جو بايدن ... والمصالحة الفلسطينية

بقلم: عماد عفانة

عماد عفانة
  • عماد عفانة

يورد الخبراء عدد من التداعيات لفوز جو بايدن بقيادة البيت الأبيض، على القضية الفلسطينية، وعلى المصالحة الفلسطينية، ومن هذه التداعيات المتوقعة:

-        سيعيد الرئيس عباس فتح بوابات الحوار الفلسطيني المغلقة مع الإدارة الأمريكية بعد مغادرة ترامب، واضعاف احتمالات تطبيق صفقة القرن.

-        عودة العلاقات الفلسطينية مع البيت الأبيض، ستعني اعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وهو أمر وعد به بايدن في حملته الانتخابية.

-        عودة العلاقات مع البيت الأبيض، واعادة فتح مكتب منظمة التحرير، سيفضيان حتما الى عودة المنظمة والسلطة إلى نفق المفاوضات العبثية مرة أخرى، وهو ما يفضله بايدن كسبيل لحل القضية الفلسطينية.

-        الأمر الذي سيترتب عليه حتما عودة خطوط الدعم المالي الأمريكي المباشر للسلطة، والايعاز للعواصم العربية باستئناف ضخ المال في خزينة السلطة المفلسة.

-        حدوث هذه التراتبية في تطور تداعيات فوز بايدن، سيقضي غالبا على فرص نجاح المصالحة الفلسطينية.

-        كما سيبعد احتمالات صدور أية مراسيم أو قرارات رئاسية بإجراء أية انتخابات جديدة للتشريعي أو للرئاسة.

-        فوز بايدن سيعتبر القشة التي سيتعلق بها عباس عوضا عن حماس، بعد فشل مختلف خياراته ورهاناته السياسية، لإحراز أي انجاز ذي بال، يمكن أن ينقذ الشعب الفلسطيني من استفراد نتنياهو بالقضية الفلسطينية.

-        فشل المصالحة يعني ادامة الانقسام، بل وعودة السلطة للاصطفاف مع العدو الصهيوني لإسقاط المقاومة في غزة، الأمر الذي ربما سيكون ثمنا لاستعادة أموال السلطة التي قرصنها نتانياهو.

-        اصطفاف السلطة مع العدو مرة أخرى لمحاربة المقاومة بداعي محاربة "الارهاب" يحتم عودة السلطة لممارسة عار التنسيق الأمني جهاراً نهاراً، كثمن يبعد شبح خيار انهيار السلطة.

-        وعلى صعيد علاقات السلطة مع الدول العربية، فيرجح عودة العلاقات الى مسارها الطبيعي مع العواصم العربية، حتى تلك  التي طبعت علاقاتها مع العدو بما فيها الامارات والبحرين وغيرها.

لا شك أن الفترة الرئاسية لترامب في البيت الأبيض شكلت ضغطا على السلطة سياسيا وماليا، ولكنه كشف بما لا يدع مجالا للشك فشل خيارات السلطة ورهاناتها السياسية، وفشل مسار المفاوضات سواء في تحصيل أي من الحقوق الفلسطينية، أو في كف آلة البطش الصهيونية عن قتل وتشريد وأسر ومصادرة وابتلاع وتهويد الأرض والمقدسات.

كما كشفت زيف التضامن العربي، وأظهرت خواء الجامعة العربية، وفضحت حجم تآمر زعماء عرب مع الأعداء، ومنذ زمن بعيد، كثمن للاحتفاظ بعروشهم وكراسيهم.

لكن يبدو أن من حسنات ادارة ترامب، أنها دفعت السلطة نحو خيار انجاز المصالحة الفلسطينية، واعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لجهة تمتين الجبهة الفلسطينية، وتوحيد الصوت والتمثيل الفلسطيني لدى مختلف الجهات، لجهة المطالبة بتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني.

إلا أن فوز جو بايدن بالرئاسة، والاحتمالات القوية لعودة السلطة لأحضان البيت الأبيض وتل أبيب من جديد، سيكشف زيف توجه السلطة نحو المصالحة، وكيف انها خدعت الجميع، شعب وفصائل، واستخدمت الحوار مع حماس، وحتى لقاء الأمناء العامون في رام وبيروت، لتمرير الوقت، دون اتخاذ قرارات حاسمة أو اصدار أية مراسيم جدية لوضع المصالحة الفلسطينية على سكة الوفاق والاتفاق، لجهة التصدي لما يواجه شعبنا من تحديات، أقلها ابتلاع الضفة، وتنفيذ مخطط الضم بهدوء ودون ضجيج، وفرض تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، واستمرار حصار وافقار وتجويع غزة المزدوج من السلطة من تل ابيب على حد سواء.  

وأخيرا هذا سيقرب شبح عدوان جديد على غزة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت