكومة البريطانية إلى الاعتذار رسميا عنها.

 

وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن استنكارها واستغرابها من الدعوة التي وجهت لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للاحتفال بذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن بريطانيا والتي تتحمل مسؤولية الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ مئة عام لم يكن لها الحق بهذه الصفقة وبدل من أن تصحح الخطأ التاريخي والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية تقوم الآن بالإعداد للاحتفال بحدث اعتبره العالم العربي والمجتمع الدولي سببا لمأساة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية. مطالباً بتصحيح هذا الخطأ من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ووجه البرلمان العربي رسالة لمجلس العموم البريطاني، يطالب بموجبها الحكومة البريطانية بإلغاء الاحتفال بالذكرى المئوية "لوعد بلفور" المشؤوم، مراعاة لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار فلسطيني، وعربي، ومسلم، ومسيحي، وبتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولته.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت