- اشرف صالح
بعد غياب طويل للنظام الديمقراطي الفلسطيني وفقدان الأمل بعودته من جديد , بات الشعب الفلسطيني يتابع الديمقراطية الأمريكية وينتظر نتائج الإنتخابات الحالية , معتقداً ومتأملاً بذلك أن يطرأ تغيير جذري مع قدوم المرشح الأكثر حظاً بالفوز وهو "جو بايدن" والذي وعد العالم بأن يصحح ما قام به ترامب خلال ولايته , وأن يدعم حل الدولتين وعودة المفاوضات ودعم القيادة الفلسطينية , وكما أن الشعب ينتظر ويراهن على قدوم بايدن , فالقيادة الفلسطينية أيضاً تراهن على قدوم بايدن لدفع عملية السلام المزعوم , ولا يقف الأمر عند الفلسطينيين فحسب , بل أن العالم بأسره وخاصة الوطن العربي ينتظر ويراهن على قدوم رئيس أكبر دولة في العالم (...) كي يرتب أوراقه ويعيد حساباته من جديد , وخاصة أن ترامب ومن خلال ولايته قلب العالم رأساً على عقل , لأنه يعتبر شخصية غريبة ومثيرة للجدل , فهو مغامر ومقامر وعدواني ومجنون وصريح أكثر من اللازم , وبسبب هذه الخصائص الغريبة لشخصية ترامب بات الشعب الأمريكي أيضاً يخشى من تداعيات هزيمة ترامب أكثر من العرب والعالم , وبات يراقب وسط خوف وحرص شديدين , ما الذي سيحدث ليلة سقوط ترامب..
من الواضح أن ترامب لا ينوي تسليم السلطة بشكل سلمي وسلس في حال سقوطه , ويعود السبب بأنه شخصية نرجسية بإمتياز , ولا يؤمن بالديمقراطية أصلاً , فهو لم يتخيل في يوم من الأيام أنه وبعد أن حكم العالم أربع سنوات (...) , وقلب الدنيا رأساً على عقل , وسفق له يهود العالم , وسفق له ضعفاء العالم المتأملين بالنجدة , وسفق له المطبعين والمنتفعين العرب , وبعد كل ذلك يأتي الناخب الأمريكي وبكل سهولة ليختار من سينتزع منه الحكم , ولهذا فلم يصمت ترامب على هزيمته وسيستخدم كل الطرق القانونية والغير قانونية من أجل إثبات أن الإنتخابات مزورة , فبالإضافة الى أنه سيستخدم الطعون القانونية واللجوء الى القضاء من أجل إعادة الإنتخابات في كثير من الولايات , فهو أيضاً سيعتمد على نفوذ اليهود والحركة الصيونية واللوبيات في أمريكيا والعالم من أجل مساندته للبقاء في الحكم من خلال كسب الوقت وإستنزافه في معركة إعادة الإنتخابات والتي ربما تستغرق عدة أشهر , بالإضافة الى الطرق الغير شرعية والتي من الممكن أن يستخدمها ترامب من أجل البقاء في الحكم , مثل إحداث الفوضى في البلاد وتقسيمها الى أنصار معارضة وميليشيات كما يحدث عند العرب تماماً , والأهم من ذلك أن ترامب سيتخدم أقوى سلطة في تلك الظروف وهي سلطة "الإعلام"من أجل تشويه صورة الديمقراطيين وبايدن , وقد يساعده على ذلك نفوذ اللوبيات اليهوديه والصهيونية والمتوغلة في أهم وسائل الإعلام المؤثرة في العالم .
كاتب ومحلل سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت