دعا ملتقى علماء تركيا، يوم، إلى تبني رفع القضايا المتعلقة بـ"جرائم الكيان الصهيوني" بحق فلسطين والفلسطينيين في المحاكم الدولية.
جاء ذلك في البيان الختامي لملتقى علماء تركيا لأجل القدس، الذي عقد عن بعد، برعاية هيئة علماء فلسطين في الخارج، وحضور ثلة من علماء ورموز تركيا، وبعض رموز الأمة الإسلامية.
وأشاد المشاركون بالدور الثابت والمشرف للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجاه قضية فلسطين وعموم قضايا الأمة العادلة، داعين حكام الأمة لانتهاج نهجه.
ودعا البيان الشعب التركي إلى تخصيص حصالة يطلق عليها مسمى "حصالة القدس"، لربط عائلاتهم وأبنائهم بالقدس وفلسطين وتربيتهم على ذلك.
وثمن البيان قرار رئاسة الشؤون الدينية في تركيا إعلان أسبوع الإسراء والمعراج من كل عام أسبوعا للقدس، ويدعون وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي إلى الاقتداء بهذا النهج.
وشدد البيان على أن الهرولة التي تمارسها بعض الأنظمة للتطبيع بجميع أشكالها مع الكيان الصهيوني "خيانة لله ورسوله والمؤمنين وللقدس والمسجد الأقصى المبارك، ما يؤكد ضرورة القيام بأنشطة سلمية أكاديمية ودعوية لتعرية هذه الموجة".
من جانبه، أشار الدكتور علي كركاش، الأمين العام لجامعة دجلة في تركيا، إلى أن مواجهة "صفقة القرن" واجبٌ على الأمة، لذا وضع شعبنا في تركيا بشرائحه المختلفة البرامج التي تسهم في إبطال هذه الصفقة وإفشالها.
ودعا علماء الأمة لتوحيد صفوفهم ونبذ نزاعاتهم وجمع شملهم للدفاع عن المقدسات، وتوحيد جهود جميع مؤسسات المجتمع المدني في تركيا الى إنشاء "لجنة القدس".
ولفت كركاش في البيان إلى أهمية دور العلماء والدعاة والأكاديميين في تركيا في بث الوعي بقضية فلسطين وتفعيل الدور في المساجد لمواجهة صفقة القرن والتطبيع، وضرورة إطلاق مراكز دراسات ووحدات بحثية متخصّصة في شؤون قضية فلسطين والأرشيف العثماني.
ودعا البيان إلى تضمين القضية الفلسطينية في المناهج الجامعية، وإنشاء تخصص "قضية فلسطين" في الدراسات العليا في الجامعات.
ورأى البيان ضرورة تفعيل توأمة المساجد الكبرى ومساجد فلسطين كالتوأمة بين جامع أيا صوفيا والمسجد الإبراهيمي في الخليل، إضافة الى التوأمة بين المدن والبلدات في تركيا وبين المنازل المقدسية بحيث تكفل كلّ مدينة أو بلدة في تركيا منزلًا من المنازل المهددة بالمصادرة والاستيلاء في القدس.
ودعا البيان إلى تبني رفع القضايا المتعلقة بالملاحقة القانونية لجرائم الكيان الصهيوني ضد فلسطين في المحاكم الدولية والقٌطرية.
وفيما يلي نص البيان:
البيان الختاميّ لملتقى علماء تركيا لأجل القدس
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد لبّينا نحن العلماء والدّعاة والأكاديميّين في تركيا نداءات القدس التي أثخنتها الجراح، واستغاثات الأقصى الذي يسعى الصّهاينة فيه خرابًا وتحريقًا وتهديمًا، وصرخات فلسطين التي تعاني تعاني احتلال العدوّ وخذلان بعض المنتسبين إلى الأمّة.
لبيّنا نداء فلسطين في رحاب البلاد التي قال فيها خليفةُ المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني رحمة الله عليه عن فلسطين يومًا: "لعمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أتنازل عن شبر من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"
وفي تركيا التي ينبضُ أهلها شعبًا وقيادةً ومؤسساتٍ بحبّ فلسطين، ويجري منهم حبّ الأقصى والقدس مجرى الدّم في العروق؛ اجتمعنا نحن علماء تركيا ودعاتها، والأكاديميين في كليّات الإلهيّات والعلوم الإسلاميّة، وممثلي الجماعات الدّعويّة والإسلاميّة في ملتقىً حاشدٍ لنصرة الأقصى والقدس وفلسطين.
وبفضل الله تعالى التأم ملتقانا العامر اليوم السبت 21/ربيع الأول/1442ه الموافق 7/تشرين الثّاني "نوفمبر"/2020م وقد تم بثّه عبر منصّات التّواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الالكتروني، وألقى العلماء والدّعاة والأساتذة الأكاديميّون كلماتهم المعبرة عن أهميّة عقد الملتقى في هذا الوقت المفصليّ من تاريخ الأمّة الإسلاميّة وقضيّة فلسطين.
وفي نهاية الملتقى يؤكّد المشاركون على الآتي:
أوّلًا: يؤكّد المشاركون في الملتقى أنّ فلسطين هي قضيّة الأمّة جمعاء وهي في قلب كلّ مواطن مسلم وحرّ، وأنّ القدس والأقصى ليست ملكًا أو حقًّا للفلسطينيين وحدهم، بل هي ملك الأمّة الإسلاميّة جمعاء، والشّعبُ في تركيا له حقّ في المقدسات في فلسطين مماثلٌ لحقّ الفلسطينيين وعليه واجبٌ تجاه القدس والأقصى وفلسطين يماثلُ واجبهم تجاهها، وهذا ما يفرضه الإسلام وتوجبه الإنسانيّة والعدالة.
ثانيًا: يؤكّد المشاركون في الملتقى أنّ الهرولة التي تمارسها بعض الأنظمة للتطبيع بجميع أشكاله السياسيّة والاقتصاديّة والأكاديميّة والثّقافيّة مع الكيان الصّهيونيّ خيانةٌ لله ورسوله والمؤمنين وخيانةٌ للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويدعون إلى القيام بنشاطاتٍ سلميّة أكاديميّة وعلميّة ودعويّة لتعرية وفضح هذه الموجة البائسة من التطبيع الخيانيّ.
قال تعالى: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ" الإسراء: 52
ثالثًا: يؤكّدُ المشاركون في الملتقى على أنّ مواجهة المؤامرة الأمريكيّة المسمّاة "صفقة القرن" واجبٌ على الأمّة كلّها، وأنّ على شعبنا في تركيا بشرائحه المختلفة وضع البرامج التي تسهم في إبطال هذه الصفقة وإفشالها.
رابعًا: يدعو المشاركون في الملتقى علماءَ الأمّة جميعًا وبدرجة أولى العلماء في تركيا إلى توحيد صفوفهم ونبذ نزاعاتهم وجمع شملهم والتسامي على الخلافات، فما يجمعهم أكبر بكثيرٍ مما يفرّقهم، وما يتمّ من عدوانٍ سافرٍ على مقدّسات الأمّة وفي مقدّمتها مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوجب عليهم أن يكونوا صفًّا واحدًا بعيدًا عن التنازع الذي ينتج الفشل الذريع.
قال تعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" الأنفال:46
خامسًا: يدعو المشاركون في الملتقى جميع مؤسسات المجتمع المدني في تركيا الى إنشاء لجنة القدس في مؤسساتهم لينخرط فيها ويقوم بتفعيلها من تتوهّج في قلوبهم أنوار القدس وتتوقّد في قلوبهم الأشواق لنصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم،
سادسًا: يؤكّد المشاركون على أهميّة دور العلماء والدّعاة والأكاديميين في تركيا في بثّ الوعي بقضيّة فلسطين وتفعيل الدور المسجديّ في مواجهة صفقة القرن وحمّى التّطبيع مع الصهاينة.
ومن هنا يدعو المشاركون في الملتقى إلى إطلاق مراكز دراساتٍ ووحداتٍ بحثيّة متخصّصة في شؤون قضيّة فلسطين والأرشيف العثمانيّ والعدوان الصّهيونيّ عليها.
سابعًا: يدعو المشاركون إلى الدّعم الأكاديميّ لفلسطين من خلال تضمين القضيّة الفلسطينيّة في المناهج الجامعيّة المختلفة، وإنشاء تخصص "قضيّة فلسطين" في الدراسات العليا في الجامعات، وتخصيص مساحة لطلاب فلسطين في الجامعات في التخصصات المختلفة.
ثامنًا: يدعو المشاركون في الملتقى إلى تفعيل التّوأمة بين المساجد الكبرى ومساجد فلسطين كالتّوأمة بين جامع السلطان محمّد الفاتح والمسجد الأقصى والتّوأمة بين مسجد السلطان أحمد والمسجد العمريّ في القدس والتّوأمة بين جامع أيا صوفيا والمسجد الإبراهيميّ في الخليل وهكذا بقية المساجد
تاسعًا: يدعو المشاركون في الملتقى إلى تفعيل التّوأمة بين المدن والبلدات في تركيا وبين المنازل المقدسيّة بحيث تكفل كلّ مدينة أو بلدة في تركيا منزلًا من المنازل المهددة بالمصادرة والاستيلاء في القدس فتكفل أهله وتدعم صمودهم بما يحول دون مصادرة الصّهاينة له.
عاشرًا: يدعو المشاركون في الملتقى المؤسسات المعنية برعاية الأوقاف الإسلاميّة والعثمانيّة إلى وضع الأوقاف العثمانيّة في فلسطين في صلب اهتمامها من حيث رعايتها وصيانتها وترميمها وإظهارها والحفاظ عليها من المحو والتغيير والتبديل الذي يمارسه الكيان الصّهيونيّ بحقّ الهويّة الإسلاميّة والعثمانيّة في فلسطين.
حادي عشر: يعلن المشاركون في الملتقى دعمهم للمواقف الثّابتة والمشرّفة لفخامة الرّئيس رجب طيب أردوغان تجاه قضيّة فلسطين وعموم قضايا الامة العادلة، ويدعون حكّام الأمة الإسلامية إلى انتهاج نهجه في نصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين والدفاع عن المقهورين والانتصار للقدس وفلسطين
ثاني عشر: يدعو المشاركون في الملتقى أبناء شعبنا في تركيا إلى أن يكون في كلّ بيتٍ حصّالة أو صندوق باسم "حصّالة القدس" لربط عائلاتنا وأسرنا وأبنائنا بالقدس وفلسطين وتربيتهم على ذلك، وتربيتهم على الإنفاق والبذل والعطاء نصرةً لأهلنا في فلسطين.
قال تعالى: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" المزمل: 20
ثالث عشر: يثمّن المشاركون في الملتقى قرار رئاسة الشؤون في تركية إعلان أسبوع الإسراء والمعراج من كل عام أسبوعًا للقدس، ويدعون وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي إلى الاقتداء بهذا النهج وإعلان أسبوع للقدس تقام فيه الفعاليات المتضامنة مع مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرابطين فيه وفي فلسطين المباركة
رابع عشر: يدعوا المشاركون إلى تبني رفع قضايا متعلقة بالملاحقة القانونية لجرائم الكيان المحتل في المحاكم الدولية والقطرية.
خامس عشر: يتقدّم العلماء والدّعاة والأكاديميّون المشاركون في الملتقى ببالغ الشّكر إلى أبناء الشّعب الفلسطينيّ المجاهد المرابط لدفاعهم عن الأمة جمعاء وذودهم عن المقدّسات على الرّغم مما يعانونه من خذلان وتآمر عليهم وعلى قضيّتهم العادلة، ويؤكدون لهم إذ يشكرونهم على ثباتهم ودفاعهم عن الأمّة كلّها أنّهم ليسوا وحدهم في المعركة فأهل تركيا معكم وهم صنوكم في الدفاع عن فلسطين، وإن اللقاء قريبٌ في باحات الأقصى المبارك محررا عزيزا مطهرا من رجس المحتلين والمطبعين، وما ذلك على الله بعزيز.