بوح المرايا

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين
  •  لا كذب في بوح المرايا..

في بوح المرايا لا نرى سوى الحقيقة المنعكسة للناظر إليها، فلا كذب في بوح المرايا، فكما قال الفيلسوف والروائي الإيطالي اومبرتو ايكو بأن الكلب لا يكذب حين ينبح، فالإنسان يكذب، أما الحيوانات لا تكذب، فعندما الكلب ينبح فهو ينبهنا بأن انسانا أتى، ولهذا علينا الاستعداد لنرى لماذا نبح الكلب؟ فالمرايا هي أيضا لا تكذب، عندما تعكسنا على حقيقتنا، وترينا وجوهنا كما هي، لكن الكثير من الناس، عندما يرون أنفسهم في المرايا نراهم يعبسون، وكأن المرايا تكذب عليهم في عكسها لوجوههم الحقيقية.
في بوح المرايا هناك صورة حقيقية تظهرنا بوضوح وبصمت جنوني .فعندما ينظر المرء إلى ذاته فإنه يرى صورته الحقيقية في المرايا، وهذا ما تبوح المرايا بكل صدق، فلا كذب في بوحها .فالمرايا تعكس الانسان بلا أية تزييف للحقيقة. إن تحديق المرء في المرايا لزمن، يرى بعد التمعن بأن بوح المرايا الصامتة ليس كاذبا.
فالمرايا تبوح بصمت عبر عكسها الفيزيائي لحقيقة الانسان بلا تزييف لحقيقة شكل الانسان الناظر اليها. ان بوح المرايا هو بوح صامت بلا أي كذب. ففي بوح العاشقة لعاشقها يمكن أن تبوح أحيانا له عن حبها بكذب لهدف ما، لكن المرايا صادقة لا تكذب في بوحها. ...

  •  بوح المرايا: صورة أخرى للحقيقة ..

 في بوح المرايا المنعكس من سطح المرايا هناك صورة حقيقية مثالية تظهر كل شيء بوضوح وبصمت جنوني، عندما ينظر المرء إلى ذاته ليرى صورته الحقيقية في المرايا، وهذا ما تبوح المرايا بكل صدق .فالمرايا تعكس الانسان بلا أية تزييف للحقيقة.
 إن تحديق المرء في المرايا لزمن، يرى بوح المرايا الصامتة، وكأن المرايا تتحدث هناك بصمت عبر عكسها الحقيقي لحقيقة الانسان من خلال حديث ذاتي بينها ولين الناظر إليها ان بوح المرايا يبوح بصمت عن حقيقة حبها لعكس الناظرين اليها بلا هروب من الحقيقة في عكسها لحقيقة الوجوه، التي تنظر اليها وتعكسها كما هي بكل ملامحها، وكأنها تتحدث مع الناظر اليها بحديث صامت من بوح يعكس كل الحقيقة عن ما تراه أمامها من وجوه لنساء ورجال يقفون لزمن أمام المرايا لا لشيء، فقط ليروا كم هم عاشقون للنظر إلى المرايا، مع أن بوح المرايا هو الذي يسرهم، رغم الانعكاس المثالي من المرايا لوجوه تعكسها على حقيقتها عبر صورة أخرى للحقيقة ...

  •  بوح المرايا: حديث صامت يعكس الحقيقة

لا يمكن تكذيب بوح المرايا العاكس بصمت للناظر إليها، عندما ينظر المرء إلى ذاته ليرى صورته الحقيقية دون مواربة مما يراه في وجه المرء من ملامح تعكس عمر الانسان بلا أية تزييف للحقيقة.
إن تحديق المرء في المرايا لزمن، إنما هو التأكد من بوح المرايا، وكأن المرايا تتحدث بصمت عبر عكسها الحقيقي لحقيقة الانسان، الذي ينظر اليها بكل تمعن، وكأن الانسا يرغب في معرفة اجابة على سؤال يظل عقله يسأله في ذاته إلى أين وصل في تغير وجهه.
 ان أكثر شيء يزعج المرأة حين تنظر إلى المرايا هو انعكاس هرمها، الذي يبين حقيقة ملامحها، رغم امتعاضها من تقدمها في العمر، أما الرّجُل فلا يبالي حين يرى تغيّرا في ملامح وجهه من هرم بات حقيقة تبوحها له المرايا كلما نظر الى وجهه كل يوم.
 ان بوح المرايا يعكس حقيقة الإنسان بلا أية اعوجاج اوهروب من الحقيقة في عكس المرايا لحقيقة الوجوه التي تراها، وكأنها تتحدث بحديث صامت من بوح يعكس كل الحقيقة عن ما تراه أمامها من وجوه لنساء ورجال يقفون لزمن أمام المرايا للاصغاء بصمت إلى بوح المرايا، الذي يقول الحقيقة عنهم بصمت، ما يجعلهم يعترفون بأن بوح المرايا هو حقيقتهم فيها ...

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت