أطلقت جمعية الشباب العرب - بلدنا، يوم السبت الـ31 من تشرين الأول/ أكتوبر 2020، برنامج "إعداد وتدريب مرشدي تجوال للعام 2020\2021" الذي يندرج تحت إطار مشروع "هُوية"، بتدريبين متتاليين عُقدا في جبال القدس، برفقة مجموعة من المرشدين\ات، والذين تلقوا معلومات حول موضوعي الجغرافيا والطبوغرافيا.
ويُعدّ هذا التدريب الأول من سلسلة تدريبات ستُقام بمواضيع متعددة تتعلق بالتجوال بشكل عام، وبالتجوال في فلسطين بشكل خاص، كالتاريخ، والتاريخ الاجتماعي، وعلم الآثار، والنباتات، بالإضافة إلى تدريبات متخصصة بالإرشاد والبحث، وعقد مخيم تدريبي مكثف. بعد انتهاء هذه التدريبات سيكون الفريق قادرا ومؤهلا للعمل مع مجموعات شبابية في مجال التجوال في القرى والمدن الفلسطينية في الداخل.
اعتُمد التجوال بطريقة تتضمن منهجية فلسطينية تسعى إلى إرساء علاقة معرفية وعاطفية مع المكان (فلسطين) لدى المرشدين، وهو الحيز الذي تعمل السلطات والعقيدة الإسرائيلية جاهدة على تغييبه وتغيير معالمه، بموازاة تغريب الفلسطينيين عنه أيضًا، لنبلغ واقعًا بات يرى فيه الشباب قراهم ومدنهم على أنها أماكن سكن مسلوبة التاريخ والمعنى، ضمن رؤية تسعى إلى سلخ مضمون علاقتنا بأرضنا وتاريخنا، وتحويلها لعلاقة استهلاكية تختصر زيارة الطبيعة والقرى المهجرة، وحتى القرى والبلدات المسكونة، بطابع نزهة عائلية لا تحمل بعد التعلم عن هذه الأماكن.
في هذا السياق، عمل طاقم المشروع على تحضير التدريب الأول حول الجغرافيا وتعلم أساسيات الجغرافيا في فلسطين، كما التدرب على معرفة الاتجاهات وطرق تحديدها، بالإضافة إلى تعلم وصف المناطق وتسمياتها الجغرافية، كما وتدرب فريق المرشدين على تمييز أنواع الخرائط المختلفة والتدرب على قراءة الخارطة و فكفكة رموزها من أجل فهم المكان وطريقة التفاعل معه جغرافيًا، وذلك في قرية صوبا المهجرة غربي القدس، والتي حصل المرشدون فيها أيضًا على سرد تاريخي حول مكانة القرية على المستوى الفلسطيني، والحضارات الغابرة. وفي التدريب الثاني الذي يتمحور حول الطبوغرافيا، تعرف المشاركين على أنواع الخرائط الطبوغرافية ودورها في الملاحة، كما تقسم الفريق إلى ثلاث مجموعات أجرت كلّ منها تدريبًا متقدمًا على الملاحة البريّة، في برية وادي السنط جنوب غربي القدس.
يمتد برنامج تجوال إلى عامين نهدف من خلالهما إلى تأهيل وتدريب مجموعة من المرشدين الذين سوف يعملون لاحقًا مع الجيل الشاب لتثقيفهم وتمرير ورش وفعاليات وجولات تطرح قضايا وطنية، وسياسية، واجتماعية، وتاريخية فلسطينية من شأنها أن تعزز علاقة الفلسطيني بأرضه وتاريخه وأيضًا بناء علاقة عاطفية حسية مع المكان في فلسطين.
يسعى مشروع "هوية"، بدعم من مؤسسة التعاون، الى تعزيز الهوية الوطنية والمعرفة بالتاريخ والقضية الفلسطينية لدى شريحة الشباب، من خلال الألعاب اللوحية، الفيديوهات السياسية بمادة التاريخ والتجوال الميداني السياسيّ في القرى والمدن العربية.