يواصل ملايين الأميركيين التصويت في الانتخابات الرئاسية، والكل يترقب إعلان النتائج، والسؤال المطروح متى بالضبط سنعرف ما إذا كان الجمهوري دونالد ترامب أم منافسه الديمقراطي جو بايدن هو الرئيس القادم للولايات المتحدة؟
في هذا التقرير الذي نشره موقع "الجزيرة نت" أهم المعلومات عن الإجراءت المتبعة لإعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية:
تبدأ مراكز الاقتراع بالإغلاق في الولايات المتحدة في الساعة 18:00 بالتوقيت الشرقي (23:00 بتوقيت غرينتش)، وتختلف أوقات إغلاق الاقتراع حسب الولاية، لكن من المهم أن نعرف أنه لن تبدأ النتائج في كل ولاية بالظهور حتى يتم إغلاق كل مراكز الاقتراع فيها.
الأمر الآخر الذي تجب معرفته هو أنه لن يتم تقديم أية نتائج أولية أو توقعات لنسبة التصويت حتى يتم إغلاق جميع مراكز الاقتراع في 9 ولايات، ويكون ذلك في الساعة 19:00 بالتوقيت الشرقي (00:00 بتوقيت غرينتش).
متى يمكننا معرفة الفائز؟
أقرب وقت يمكننا فيه التعرف على الرئيس المقبل سيكون في الساعة 23:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:00 بتوقيت غرينتش)، إذ يرجح خلال هذا الوقت أن تكون قد ظهرت نتائج ولاية كاليفورنيا التي لديها أكبر عدد من الأصوات الانتخابية وعددها 55 صوتا، ويمكن بظهور نتائجها أن يتخطى أحد المرشحيْن عتبة 270 اللازمة للفوز.
ومع ذلك، تعد الساعة 23:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة مبكرة لمعرفة الفائز على الأقل في التاريخ الحديث، فمن بين الانتخابات الرئاسية الخمسة الماضية لم تظهر النتيجة في هذا التوقيت إلا في عام 2008، عندما أُعلن فوز الرئيس السابق باراك أوباما بأصوات ولاية كاليفورنيا، مما مكّنه من تجاوز 270 صوتا، أما في انتخابات عامي 2012 و 2016 فقد تأخر إعلان الفائز لساعات بعدها.
وفي عام 2000 عندما كانت المنافسة بين المرشح الديمقراطي آل غور والرئيس جورج دبليو بوش، تأخر إعلان النتائج حتى 12 ديسمبر/كانون الأول بسبب إعادة فرز الأصوات في ولاية فلوريدا الحاسمة.
ومن الجدير بالذكر أن عملية إعلان الفائز في كل ولاية لا تستند بالضرورة إلى إحصائيات دقيقة للأصوات، ولكنها تستند إلى التوقعات التي قدمها المحللون الذين ينظرون إلى الاقتراع، وكيف تتشكل عمليات فرز الأصوات في الدوائر أو المقاطعات الرئيسة.
فإذا كانت الولاية من الولايات المحسومة لمرشح ما -وهو ما ينطبق على نحو 30 ولاية في هذه الانتخابات- فيمكن عندئذ توقع هذه الولايات بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، أو بعد ذلك بوقت قصير.
أما إذا كانت الولاية من الولايات المتأرجحة غير المحسومة، فسيتم تأخير توقعات الفائز حيث يشاهد المحللون نتائج فرز الأصوات، وكلما تقاربت النتائج تأخر إعلان الفائز.
من يقوم بالتوقعات؟
طبعا وسائل الإعلام الأميركية، فهي لها تاريخ طويل في محاولة تسريع عملية إبلاغ الأميركيين بالنتائج في السباقات الرئاسية، لكن ذلك لا يتم بسلاسة بشكل دائم.
ومن الأمثلة على التوقعات غير الناجحة بالإضافة إلى انتخابات عام 2000، فقد كانت هناك بعض التوقعات غير الصحيحة "سيئة السمعة"، ففي عام 1916 أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) قبل الأوان وعلى سبيل الخطأ أن تشارلز إيفانز هيوز هو الفائز على وودرو ويلسون.
وفي عام 1948 استنتج محللو الانتخابات في صحيفة "شيكاغو ديلي تريبيون" (Chicago Daily Tribune) -وبوجه غير صحيح- أن توماس ديوي هزم هاري ترومان.
وتعود جذور النظام المستخدم للتوقعات الانتخابية اليوم إلى أوائل الستينيات، عندما جمعت الخدمات السلكية وشبكات التلفزيون الأميركية مواردها لوضع آلاف الأشخاص في جميع أنحاء البلاد لحساب الأصوات الانتخابية في الدوائر.
وفي عام 1990 أنشأت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) والمذيعون الأميركيون نظاما جديدا يجمع بين استطلاعات الرأي ونتائج التصويت، وهي الطريقة التي لا تزال مستخدمة بشكل عام حتى اليوم.
وفي الوقت الحالي تشترك وكالة أسوشيتد برس و"فوكس نيوز" (Fox News) في مجموعة واحدة من استطلاعات الرأي عند خروجها من الناخبين، ويتوصلون إلى توقعات منفصلة خاصة بهم.
أما الأعضاء الباقون في النظام الذي تم تشكيله عام 1990 من شبكات "إيه بي سي" (ABC)، و"سي بي إس" (CBS)، و"سي إن إن" (CNN)، و"إن بي سي" (NBC) فهم يستخدمون هذه البيانات للتوصل إلى توقعاتهم الخاصة.
هل هذه النتائج رسمية؟
لا طبعا، فإن فرز الأصوات سيستغرق أياما عدة، وفي بعض الحالات بضعة أسابيع، ولدى الولايات طرق وإجراءات مختلفة لفرز بطاقات الاقتراع الشخصية والبريدية، وعند اكتمال عدّها ستصدق كل ولاية على نتائجها.
وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيتم تقديم النتائج المعتمدة لكل ولاية رسميا عندما تجتمع الولاية للتصديق على ناخبيها، قبل اجتماع الهيئة الانتخابية في الـ14 من ديسمبر/كانون الأول.
ولم يتم اعتماد عدد الأصوات مطلقا في ليلة الانتخابات، ولا يختلف الأمر هذا العام، بل مما يعقد الأمور هذه المرة هو أن نحو 100 مليون ناخب اعتمدوا الانتخاب عبر البريد في معظم الولايات، مما يتطلب وقتا أطول لعمليات الفرز.
كما لا يُسمح لـ3 ولايات -وجميعها من الولايات المتأرجحة وهي بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن- بالبدء في عد الأصوات عبر البريد حتى الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، مما قد يطيل فترة إعلان النتائج.
وإذا لم يتمكن أي من المرشحين من الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في بعض الولايات، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأخير طويل في معرفة الفائز.
وهذا السيناريو يثير قلق كثيرين بشأن المعارك القانونية الطويلة المحتملة، مما يطيل أمد إعلان النتيجة النهائية.