- الأسير المحرر مصطفى المسلماني
هي من المرات التي توقفت أمامها طويلاً في التفكير كيف أرتب هذا الكم الهائل الذي تختلط فيهالمشاعر الإنسانية مع زخم المعركة التي تحفر اليوم على أجندة التاريخ الرقم (100)
لأصدق وأشرف وأنبل الملاحم الوطنية والإنسانية التي يخوضها الأسير ماهر الأخرس
فمع الكلمات معاني وأسرار وتفاصيل من كتل العظم واللحم التي قاتل بها ماهر وربط عليهابحبل من الإيمان والإرادة وكتب بمداد الجوع والأمعاء الخاوية اسطورة التحدي الحقيقي في زمنالأوهام وسجل براءة تجديد التاريخ على طريقة العظماء الذين تعالت هاماتهم فوق أعواد المشانقواشعلوا بدماءهم نيران الحرية التي أحرقت سياط الجلادين
(100)يوم ليست رقم في دروس الرياضيات ولا اجندة في سياسة الحكومات وليست حساباتللهاربين من شمس الحقيقة إلى ظلمات الغدر والخيانة والتآمر وليست من تلك الأيام العابرة التييسرقها المارقين وسماسرة الاستثمار الذين ينهشون من وجع الوطن وأبناءه
إنها الأيام الحصرية بالنموذج الذي انتجه من روحه ودماءه القائد الكبير والمقاتل والمعلم ماهرالأخرس والذي أعاد ترسيخ البوصلة لكل الذين اعتنقوا الوطن فكان اذكارهم وكان لهم القصيدهوالنشيد ولوحة الفنان وكان لهم الرصاص والحجارة والطريق لصلاة المؤمنين
(100)يوم بدأت في زمن مليء بالتناقضات ووسط معادلات دقيقة تتصارع فيها الإرادات ليعيدماهر الأخرس كسوة الحقيقة من لحمه وعظامه
وليعطي للتاريخ جدلتيه الحتمية التي لاتقهر فيها إرادة الشعوب ولا تتلاشى صور الخالدينالذين يحملون الإيمان والقوه والثبات ويعبروا شامخين نحو الحياة والأمل ونحو الحق الساطع
(100)عبر بها الأخرس من تحت مقصلة الحسابات والتعقيدات التي نصبت للشعب الفلسطيني
فكان الفارس الذي تجاوز أودية الهزيمة والوهن والانكسار ونفض غبار التعب والخمول والخوفعلى ملذات الحياة وكتب على بداية الطريق من هنا إلى الحرية أو الشهادة فكان الاختيارينانتصار
ابتعد عن ضجيج الشعارات والعبارات البراقة وسوق المزاودة وخلع عن هيكله العظمي اللحمليبقى كجبال الطور الشامخة يتطلع من النقطة المباركة الأقرب إلى الله ليعلو منها في سفرالمؤمنين و اولي العزم الذين تتغذى أرواحهم بذكر الحق وبعدالة السماء
(100)يوم او ربع عام كما يحب البعض تسجليها ليست من أساطير غلغامش وأكاذيب المزورينللتاريخ وليست من زمن الاستثمار السياسي التي تحولت فيها الأوطان إلى شركات وساعات عملوبطاقات وظيفية
ومناصب وهمية
إنها من حقيقة شعب الجبارين
إنها من عبق الحاج عماد مغنيه
إنها من إرث القنطار والقاسم وابوالفحم وحلاوة وجمجوم وحجازي
إنها أيام من مدرسة الانتصار التي تفتح أبوابها للذين امنوا أن على هذه الأرض ما يستحقالحياة والشهادة
المختص بشؤون الأسرى
الأسير المحرر مصطفى المسلماني
2.11.2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت