طالب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بريطانيا مجددا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن دورها الذي لعبته في تأسيس "إسرائيل" وتشريد نصف الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لم يغير موقفه في أن تصريح بلفور كان "وعدا ممن لا يملك إلى من لا يستحق".
وقال المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول: "وعد بلفور لم يكن مجرد وعد، بل هو سياسة بريطانية سهلت هجرة اليهود من أوروبا إلى فلسطين وقدمت لهم المساعدات المادية واللوجستية لتأسيس دولة إسرائيل".
وأكد العالول أن "الشعب الفلسطيني مازال يطالب بريطانيا بالاعتذار له عما سببه وعد بلفور من عذابات وآلام ولجوء وشتات، لذلك يجب أن تتحمل الحكومة البريطانية المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه التوصل لحل عادل لقضيته".
وأضاف: "لقد تأسست إسرائيل في فلسطين لتكون طليعة مشروع استعماري غربي في منطقة الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، وهي لا تزال تقوم بهذا الدور الوظيفي إلى يوم الناس هذا".
واعتبر العالول أن "صفقة القرن وخطوات التطبيع العربي ـ الصهيوني تندرج في ذات سياق وعد بلفور والمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة، لتفتيتها ونهب خيراتها ثم الهيمنة عليها".
وأضاف: "يجب أن تشعر بريطانيا بالعار تجاه هذا الوعد المشؤوم، لأنها تسببت في تشريد نصف الشعب الفلسطيني وتدمير أكثر من 750 قرية ومدينة جراء هذا الاحتلال الذي لا يزال يواصل جرائمه تجاه شعبنا برعاية غربية".
وأكد العالول "أن العمل على دعم وعد بلفور بصفقة القرن ثم بالتطبيع لن يغير في حقيقة الاحتلال شيئا، ولن يزيد الشعب الفلسطيني إلا تمسكا بأرضه وبأن الاحتلال عمل مخالف لكل القوانين السماوية والوضعية"، على حد تعبيره.
وسهل الانتداب البريطاني لفلسطين نهاية الحرب العالمية الأولى عملية تحويل فلسطين إلى "وطن قومي" لليهود، حيث بدأ البريطانيون بتطبيق "وعد بلفور" من اللحظة الأولى لوصول قواتهم إلى القدس، بتسهيل الهجرة لليهود الأوروبيين إلى فلسطين.
ولم يأت عام 1948، وهو العام الذي أعلنت فيه بريطانيا عن إنهاء انتدابها على فلسطين، حتى كانت "الدولة العبرية" قد وضعت الأسس لإقامتها وإعلانها بشكل رسمي واعتراف الدول النافذة آنذاك بالكيان الجديد الذي أقيم على حساب أصحاب الأرض الذين تحولوا إلى لاجئين ومشردين بعد أن سلب وطنهم منهم.
ولا تزال تبعات هذا "الوعد" الكارثية تلاحق الفلسطينيين على كل شبر من وطنهم وفي الشتات أيضا، في ظل الدعم الأمريكي وصفقات تطبيع حكومات عربية مع الاحتلال، ما يزيد من شعور الفلسطينيين بـ"المرارة والخذلان".