- عطا الله شاهين
في العزلة أراني انسانا متصلا مع الآخرين على الرغم من عدم رؤيتي لهم بشكل مباشر، لأنني أعيش مع نصف الآخر، الذي يحرضني على الخروج باستمرار لمقابلة الناس عبر شق الحشود أو الجلوس مع عامة الناس لأسمع منهم ما يتحدثونه عن بؤس الحياة، أو أن أجلس في مقهى للمثقفين والأدباء، الذين يرون في المقاه تنفسا لهم لسماع ما يكتبونه أو يتحدثون به عن رؤيتهم للحياة، التي باتت قرية في ظل تكنولوجيا الاتصالات.
أحاول في عزلتي أن أسأل ذاتي لماذا أنعزل عن الناس ؟ هل لأنهم لا يفهمون علي ما أقوله؟ وهنا أخص الناس البسطاء رغم حرصي على التحدث معهم بلغة بسيطية كي يفهموا قصدي من الكلام، لكنني مع الأدباء والمثقفين لا اجد صعوبة في التواصل حتى عبر الموبايل الذكي، الذي بات رفيقي الدائم.
فأنا أكتب نصوصي على موبايلي بكل أريحية، رغم تعب عيني من شاشته الصغيرة حين أكون في بيتي وحيدا وبلا أية أصوات تزعجني .
فأنا حين أنعزل لزمن، فهذا ليس هروبا من الآخرين، بل انعزالي هو محاولة لفهم ذاتي، فنصفي المعارض لعزلتي يحرضني على عدم البقاء بمفردي في حجرة مليئة بالكتب، على الرغم من عدم قراءتي لها كما في السابق.
فاليوم أقرأ على موبابلي روايات لكتاب عديدين دون اللجوء لشراء رواية، إلا أن للكتب رهبة ما زلت أحبها، لأن الكتب تمنحني شعورا مغايرا في عزلة أراها عادية .
فعزلتي لا أراها سلبية أو لها سلبيات بل لها ايجابيات لكن الناس البسطاء لا يفهمون معنى انعزال الكاتب عن المجتمع الذي يرى في الكاتب إنسانا مختلفا عنهم في التفكير أو في نظرته للحياة..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت